الأستاذ الدكتور / أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
الانشغال بالقرآن الكريم
عن ابن عمرو عن جابر رضى الله عنهما يقول الله تعالى: ((من شغله ذكرى عن مسألتى أعطيته فوق ما أعطى السائلين)) (أخرجه البخارى فى : (خلق أفعال العباد) والبيهقى فى : (شعب الإيمان) ).
شرح الحديث الشريف
القرآن الكريم ذكر وتذكرة وهو الكلام المنزل من عند الله عز وجل المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر سورة به وهو روح الهداية والرحمة فى هذه الدنيا فهو حبل الله المتين وصراطه المستقيم، وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال/ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن هذا القرآن حبل مأدبة الله فى الأرض فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله المتين ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، عصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن اتبعه ، ولا يعوج فيقوم ، ولا يزيغ فيستعتب ، ولا تنقضى عجائبه ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات ، أما وأنى لا أقول آلم حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف “ فهو الذى أخرج الناس من الظلمات إلى النور فى قوله تعالى: (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)(إبراهيم:1) .
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ) أى هذا كتاب أنزلناه إليك يا محمد ، وهو القرآن العظيم الذى هو أشرف كتاب أنزله الله من السماء، على أشرف رسول بعثه الله فى الأرض إلى جميع أهلها عربهم وعجمهم ، (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) أى إنما بعثناك يا محمد بهذا الكتاب لتخرج الناس مما هم فيه من الظلمات والغى إلى الهدى والرشد (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) الهادى لمن قدر له الهداية على يدى رسوله المبعوث عن أمره ، يهديهم (إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ) أى العزيز الذى لا يمانع ولا يغالب ، بل هو القاهر لكل ما سواه (الْحَمِيدِ) أى المحمود فى جميع أفعاله وأقواله وشرعه وأمره ونهيه الصادق فى خبره.
وقد جمع الله فيه أصول الخير ، ومناهج الهدى ، ما يصلح الحياة ، ويرسى فى الأرض دعائم الطمأنينة والسلام (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِى لِلَّتِى هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)(الإسراء:9) ، فتعلم القرآن فى ذاته ربحاً يفضل كل ربح مادى ، وكسباً لا يعادله كسب ، فهو علم يهدى إلى العمل ، وتوجيه إلى أقو طرق . وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة ، ومن ستر مؤمناً ستره الله فى الدنيا والآخرة ، والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه ، ومن سلق طريقاً يلتمس فيه علماً ، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ، وما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به علماً لم يسرع به نسبه” .
الانشغال بالقرآن الكريم
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة