وزارة الصحة النفسية في مصر

تنمية بشرية
طبوغرافي

د. خالد كمال محاضر دولي
وخبير التنمية البشرية

 

نعم ليست لدينا احصائيات دقيقة عن نسبة الامراض العقلية والعصابية النفسية في مصر وبالرغم من ذلك فانه لا يصعب على الرجل العادي أن يري الكثير من اعراض الاضطرابات النفسية التي تسود مجتمعنا سواء أكانت اعراضا لأمراض شخصية أو لأمراض اجتماعية وهذا يبين لنا مدي حاجتنا الملحة إلي وزارة تسعى لنشر الصحة النفسية والعقلية واسسها بين افراد الشعب كافة ،
ولكى الكلام علمى أكثر سأسوق هنا بعضا من الأعراض غياب الصحة النفسية في المجتمع المصرى لنراجع سوياً مدى صحة وجودها :

-الطفلية
بما فيها من نقص إدراك المستقبل وعدم القدرة علي رسم خطة تنفيذ علي مدي طويل وبساطة الانفعالات وسرعة تقلبها بين السخط والرضي والحزن والفرح و المكر الساذج والتواكل المادي الذي يترك فيه الفرد لغيرة ما يجب أن يقوم به بنفسه والتواكل العاطفي الوجداني من حيث الارتباط الزائد بالأسرة والانانية وعدم القدرة علي التعاون .

6
-كراهية الذات :
يتضح هذا العرض في سبنا المستمر لحكامنا ولمجتمعنا ونمنا وعاداتنا وتقاليدنا ومن المخزي أن نسمع هذ السباب من كل ممن المتعلم وغير المتعلم وماهذه الظاهرة إلا عرض لكراهية المرء نفسه واحتقاره لذاته اسقطها عي حكومته ومجتمعه ونظمه تقاليده .

-التزمت وعدم مواكبة التطور :
ولعل التزمت من ظواهر احتقار الذات فكثيرا ما نقسوعلى انفسنا ونلج في عقابها كما .أصبحت نظرتنا إلي المستقبل نظرة خوف ورهبة فحرمنا انفسنا حق المتعة البريئة وحق التنعم بالحياة ويعكس هذه الظاهرة مثل من امثالنا نسمعه كلما مرت بنا فترة من المرح حيث يقال " اللهم اجعله خير "
والخوف من المستقبل ومن التطور جعلنا نتشبث بالقديم فأغلقنا عقولنا واعيننا عن كل جديد مستحدث وغالبا ما نهاجمه وننعته بأنه بدعة وكل بدعة ضلالة وكثيرا ما نسمع " من ترك قديمه تاه " و " اللي يبص لفوق يتعب " لذلك فكثير منا لا زالوا متشبثين بمعايير وقم بالية غير ذات قيمة وظيفية فلا غرو أن تأخرنا عن ركب الحضارة بمراحل طويلة .

84eaf5af3629bf594b291bf6dbfd3ef5
-السلبية وعدم المبالاة :
كثيرا ما يقف افراد المجتمع موقف المتفرج من احداث تمس كيانه الذاتي ويتغاضى عن المطالة بكثير من حقوقه لا عن جهل بها ولكن هربا من ركوب الصعب وخوفا من العواقب ولذلك ضربت عليه الذلة والمسكنة وعدم المبالاة .

ونجد في أمثالنا ما يعبر عن هذه الظاهرة أجمل تعبير فمثلا اللي يتجوز امي أقوله يا عمي ... "والباب اللي ييجي منه الريح سده واستريح "و "ابعد عن الشر وغنيله "

-الذلة والتذلل :
اصبح التذلل وسيلة يقضي بها الفرد مآربه علي حساب احترامه لذاته وكثيرا ما يجد االمتذلل من يساعده علي الوصول إلي مآربه نلاحظ ذلك في سلوك الطالب الذي يتذرع بالفقر للتهرب من المصروفات المدرسية والموظف الذي يستدر العطف من رئيسه واستغلال صداقته والطالب الذي يستجدي استاذه في الدرجات والامثله علي ذلك كثيرة فأغانينا حافلة بمعاني الذل " تلاوعني برضه احبك "
هذه هي بعض الاعراض المرضية في مجتمعنا المصري وفي رايي أن ما تعانيه ثقافتنا من امراض اجتماعية يمكن ارجاعه إلي : تاريخ طويل حافل بضغط الحكام واستبدادهم .

دكتاتورية الأسرة وسلطة الأب .
تفسيير الدين للعامة تفسيرا خاطئا مغرضا يتجافى مع اصوله الرشيدة .
وليس هناك ما يدعو إلي تفصيل القول في الآثار العظيمة لما عاناه المصريون من الحكام في الماضي إلا ان العاملين الاخيرين يحتاجان شيئا من الشرح والتفصيل .

دكتاتورية الأسرة :
المجتمع المصري يتسم من قديم بالسلطة العليا الاب في اسرته فسلطته مطلقة تستمد دعائمها من المركز الممتاز الذي يتمتع به الرجل في مجتمع يفضله عن المرأة وقد فرضت هذه الدعامات – التي امتدت بهيبة السلطة – علي الاب واجبات نظير طاعة أبنائه وزوجته له طاعة عمياء هي رعاية الأبناء والزوجة وكفالتهم فينشأ الطفل معتمدا اعتمادا كليا – عاطفيا و اقتصاديا – علي الاسرة وأن شذ عنها كان عاقا وتعرض لنقمتها ونقمة المجتمع وهكذا أصبحت الاسرة عائقا لنموه الاقتصادي وفطامه العاطفي وهناك عدد كبير من خريجي الجامعة ... يخرج إلي الحياة وهو لا يعرف بعد كيف يكتسب عيشه أو يختار لنفسه زوجة وهو يحسب – بعد تخرجه – أن لوالديه عليه دينا كبير يلازمه حتي بعد ان يستقل اقتصاديا هو ان يعول هذه الاسرة التي كفلته في الوقت الذي قتلت فيه نموه . وهناك آخرون يظلون معتمدين علي الأسرة حتي بعد حصولهم علي عمل وحتي بعد أن يتزوجوا .

هذا التوكل والاعتماد علي الاسرة قتل في الكثير من الشباب روح المغامرة والهجرة فكم رأينا من شباب يرفض وظيفة لبعدها عن مقر الأسرة وإن قبلها كان انفصاله عنه كارثه له ...