تعتبر مهارات التواصل من اهم المهارات التي يحرص كل انسان متعلم ومثقف ويرغب في النجاح والتفوق الاجتماعى على اتقانها ودراستها ،
والاتصال عملية تفاعل بين شخصين أو أكثر تبدأ بالمرسل، حين يقوم ببث رسالة إلى المستقبل أو مجموعة المستقبلين، باستخدام طريقة أو أكثر لنقل هذه الرسالة، ويكون المستقبل عادةً إيجابياً من حيث الاستجابة، فيستجيب للرسالة بسلوك معين يشير إلى أنه استلمها أو فهمها أو تأثر بها.وهناك عدة عناصر معروفة للتواصل هي المرسل والرسالة والقناة او الأداة التي يتم من خلالها الارسال ثم المستقبل وهو الشخص او مجموعة الأشخاص المستهدفين بالرسالة الاستجابة المترتبة على هذا التواصل ثم في النهاية التأثير: هو المحصلة النهائية للاتصال، ويتم بتغيير معلومات المستقبل أو اتجاهاته أو سلوكه بما يتفق وأهداف المرسل.
وهناك العديد من الأمثلة والأدلة التاريخية على استخدام الرسول صلى الله عليه وسلم لاعظم أنواع التواصل:
وهو التواصل ثنائي الاتجاه (tow way communication) ومن شروط هذا التواصل: الاستماع والإنصات باهتمام للطرف الآخر، واحترام ما يقوله الطرف الآخر حتى ولو اختلفت معه. والنبي هو المعلم الأعظم كان دائم الاستخدام لهذا الأسلوب (التواصل ثنائي الاتجاه ) كثيرا ما كان يبدأ حديثه بكلمات تستحث الطرف الآخر على الانتباه والتفاعل معه مثل: ألا أدلكم.. ألا أنبئئكم.. ألا أخبركم. أتدرون.ويتجلى هذا الأسلوب في كثير من الأحاديث منها:
1- عن أبن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. فقال الرسول صلى لله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس).يوضح هذا الحديث أهمية الإنصات الجيد حتى تستطيع تكوين حوار معه، فعندما تخيل الرجل أن الكبر معناها اهتمام الإنسان بمظهره، فهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا، وتفاعل معه بإيجابية فلم يقل للصحابي أنت مخطئ الكبر معناه كذا لأنه لو فعل هذا لفقد التواصل معه، إنما أكد للصحابي على المعنى الذي تخيله وهو الاهتمام بالمظهر وأن الله جميل يحب الجمال ثم عاد وبكل أدب نبوي رائع ووضح المعنى الحقيقي للكبر.
-2 عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون مالمفلس؟ قالو: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيام بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ماعليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار
أستخدم الرسول هنا أسلوب التواصل الثنائي الاتجاه بدلا من التلقين ( كان بإمكان الرسول أن يقول لا تأكلو الأموال بالباطل.) لكن هذا الأسلوب لا يفيد المحاضر أو المعلم في توصيل المعنى.وقد سال الصحابة رضي الله عنهم عن كلمة مفهوم معناها وهي (المفلس) فيفكرون ثم يجيبون وفي النهاية يوصل لهم المعنى بمنتهى لسهولة.
من اهم المهارات الضرورية للتواصل الجيد مع الاخرين هي مهارة الاستماع والانصات وافضل من استخدمها تاريخيا في مواقف صعبة تدل على ضبط النفس واحترام الاخر كان هو الرسول صلى الله عليه وسلم وللنظر في المثال التالى
ولنسبح قليلا مع مقولات بعض الحكماء عن أهمية الانصات للاخر مهما كان فيقول احدهم "إذا جالست الجهال فأنصت لهم.. وإذا جالست العلماء فأنصت لهم.فإن في إنصاتك للجهال زيادة في الحلم، وإن في إنصاتك للعلماء زيادة في العلم".ان براعتنا في الاستماع إلى الآخرين.. تجعلهم بارعين في محبتنا و الاستئناس بنا.
مهارات التواصل فـي ضوء السنة الشريفة
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة