الإعلامي/ أحمد طقش محاضر
فى التنمية البشرية الإسلاميةإذا كان تعريف التنمية البشرية أنها زيادة خبرات وطاقات البشر، وتحفيزهم لاستخدام هذه المهارات فى رفد مجتمع الأسرة والعمل، فإن سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، يعد المؤسس الفعلى للتنمية البشرية... لأن هذا النبى العربى الأمى قد استطاع بوحى من الله العظيم، أن يحرر طاقات العرب بل العالم من براثن الكسل والخمول واللهو واللغو والسهو، فخلال حوالى عقدين فقط من الزمن انهارت على يديه الكريمتين أعتى امبراطوريات الظلم والظلام والاستبداد (الفرس والروم)
وهكذا فيجب أن يطلق المصطلح الشهير (محرر العبيد) على سيد البشر صلى الله عليه وسلم الذى حرر الناس من عبادة بعضهم، إلى ساحات عبادة ربهم الذى خلقهم ليرحمهم، ثم حررهم من الدنايا والسفاسف إلى المعالى والسؤدد والفخار..
لقد استطاع النبى الكريم أن ينمى البشر من رعاة الغنم ليصبحوا بعد هديه قادة الأمم، عبر نبعين فوارين غزيرين هما كتاب الله الكريم، وسنته، حيث غدت بفضه مكارم الأفعال والأخلاق والنوايا عقيدة مجزية تمنح صاحبها سعادة الدنيا وجنة الآخرة...
وما كل هذه الأفكار والكتب والإصدارات التى تتحدث عن علم التنمية البشرية، إلا هوامش على دفتر السنة الشريفة، حيث نستطيع بكل سهولة ويسر، رد كل مواعظ مدربى التنمية البشرية العرب والغربيين إلى آية كريمة أو حديث شريف، مع فارق ضخم جدا، وهو أن وحى السماء مختصر مفيد محكم متناسق لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، أما أفكار التنمويين فهى مقلدة ينقصها نور الوحى المبهر الذى يهدف إلى: إعادة أبناء آدم إلى الجنة، وقبل أن ندلل على كلامنا، لا يسعنا إلا أن نصلى ونسلم على النبى الأعظم محمد حبيب الحق وسيد الخلق، وأن ندعو منظرى التنمية البشرية إلى الذهاب إلى النبع مباشرة:
قواصد كافور توارك غيره ومن قصد البحر استقل السواقيا
مع أن محاولاتهم التنموية تستحق منا كل احترام وحب وإعجاب وتقدير، إلا أن كنز القرآن فيه الكثير من قواعد السلوك الاجتماعى والإدارى والوظيفي، ويكفى هنا مثال سورة لقمان ومواعظ هذا البيان الربانى الكريم التى سبقت ستيفن ومارك وأنطونيو ومارى والفقي، فى رسم معالم الإنسان الفالح المتميز المحبوب (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحا.إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد فى مشيك واغضض من صوتك.....) لقمان18و19
ويكفى أن نتذكر كلام نبينا المعصوم عليه الصلاة والسلام: (لا ضرر ولا ضرار)، (تبسمك فى وجه أخيك صدقة)، (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، (أطعموا الطعام وافشوا السلام وألينوا الكلام تدخلوا الجنة بسلام)، (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعطف على صغيرنا)، (إن أعظم الصدقة لقمة يضعها الرجل فى فم زوجته)، (إخوانكم خولكم)، (من صنع لكم معروفا فكافئوه)، (استوصوا بالنساء خيرا)، (بشروا ولا تنفروا)، (يسروا ولا تعسروا).فبسبب من انطباق أفعال النبى الكريمة مع أقواله الحكيمة، استطاع أن يؤثر فى الآخرين ناقلا إياهم إلى الصدق والأمانة والعدل والإحسان والكرم والشجاعة والتواضع، ثم إلى الإحسان والإتقان والإنجاز والإبداع والاكتشاف، ولعمرى هذا مجمل ما ينشده علم التنمية البشرية
من هو : المؤسس الفعلى للتنمية البشرية
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة