لفضيلة الأستاذ الدكتور / أحمد عبده عوض
تصدى العلماء المسلمون وغير المسلمين لنظريات افتراضية تتحدث عن نشأة الكون وهى كلها أباطيل عرض لها القرآن الكريم فى الأساس، ومعنا اليوم عددا من هذه النظريات، لنقترب منها ونحاول أن نقارع الفكر بالفكر وندحض أباطيل الملاحدة، ونوقن لهم أن كل شيء هو صنعة الله تعالى الذى أحسن صنعًا
نظرية “الرتق والفتق” عند الملاحدة
النظريات التى تبحث فى نشأة الكون لو أنها تركز على الناحية الدينية -الإيمان بالله- فلا بد أن يسملوا .. وأن الذى فتق ورتق هو الله عز وجل
أولا: نظرية “الرتق والفتق” عند الملاحدة، تعني: أن الكون كان عبارة عن قطعة ملتهبة حرارية، وهذا القطعة لها شدتها ونافذيتها وقوتها، وتكوَّنَت هذه الطاقة النارية المشتعلة الكبيرة ثم انفجرت... وسكتوا على هذا.
فالكون على حَدِّ تفسيرهم هو: انفجار لكتلة كبيرة من النار، فالنقطة الصفرية للكون عندهم هى الانفجار العظيم، فالطبيعة هى التى كَوَّنَت هذه الكتلة الكبيرة ثم انفجرت، ولما انفجرت الكتلة تكونت منها الأرض، وتَكَوَّنَت منها الأرض والسماوات... إلخ.
فهل لك أن تتصور –أخى القارئ- أن حجم الأرض كلها وما فيها عبارة عن كتلة من نار عظيمة؟! وتأتى هذه القطعة من فوق إلى أسفل ثم تنفجر، فأين أعلى؟ وأين أسفل؟ وأين الجاذبية الأرضية؟! وأين عوامل هذه النارية؟ ومَن الذى أشعل هذه النار؟ هذه أسئلة لا يستطيع الملاحدة الإجابة عنها، بل إنهم يقولون: الطبيعة هى التى تفعل ذلك!
أقول لهم: الانفجار الذى حدث عبارة عن قرار، فمَن الذى أعطى أمر الانفجار؟! ومتى أخذ القرار؟ وهل له قدرة على تنفيذ القرار؟!
هذه الأسئلة ما أجابوا عنها، وبالتالى بحثوا فى القضية، وحاولوا أن يجتهدوا فى وقت قد سبقهم القرآن الكريم بآلاف السنين فى حسم هذه القضية، لكن بالمفهوم الإيماني، والمفهوم الإيمانى يقول فى هذا الموضوع المهم: النظريات التى تبحث فى نشأة الكون لو أنها تركز على الناحية الدينية -الإيمان بالله- فلا بد أن يسملوا لله، وأن الذى فتق ورتق هو الله عز وجل، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30].
القرآن الكريم يثبت بالدليل القاطع أن نظريات نشأة الكون أباطيل
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة