صناعة الأمل

تنمية بشرية
طبوغرافي

أ. محمد جويلي:
مدرب التنمية البشرية الدولى

إن الأمل يساعد على إعمال العقل لحل المشكلات والمعوقات التي يواجهها كل منا، فالأمل مفتاح للإبداع والإبتكار ، به قد تنقذ نفسك من براثن الإحباط واليأس .
قد يقع بك مكروه يستصعب عليك حله ، ولا يستطيع المال والسلطة والجاه والمحسوبية في انقاذك منه ، وربما تموت من الحسرة على ملازمتك هذا المكروه طوال حياتك .

فقط الخروج منه لأفضل حال ( نفسي واجتماعي ورباني ) هو مدي تحقق الأمل لديك ، ورغبتك وإصرارك بالخروج من التيه والضعف واليأس الذي أصابك ، إلى التمتع بلذة الحياة بمفهومها الصافي والذي يجعلك تؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره . وتتقبل حياتك عسرها ويسرها وفي المنشط والمكره ، فإذا وجد الأمل أنجز العمل وتحقق الحلم . ووضع الفرد لذاته ممارسات توصله للعيش الذاتي السلمي بدون مكدرات أو منغصات أو أوهام تعكر صفو حياته .

يقول تعالى "{وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } (يوسف:87)
ورُبَ أَمَلُكَ في الحياة يهيئ لعقلك أن ينقذك من الموت بفكرة إبداعية يعجز غيرُك بفهمها أو استيعاب المقصود منها .

shutterstock_253966762 00cj0411
ولعل من القصص التي تحاكي علاقة الأمل بالإبداع ، أن أحد الملوك قد حكم على شخصين بالإعدام لجناية ارتكباها، وحدد موعد تنفيذ الحكم بعد شهر من تاريخ إصداره وقد كان أحدهما مستسلما خانعا يائسا قد التصق بإحدى زوايا السجن باكيا منتظرا يوم الإعدام ... أما الآخر فكان ذكيا لماحا طفق يفكر في طريقة ما لعلها تنجيه وتحقق أمله في الحياة أو على الأقل تبقيه حيا مدة أطول...

جلس في إحدى الليالي متأملا في السلطان وعن مزاجه وماذا يحب وماذا يكره... فتـــذكــــر.. مدى عشقه لحصان عنده حيث كان يمضي جل أوقاته مصاحبا لهذا الحصان وخطرت له فكرة خطيرة....

فصرخ مناديا السجان طالبا مقابلة الملك لأمر خطير، وافق الملك على مقابلته وسأله عن هذا الأمر الخطير ، قال له السجين إنه باستطاعته أن يعلم حصانه الطيران في خلال السنة بشرط تأجيل إعدامه لمدة سنة وقد وافق الملك حيث تخيل نفسه راكبا على الحصان الطائر الوحيد في العالم سمع السجين الآخر بالخبر وهو في قمة الدهشة قائلا له: أنت تعلم أن الخيل لا يطير فكيف تتجرأ على طرح مثل تلك الفكرة المجنونة؟!

قال له السجين الذكي أعلم ذلك ولكنني منحت نفسي أربعة فرص محتملة لنيل الحرية:
- أولها أن يموت الملك خلال هذه السنة
- وثانيها لربما أنا أموت وتبقى ميتة الفراش أعز من الإعدام
- والثالثة أن الحصان قد يموت !
- والرابعة قد أستطيع أن أعلم الحصان الطيران !
في كل مشكلة تواجهك لا تيأس ولا تقنط وترضخ لحل وحيد.. تحلى بالأمل وأعمل عقلك و ذهنك وأوجد عشرات الحلول فلعل في أحدها يكون المنقذ والمنجي ..

ما دام في عقولنا وقلوبنا الأمل سنحقق أحلامنا وسَنمضي إلى أفضل حال ولن تقف في دروبنا الصِعاب لندخل في سباق التلذذ بالحياة ونحقق الفوز بإصرارنا فاليأس والاحباط والاستسلام لواقع مرير مؤلم ليست من قيمنا .