حكم ربانية رقم ( 25 )
اخرج من أوصاف بشريتك إلى أوصاف عبوديتك لتكون لنداء الحق مجيبًا
لكى يتغير الإنسان من سرعة الغضب إلى الحِلم, يلزمه الخروج من أوصاف بشريته إلى الأوصاف الربانية.
اخرج من أوصاف بشريتك وفك تجاعيد وجهك.
أنت ضعيف ولكن إذا قلت لا إله إلا الله فإنك تصبح قويًّا.
اخرج من عجزك إلى مناصرة أهلك وإخوانك ونصرة الحق.
لا تدع صفاتك البشرية تعطلك.
اجعل شعار حياتك: "استعن بالله ولا تعجز"
الأوصاف البشرية للإنسان: أنه فقير، أنه حسود، أنه حقود، أنه ظالم لنفسه، أنه كثير الشك، أنه متردد، أنه ظلوم، أنه كفار، أنه عنيد، أنه متبع لهواه، أنه جاهل، أنه مخطئ، كل هذه الأوصاف جاءت فى القرآن الكريم أوصاف بشرية: { إن الإنسان لظلوم كفار} مثلًا.
كل هذه الأوصاف الإنسان يحاول أن يخرج منها: ض{ يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد} كل إنسان عنده مظاهر وصور فى ضعف بشريته هكذا خلقه الله، فالبصمة الوراثية تقول إنه سريع الغضب، لكى يتغير الإنسان من سريع الغضب إلى بطىء الغضب، يلزمه الخروج من الأوصاف البشرية إلى الأوصاف الربانية.
فالبداية نعلمه كيف يتغلب على غضبه، وكيف يكظم غيظه، فإن تعلم ذلك خرج بذلك من الأوصاف البشرية.
نعلمه وسائل كظم الغيظ كالوضوء، والصلاة، وقراءة القرآن حتى يخرج من الأوصاف البشرية إلى أوصاف العبودية الكاملة لله الملك.
ما من إنسان إلا وفيه عيوب ولد بها، لماذا ولد بها؟ لأن الإنسان مجبول على العجلة: ( وكان الإنسان عجولًا ) لا يستطيع الإنسان أن يغير صفة العجلة هذه, يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : "العجلة من الشيطان والتأنى من الرحمن"
نحتاج إلى برامج تهذيبية كثيرة للتغلب على صفة العجلة.
حكمة اليوم حكمة رائعة، لأن الإنسان لو استسلم لأوصاف بشريته سيكون فى الدنيا من أهل البوار، وفى الآخرة من أهل النار.
بعض الناس عندهم شهوة الحسد يتلذذ بالنظر إلى ما فى يد غيره. والحقد عليه، كيف يتغلب الإنسان على هذا الخُلق الذميم؟ نبدأ نعلمه السنة النبوية الشريفة فى علاج الإنسان الحاسد لنفسه والحاسد لغيره.
حكمة اليوم لو استفدنا بها فى حياتنا فهى من أقوى الحكم التى سأقولها فى حياتى كلها.
نبى الله نوح عليه السلام ينادى على ابنه: يابنى اركب معنا، اخرج من أوصاف بشريتك، نادى عليه يا بنى اركب معنا ولكنه بدلًا من أن يركب مع أبيه ركبه العناد، وركبه الكذب، وركبه الكفر فلو تخلى عن هذه الأوصاف لركب مع والده، لماذا أنت مكدر البال، عابس الوجه؟ لماذا تقابل الناس وأنت بهذه الصورة، تبسم فى وجوه الناس حتى ولو كنت فى داخلك حزينًا.
فلو كنت مدرسًا فما ذنب التلاميذ حتى يروك بهذه الصورة؟
وإذا كنت سائقًا فما ذنب الركاب الذين تكشر فى وجوههم صباحًا ومساءً؟
اخرج من أوصاف بشريتك، وفك تجاعيد وجهك فإن تبسمك فى وجه أخيك صدقة، حكمة اليوم تغير أخلاق جميع الناس، خاصة بعض الناس الذين يبالغون فى رد الفعل، ويتعاملون مع الآخرين بالحديد والنار.
انظر إلى بخل الناس يظل طوال حياته يجمع الأموال، ويحرم نفسه من التمتع بها، ويحرم الفقراء والمساكين منها، وهو مسكين لم يدرك أن الكفن ليس له جيوب كى يضع فيها هذه الأموال، فيظل فى بخله هذا حتى يقتله.
كذلك حب النفس، وذلك ما نسميه بـ"الأنانية".
الإنسان يحب المال: { وإنه لحب الخير لشديد}
ثم يبين الله عز وجل أن الإنسان خاتمته قريبة وحتمية: ( أفلا يعلم إذا بعثر ما فى القبور، وحصل ما فى الصدور )
لماذا تحب المال بهذه الصورة؟ سيذهب وستُسأل عنه يوم القيامة، وستُكوى به إذا لم تؤدِّ حق الله فيه.
أنت ضعيف، ولكنك إذا قلت لاحول ولا قوة إلا بالله فإنك تصبح قويًّا، اخرج يا أخى، أخرج من جبنك، وتخاذلك إلى شجاعة
الإيمان، وقوة اليقين، واستعن بالله، ولا تعجز، اخرج من عجزك إلى مناصرة أهلك وإخوانك ونصرة الحق، اخرج من صمتك إلى جهرك بالحق ،لا تدع أوصافك البشرية تعطلك: {إنى أعظك أن تكون من الجاهلين} الله أكبر : {وما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى} اخرج من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس المطمئنة.
اخرج من متابعة الأفلام، والمسلسلات، والمسرحيات إلى متابعة القرآن والذكر والنور، ودروس العلم، اخرج من تفضيل زوجتك على أمك إلى الموازنة بمشاعرك بين أمك، و أولادك، وزوجتك.
اخرج من نظرات الغدر بالآخرين إلى نظرات الرضا بما أعطاك رب العالمين، اخرج من الجاهلية التى لازالت تسيطر عليك، فتجعلك تخطئ وتخطئ ولا تعترف بالخطأ، اخرج من هذه الجاهلية إلى الاعتراف بالحق: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم} الله أكبر، اخرج من سوء الظن بالناس، وسوء الظن بالله إلى حسن الظن بالله، وحسن الظن بالناس، اخرج من حالة عدم الرضا إلى حالة الرضا بالله، والرضا عن الله.
اجعل هذه الحكمة صفحة جديده اخرج بها من أوصاف بشريتك إلى أوصاف عبوديتك، اخرج من أوصاف بشريتك لتكون لنداء الحق مجيبًا، اخرج من مظاهر ضعفك.
اللهم إنى أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل
اجعل شعار حياتك:
(استعن بالله ولا تعجز) ـ
اجعل شعار حياتك: ( واستعينوا بالصبر والصلاة).
اجعل شعار حياتك: ( ويا قوم ما لى أدعوكم إلى النجاة وتدعوننى إلى النار )
اجعل شعار حياتك:
{ وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون }.
(اخرج من أوصاف بشريتك إلى أوصاف عبوديتك لتكون لنداء الحق مجيبًا).
حكمة ربانية: اخرج من أوصاف بشريتك إلى أوصاف عبوديتك
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة