من منا لم يشعر بالإحباط بسبب فقدان عزيز، من منا لم يشعر بالإحباط بسبب ظروفٍ اقتصادية أوحتى اجتماعية
ولكن بمجرد أنك تقرأ هذه المقالة ووصلت لهذه السطور ؛فأنت حقاً شخصية
لا تُهزم سريعاً ؛ شخصية تسعى لتحقيق النجاح في حياتها شخصية تمتلك
طاقات هائلة فتذكر معي قول الله تعالى :"وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله
لغفورٌ رحيم"- سورة النحل آية 18.عدونا اللدود المسمى بـ (الإحباط) إذا استسلم له أي شخص منا أصبح من القاعدين ضعيفي الهمة ، فاقدي الأمل ، بائسي الحياة، أما من قاتل هذا العدو
بكل قوة أصبح من رواد الناجحين و صانعي المستقبل والأمل ، ليس لشخصه فقط بل لكل من حوله أيضاً.
لذلك عزيزي القارئ فأنا أدعوك للتدريب على الأسلحة التالية والتي سنقضي بها معاً على عدونا اللدود (الإحباط).
وسلاحنا الأول: الإيمان أساس كل نجاح :
فإذا قرأت كتالوج الإنسان لأدركت أن النورالحقيقي الذي يضيء لك الطريق
هو نورالطاعة لله تعالى ، نور الرضا واليقين في قدرة الله تعالى.إياك ثم إياك من أن تكون قصيرالنظر تنظرللملذات السريعة وتدور في ساقية الحياة منشغلاً بأهداف عديدة ناسياً قول الله تعالى :"ومن أعرض عن ذكري فإنّ
له معيشةً ضنكاً"- سورة طه آية 124.بل انطلق للحياة وخذ بكل أسباب النجاح ،محققاً التوازن بين أخذك بالأسباب
والاستعانة في ذات الوقت برب الأسباب.ولعلي أتذكر معكم قصة ذلك الجراح د.ايشان الذي ذهب إلى المطار
ليستقل طائرته متجهاً لإحدى المؤتمرات والذي سيتم تكريمه فيه على انجازاته، وفجأة تعطلت الطائرة بسبب الصواعق، فكان البديل أمام هذا الطبيب
هواستئجار سيارة خاصة للذهاب سريعاً لمؤتمره العلمي، وفجأة بدأت عاصفة جوية وهبطت الأمطار وتعطلت السيارة فكان المنجى الوحيد هو بيت صغير في منطقة نائية فاستغاث بمن فيه فكانت امرأة عجوز، فأكرمته بالأكل والشرب
،وإذا هو يستريح سمع هذه المرأة وهي تصلي باكية داعية لله تعالى:
يارب استجب..يارب استجب.
فثارالفضول بداخل الطبيب سائلاً هذه المرأة: ياسيدتي لقد أخجلني كرمك ونبل أخلاقك ومن المؤكد أن الله لن يخزيكي أبداً، هل لي بأن اسألِ عن ماهي دعوتك؟
فكانت إجابة المرأة: إن لي حفيد يتيم أصابه مرض أعجزه عن الحركة
وأن الأطباء قد نصحوني بأن الجراح الوحيد القادر على علاجه يقال له (ايشان) ولكنه يعيش بعيداً من هنا ولا طاقة لي بحمل الطفل إلى هناك.فقاطعها الطبيب مردداً: يا أمي إن دعائك والله قد عطل الطائرة ،وضرب الصواعق ،وأمطر السماء كي يسوقني إليك سوقاً ،والله لقد أيقنت أن الله عز وجل يسبب الأسباب لعباده المؤمنين..سبحانك ربي ما أعظمك وأكرمك
كيف تقتل الإحباط ؟
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة