روضة الفرج 2:قطوف دانية... وتذكرة حانية والدعاء في الغيب

الروضات
طبوغرافي

الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض

الداعية والمفكر الإسلامى

الدكتور

في يوم قد أتى من رحم العشر الأواخر من رمضان وبعد ليلة فردية قد تكون ليلة القدر لم لا وقد عمت السكينة المكان وفاح العطر في المكان والجميع يعيش في راحة نفسية وفي هداية قلبية وفي نور إلهي لقد اجتمعت عبقرية الزمان مع بركة المكان وقد استقبل صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض رئيس قناة الفتح للقرآن الكريم ضيوفه الكرام ببشر وفرحة مرحبا بهم في رحاب الله عز وجل ليبدأ معهم برنامجه الإيماني في روضة الفرج والتي عمها التزكية والروحانية العالية وقد ألقى صاحب الفضيلة كلمة في بداية الروضة ذكر الحضور فيها بأنهم في اعتكاف ثم ذكرهم بآداب الاعتكاف ثم نوه عن أهمية الروضة وأجرها عند الله وأثرها على من حضرها ومن استمع إليها ثم ذكر الحضور بالذكر وفضله وأثره على نفسية المسلم وعمله ثم قص مجموعة من القصص الواقعية عن أناس قد اجتمعوا على طاعة الله وكيف أن الله غفر لهم وكان ختام حياتهم نور من الله وكم من أناس غفلوا عن طاعة الله وذكره فكان عاقبتهم عند الله خسرا وقد أيقظ صاحب الفضيلة الحضور بخواطره المنبهة للقلب والعقل مع بعض الطرائف الجميلة

قطوف دانية... وتذكرة حانية
في تذكرة هامة مدوية صدر صاحب الفضيلة روضة الفرج بتذكرة تحمل طابع القلب الحاني على أحبابه الذين قد آووا إلى الله وتركوا دنياهم وأحوالهم وبيوتهم لكي يفروا إلى الله ليكونوا مع عباد الله المقربين لقد أتوا ليس لدنيا ولا لمشروع دنيوي ولا مصلحة شخصية لكنهم أتوا إلى الله تعالى راجين عفوه وغفرانه بقلوب وجلة ترجو رحمته وتخشى عذابه لذا فقد استقبلهم صاحب الفضيلة بما يسري عنهم وقد بشرهم وبشر مشاهديه الكرام بما يعده الله للذاكرين الشاكرين الذين يحبسون أنفسهم على طاعة الله عز وجل وكيف أن الله ينتظر عباده الذين أتعبوا أنفسهم وأرهقوا أجسامهم في عبادة الله عز وجل بالبشر والسرور والنعيم المقيم والخلود في جنة عرضها السماوات والأرض كيف لا وقد عملوا لها وأسرعوا نحوها وضحوا من أجلها ليس هذا فحسب بل دعوا عباد الله لها ليعم الخير ويسود القرب من الله وتعم البركة بطاعة الله في أرض الله وبعد هذه التذكرة الجميلة ارتسمت البهجة على وجه الجميع وتهللوا واستبشروا بفضل الله عيهم وفرحوا بما ينتظرهم من فضل الله وعفوه وغفرانه وقد أكد صاحب الفضيلة على الإخلاص لكي يثبت الأجر عند الله تعالى

الدعاء في الغيب... كالكنز في الجيب
خاطرة هامة للغاية ألقاها صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض رئيس قناة الفتح للقرآن الكريم في روضة الفرج الثانية وهي خاصة بالدعاء في ظاهر الغيب حيث أشار صاحب الفضيلة إلى أن الدعاء بظاهر الغيب سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنه صلى الله عليه وسلم طلب من عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يدعو له بظاهر الغيب فقال له: لا تنسنا من دعاءك يا أخي يا عمر وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يدعو لسبعين من أحبابه وأصحابه وهو ساجد في الصلاة وقد ذكر صاحب الفضيلة أنه من السنة أن تذكر اسم من تدعو له بظاهر الغيب وقد حكى صاحب الفضيلة أنه قد اتصل به رجل شيعي فال له: هل أنت نبي قال: لا فقال: لماذا إذا يطلب الناس منك أن تدعو لهم ولن أترك الهاتف حتى أقنعك أو تقنعني فرد عليه صاحب الفضيلة بالأدلة والبراهين من الكتاب والسنة والدليل على أن الدعاء بظاهر الغيب هو سنة مستحبة وقد فعلها النبي الكريم والصحابة والتابعين واستطاع أن يقنع الرجل وكان الرجل معتدل فاقتنع بحمد الله وفضله.

الحكمة (127)
لأول مرة في تاريخ روضات صاحب الفضيلة يتناول فضيلته حكمة ربانية وذلك بعد أن أكمل مسيرته في برنامج (في معية الحبيب) من خلال روضات سابقة وهذه الحكمة لها طابع خاص يتناسب مع عبقرية الزمان وبركة المكان. هذه الحكمة لبكر بن عبد الله تقول (إذا رأيتم المسلم مشغولا بعيوب الناس ناسيا لعيبه فاعلموا أنه قد مكر به(

أي مخدوع يعيش على خديعة والله تعالى يقول (وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين) فكل سماع نقال ظالم لنفسه ومن سالم سلم ومن سلم غنم ومن غنم فاز ومن فاز كان من الصادقين بل كان مع السابقين والإنسان يحاول أن يتخفف من الناس بقدر ما يستطيع ما دام قلبه وذهنه لله وعطاؤه لله وهنا اعلم أنه سيسلم ومتى انشغلت بغيرك فقد ضيعت دينك ودنياك والذي ينشغل بالناس لن يرضى بحاله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من وراءكم عقبة كئودا لا ينجو منها إلا كل مخفف. إذا رأى الإنسان كل شيء وتلفظ به فسيحاسب حسابا عسيرا (لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

لك أن تنشغل من الناس بالمرى والمسنين وأصحاب الهم والغم كمصدر حياة وما دون ذلك يضيع الدين وإذا رأيت ما يسوءك أغمض عينيك وإذا رأيتها لا تحدث أحد بها والإنسان المشغول بغيره غير مستقر وما كان لمسلم كريم عند الله إلا بقوله تعالى (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم) والإسلام يحب لك أن تتكلم بالطيبات (وقولوا للناس حسنا) والصمت عبادة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.

واحذر أن تكون من هؤلاء الذين قال الله فيهم (وكنا نخوض مع الخائضين) (وإذا رأيت الذين يخوضصون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره(