الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
إن المسلم دائما ما يبحث عن الصادقين، والذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، والذين تمكن الصدق من قلوبهم، وطابقت أقوالهم حالهم، كما قال عز وجل: (وَالَّذِى جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ) [الزمر: 33-34]. وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119]. وأكد الله تعالى { قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} [المائدة: 119].
وقد عرف العلماء الصدق بأنه استواء السر والعلانية، والظاهر والباطن، ولا تكذب أحوال العبد ولا أعماله ولا أحواله، فهو صادق فى الأقوال، وصادق فى الأعمال، وصادق فى الأحوال.
وحقيقة الصدق فى هذه الأشياء: مدخل صدق، ومخرج صدق، ولسان صدق، وقدم صدق، ومقعد صدق.. وهو الحق الثابت المتصل بالله، الموصل إلى الله تعالى، وهو ما كان به وله من الأقوال والأعمال، وجزاء ذلك فى الدنيا والآخرة.
والصدق يُستعْمَل فى ستة معانٍ: صدق فى القول، وصدق فى النية والإرادة، وصدق فى العزم، وصدق فى الوفاء بالعزم، وصدق فى العمل، وصدق فى تحقيق مقامات الدين كلها، فمَن اتصف بالصدق فى جميع ذلك فهو صديق.الإنسان إذا لم يكن فى حالة ذكر فإنه يكون فى حالة غفلة ولا أحد أحسن دينًا ممن انقاد بقلبه و جوارحه لله تعالى
"الصدق مع الله" أجَلُّ أنواع الصدق، ويكون المسلم صادقًا مع ربه تعالى إذا حقق الصدق فى جوانب ثلاثة: الإيمان والاعتقاد الحسن، والطاعات، والأخلاق، فليس الإيمان بالتمنى ولا بالتحلي، والصادق فيه هو مَن حققه على الوجه الذى أرداه منه ربه تعالى، ومنه الصدق فى اليقين، والصدق فى النية، والصدق فى الخوف من الله تعالى، وليس كل من عمل طاعة يكون صادقًا حتى يكون ظاهره وباطنه على الوجه الذى يحبه الله تعالى.
وقد بيَّن الله تعالى الصادقين فى آية واحدة، وهى قوله عز وجل: ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ).. ثم قال سبحانه بعد هذه الأوصاف كلها: { أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].
"الصدق مع الله" أجَلُّ أنواع الصدق، ويكون المسلم صادقًا مع ربه تعالى إذا حقق الصدق فى جوانب ثلاثة: الإيمان والاعتقاد الحسن، والطاعات، والأخلاق، فليس الإيمان بالتمنى ولا بالتحلي، والصادق فيه هو مَن حققه على الوجه الذى أرداه منه ربه تعالى، ومنه الصدق فى اليقين، والصدق فى النية، والصدق فى الخوف من الله تعالى، وليس كل من عمل طاعة يكون صادقًا حتى يكون ظاهره وباطنه على الوجه الذى يحبه الله تعالى.الصادق فى أقواله وأفعاله يشعر براحة النفس وهدوء الخاطر وطمأنينة لا حدود لها
وقد بيَّن الله تعالى الصادقين فى آية واحدة، وهى قوله عز وجل: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ)... ثم قال سبحانه بعد هذه الأوصاف كلها: (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة: 177].
والصدق فى مقامات الدين أعلى الدرجات وأعزها؛ كالصدق فى الخوف والرجاء، ولتعظيم والزهد والرضا والتوكل والحب وسائر هذه الأمور، فإن هذه الأمور لها ظاهر، ثم لها غايات وحقائق، والصادق المحقق مَن نالَ حقيقتها، وإذا غلب الشيء وتمت حقيقته سُمِّيَ صاحبه صادقًا فيه، كما يُقَال: فلان صدق القتال، ويقال: هذا هو الخوف الصادق، وهذه هى الشهوة الصادقة، وقال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [الحجرات: 15].
وسُئِل أبو ذر عن الإيمان، فقرأ هذه الآية، فقيل له: سألناك عن الإيمان؟ فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقرأ هذه الآية.
وللصدق ثمرات ذكية يجنيها الصادقون مع الله تعالى.
- راحة النفس: فالصادق فى أقواله وأفعاله يشعر براحة النفس، وهدوء الخاطر، وطمأنينة لا حدود لها؛ لقول النبى صلى الله عليه وسلم: "الصدق طمأنينة، والكذب ريبة".الكذاب دائمًا فى حيرة وقلق وتعصف به الاضطرابات النفسية كالرياح بأوراق الشجر البالية، أما الصادق فلا يشعر إلا بالراح
فالكذاب دائمًا فى حيرة وقلق، تعصف به الاضطرابات النفسية كعصف الرياح بأوراق الشجر البالية، أما الصادق فلا يشعر إلا بالراحة والأمان والاطمئنان؛ لأنه فى حمى الرحمن.
- البركة فى الكسب وزيادة الخير: وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: "البَيِّعَان بالخيار ما لم يتفرقا؛ فإن صدقا وبيَّنا بُورِك لهما فى بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحقَت بركة بيعهما".
- الفوز بمنزلة الشهيد لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَن سَألَ الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه" فلو اشتاقت نفسك إلى الجهاد وخوض الحرب المقدسة ضد أعداء الله لرفع راية الله، وأخلصت النية فى طلبك للشهادة بلَّغَكَ الله منازل الشهداء وإن متَّ على فراشك فى دارك، وهذا ثابت فى السنة؛ لما قال النبى صلى الله عليه وسلم فى شأن الذين حبَسَهُم العذر يوم تبوك: "إن بالمدينة أقوامًا ما قطعنا واديًا، ولا وطئنا موطئًا يغيظ الكفار، ولا أنفقنا نفقة، ولا أصابتنا مخمصة إلا شركونا فى الأجر وهم بالمدينة". فقيل: كيف ذلك يا رسول الله؟! فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "حَبَسَهم العذر".
- النجاة مِنَ المكروه: فقد حكى بعض الصالحين أن رجلًا هاربًا ظل يعدو ويجرى خلفه الناس يطلبونه، فلجأ إلى بيت أحد الصالحين الصادقين، فقال له: اخفنى يرحمك الله؛ فهناك من يبحث عني. فما وجد الرجل الصالح غير أن قال له: نَمْ هنا، ثم ألقى عليه حزمة من الحطب! فجاء مَن يبحثون عنه، فقالوا: أيها الرجل الصالح، أين الهارب؟ لقد رأيناه يدخل هنا. فقال الرجل لصدقه: إنه هنا تحت هذا الحطب، فظنوا أنه يسخر منهم ويهزأ بعقولهم، فتركوه وانصرفوا.. فنجا الرجل الهارب ببركة صدق الرجل الصالح.
ابحث عن سيد الكلام
كل الكلام الذى نذكره صنفان: كلام يرفع صاحبه، وكلام يخفض صاحبه، لكن نحن هنا مع أقسام ثلاثة:
الأول: الذاكرون الله تعالى كثيرًا والذاكرات.
قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) [الأحزاب: 41]. أي: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، اذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذكرً كثيرًا، إذًا أفضل أنواع الذكر ما كان كثيرًا، يعني: متواصلًا على مدى أربع وعشرين ساعة، كما فى الحديث الشريف: "لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله".
النوع الثاني: المنافقون.
فاللهم أجرنا وإياكم من حال أهل النار، فالمنافقون لا يذكرون الله إلا قليلًا، كما جاء فى قوله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلًا) [النساء: 142]. أي: إن طريقة هؤلاء المنافقين مخادعة الله تعالى، بما يظهرونه من الإيمان وما يبطنونه من الكفر، ظنًّا أنه يخفى على الله، والحال أن الله خادعهم ومجازيهم بمثل عملهم، وإذا قام هؤلاء المنافقون لأداء الصلاة، قاموا إليها فى فتور، يقصدون بصلاتهم الرياء والسمعة، ولا يذكرون الله تعالى إلا ذكرًا قليلًا.
إذًا المؤمنون يذكرون الله ذكرًا كثيرًان والمنافقون يذكرون الله ذكرًا قليلًا؛ لأنه فى حالة تذبذب، والإيمان ليس مستقرًّا، وليس فى قلبه الذكر، فيحتاج إلى طاقة، والطاقة التى تغذى ذكر الله تعالى هى الحب لله؛ لأنك إذا أحببت الله أكثرت فى ذكره.
النوع الثالث: الغافلون.
فالإنسان إذ لم يكن فى حالة ذكر فإنه يكون فى حالة غفلة، كما جاء فى قوله تعالى: (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ) [الأعراف: 205]. أي: واذكر أيها الرسول ربك فى نفسك تخشعًا وتواضعًا لله خائفًا وَجِلَ القلب منه، وادعه متوسطًا بين الجهر والمخافتة فى أول النهار وآخره، ولا تكن من الذين يغفلون عن ذكر الله، ويلهون عنه فى سائر أوقاتهم.
فإذا لم تكن من الذاكرين، فإنك تكون من الغافلين، والغفلة تأتى للقلب قبل اللسان، أي: اللسان إذا كان فى حالة عدم ذكر فهذا لأن القلب فى حالة غفلة، كما جاء فى قوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28].
واصبر نفسك أيها النبى مع أصحابك من فقراء المؤمنين الذين يعبدون ربهم وحده، ويدعونه فى الصباح والمساء، يريدون بذلك وجهه، واجلس معهم وخالطهم، ولا تصرف نظرك عنهم إلى غيرهم من الكفار لإرادة التمتع بزينة الحياة الدنيا، ولا تطع من جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا، وآثر هواه على طاعة مولاه، وصار أمره فى جميع أعماله ضياعًا وهلاكًا.
ولا تطع من أغفلنا قلبه، فالغفلة تأتى للقلب أولًا، عندئذ فإن حبه لله تعالى يكون ضعيفًا، وشوقه إلى الله تعالى يكون ضعيفًا أيضًا، أما الذين آمنوا فإن شوقهم إلى الله يزداد، وإن حبهم إلى الله يزداد، فجاء فى قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا للهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) [البقرة: 165].
ومع هذه البراهين القاطعة يتخذ فريق من الناس من دون الله أصنامًا وأوثانًا وأولياء يجعلونهم نظراء لله تعالى، ويعطونهم من المحبة والتعظيم والطاعة ما لا يليق إلا بالله وحده... والمؤمنون أعظم حبًّا لله مِن حُبِّ هؤلاء الكفار لله ولآلهتهم؛ لأن المؤمنين اخلصوا المحبة كلها لله، وأولئك أشركوا فى المحبة.. ولو يعلم الذين ظلموا أنفسهم بالشرك فى الحياة الدنيا، حين يشاهدون عذاب الآخرة أن الله هو المتفرد بالقوة جميعًا، وأن الله شديد العذاب لما اتخذوا من دون الله آلهة يعبدونهم من دونه، ويتقربون بهم إليه.
إذًا الكلام عبارة عن أصناف، فإذا جلسنا فى مجلس مع الناس، وتكلمت فى كل شيء، ولكن قبل أن تقوم من هذا المجلس لم تذكر الله تعالى، ولم تصلِّ على الحبيب صلى الله عليه وسلم فإن هذا المجلس عليه ظلمة وعليه تِرة -أي: سحابة سوداء، كما فى الأثر: "ما من مجلس لا يذكر فيه اسم الله تعالى، ولا يصلى فيه على الحبيب صلى الله عليه وسلم إلا كان عليه ترة وحسرة وندامة، فإن شاء الله عذبهم، وإن شاء غفر لهم".
فالإنسان يتكلم فى كل شيء جميل، لكن كلامه مع الله تعالى لا بد أن يكون كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) [الأحزاب: 41]، فكل كلام ابن آدم عليه –أي: محاسب عليه- لا له إلا ذكر الله تعالى، وأمر بمعروف، ونهى عن منكر... إلخ، فهذه الأشياء يكون الكلام فيها جميلًا وعظيمًا ويرفع صاحبه.
إذن الكلام عبارة عن أصناف؛ ففيه كلام أعلى، وفيه أوسط، وفيه أدنى.
نبدأ بالأدنى، وهو الذى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل كلام ابن آدم عليه"... الحديث، فمثلًا: أحدهم تكلم معك ساعة، أو ساعتين ولا تخرج منه بنتيجة ولا معلومة، هذا كله عليك لا لك، هذا هو الكلام الأدنى.
والكلام الأوسط هو الذى فيه ذكر وفيه غير ذكر، وتختلط فيه الحسنة بالسيئة، لكن لأن فيه ذكر لله تعالى، قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ الليْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) [هود: 114].
وأدِّ الصلاة أيها النبى على أتمِّ وجه طرفى النهار فى الصباح والمساء، وفى ساعات من الليل، إن فِعْلَ الخيرات يكفر الذنوب السالفة ويمحو آثارها، والأمر بإقامة الصلاة، وبيان أن الحسنات يذهبن السيئات، موعظة لِمَن اتعظ بها وتذكر.
واصبر على زيادة الحسنات؛ لأن عندنا سيئات، فالحسنات لا بد أن تكون كثيرة لكى تمسح السيئات الحسنات فإنها تحتاج إلى صبر، وإلى متابعة.
فعندما يعتدى عليك أحد الناس سَبِّح، وعندما تشعر بوحشة سَبِّح، وعندما تضيق الدنيا فى وجهك سَبح، فقال تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يا تِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 97-99].
ولقد نعلم بانقباض صدرك أيها الرسول؛ بسبب ما يقوله المشركون فيك وفى دعوتك، فافزع إلى ربك عند ضيق صدرك، وسبح بحمده شاكرًا له مثنيًا عليه، وكن من المصلين لله العابدين له، فإن ذلك يكفيك ما أَهَمَّك، واستمرَّ فى عبادة ربك مدة حياتك حتى يأتيك اليقين، وهو الموت.. وامتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ربه، فلم يزل دائبًا فى عبادة الله، حتى أتاه اليقين من ربه.
إذًا الإنسان عندما تشتد عليه الحياة لا يسخط، ولا يشتم، ولا يسب الدين، ولا يشكو الله إلى عباده، ولا يقول: الدنيا لم يكن فيها خير، بل اصبر على ما يقولون، وسَبِّح بحمد ربك، كما قال تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء الليْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى) [طه: 130].
إذًا لا بد أن تكون فى حالة تسبيح مواصلة كى تصل إلى مرحلة الرضا، وأن يرضى الله تعالى عنك، فالإنسان كلما تأتى له مشكلة فى حياته يسبح، ويستغفر، ويحمد الله تعالى على كل حالة، فالحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات.
إذن الإنسان إذا فعل سيئة لا بد أن يأتى بحسنة، واصبر على الحسنة؛ لأن الحسنة تحتاج إلى صبر، والصلاة تحتاج إلى صبر، والصوم يحتاج إلى صبر، وتحمل الإيذاء فى طلب العلم يحتاج إلى صبر، فاصبر على الحسنة.
إذًا الكلام الأوسط هو الذى فيه حسنات وفيه سيئات، فتأمل قوله تعالى: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: 102].
وآخرون من أهل (المدينة) وممن حولها، اعترفوا بذنوبهم وندموا عليها وتابوا منها، خلطوا العمل الصالح وهو التوبة والندم والإعتراف بالذنب وغير ذلك من الأعمال الصالحة بآخر سيِّئ، وهو التخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره من الأعمال السيئة عسى الله أن يوفقهم للتوبة ويقبلها منهم، إن الله غفور لعباده، رحيم بهم.
وسيد الكلام هو لا إله إلا الله، إذًا أعلى مراتب الكلام: لا إله إلا الله، والشعور بوحدانية قيوم السماوات والأرض، وألا معبود بحق إلا الله، ولكى أتعلم معنى لا إله إلا الله لا بد من الاجتهاد، ثم أبدأ العمل، فإذا عملت العمل لا بد أن أعلم أن الله تعالى هو الذى يطلع على قلبي، فالله تعالى هو الحاكم جل فى علاه، وهو المشرِّع، وهو القاضى فى كونه، وهو الذى يفعل ما يشاء، قال تعالى: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء: 23].
وإبراهيم الذى وفَّى
(وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِى وَفَّى) [النجم: 37]، معناه: أن الله تعالى وفَّى لإبراهيم، وأن إبراهيم وَفَّى مع الله، فجميع الأخلاق الفاضلة على وجه الأرض: الصدق، الأخلاق، الوفاء، العطاء، الإنفاق، العطاء لله، المنع لله، الحياء، الأمانة، جميع الأخلاقيات، وجميع الأمانات توافرت فى شخصين على وجه الأرض فى سيدنا إبراهيم، وفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال تعالى: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 68]. أي: إن أحق الناس بإبراهيم وأخصهم به، الذين آمنوا به وصدقوا برسالته واتبعوه على دينه، وهذا النبى محمد صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا به، والله ولىُّ المؤمنين به المتبعين شرعه.
ومن أسرار العبادات: لماذا نصلى ونسلم ونبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد؟ فتقول: كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وكما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؟ فنفس الكمال الذى أعطاه الله تعالى لسيدنا محمد فى النورانية، ورغم هذا فهو متواضع صلى الله عليه وسلم، فيأتى إليه رجل فينادى عليه –أي: ينادى على سيدنا محمد- يقول له: يا خير البرية، أي: هو خير البرية، ولكنه يتواضع وينكسر، ويقول له: "هذه ليست لى إنها لإبراهيم عليه السلام".
فلم يسكت عندما مدح صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وإنما قبلها بهدوء وعقب عليها بلطف محمدى منه صلى الله عليه وسلم.
فقوله تعالى: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِى وَفَّى) [النجم: 37]، أي: وصل لحالة من الكمال التى لم يصل إليها إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) [النساء: 125].
لا أحد أحسن دينًا ممن انقاد بقلبه وسائر جوارحه لله تعالى وحده، وهو محسن، واتبع دين إبراهيم وشرعه، مبتعدًا عن العقائد الفاسدة والشرائع الباطلة.. وقد اصطفى الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، واتخذه صفيًّا من بين سائر خلقه، وفى هذه الآية: إثبات صفة الخُلّة لله تعالى، وهى أعلى مقامات المحبة والاصطفاء.
هذه الآية درس فى حد ذاته، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا)؟ يعني: مَن أفضل الناس؟ ومَن أحسن دينًا ممن أسلم وجهه لله؟ أسلم وجهه لله أي: جعل الله تعالى قصدًا، وجعله أمامه، ولم يجعله خلفه، فلم يعتمد إلا عليه، ولم يرج إلا رحمته، ولم يخش إلا عذابه.
والنبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى حديث سيدنا جبريل عليه السلام قال له: حدثنى عن الإحسان، ما الإحسان؟ قال صلى الله عليه وسلم: "أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ"، فبعد أن عرفه الإيمان وعرفه الإسلام، فقال فى مرتبة الإحسان كلمة تكفى أن تربى أولادك عليها، كلمة تكفى أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك، فهذه مرتبة عالية، ففى سورة فصلت قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِى النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يا تِى آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [فصلت: 40].
إن الذين يميلون عن الحق، فيكفرون بالقرآن ويحرفونه، لا يخفون علينا، بل نحن مطلعون عليهم.. أفهذا الملحد فى آيات الله الذى يُلقى فى النار خير، أم الذى يأتى يوم القيامة آمنًا من عذاب الله، مستحقًّا لثوابه؛ لإيمانه به وتصديقه بآياته؟ اعملوا أيها الملحدون ما شئتم، فإن الله تعالى بأعمالكم بصير، ولا يخفى عليه شيء منها، وسيجازيكم على ذلك، وفى هذا وعيد وتهديد لهم...
هذه مرتبة الإحسان، أما الإنسان لا يأخذ ما ليس له؛ لأنه يعلم أن الله يرى، كما جاء فى قوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [هود: 112].
فقوله تعالى: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِى وَفَّى) [النجم: 37]، كيف أوفى مع الله؟ هذا موضوع مهم، فالنظر أمانة، والسمع أمانة، واللسان أمانة، والفرج أمانة، واليدان أمانة، والقدمان أمانة، وكل هذه الأمانات تؤدى رسالة للمسلم فى هذه الحياة، وعندما تؤدى هذه الرسالة على ما أراده الله عز وجل تكون قد بلغت حد الوفاء لله، يعني: حد تأدية الأمانة؛ لأجل هذا قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله...) [النساء: 125]. يعني: وَفَّى مع الله تعالى كل شيء.
فقوله تعالى: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِى وَفَّى) [النجم: 37]، يعني: وفَّى مع الله تعالى بحسن اليقين مع الله، فمَن يستطيع أن يذبح الولد إلا إبراهيم؟ لا أحد، (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّى أَرَى فِى المَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [الصافات: 102].
إن إبراهيم لا يجادل ربه فى سورة هود "يجادلنا"، وهل يصحُّ لإبراهيم أن يجادل الله؟ وإنما الجدال هنا بمعنى أنه يطلب من الله العفو والصفح، ويلح: يا رب يا رب، والله تعالى يقول: فعلوا كذا بالنبى لوط، وفعلوا كذا، فيقول سيدنا إبراهيم: يا رب يا رب... هذا معنى: "يجادلنا".
إن إبراهيم عليه السلام كثير الحلم، لا يحب المعاجلة بالعقاب، كثير التضرع إلى الله والدعاء له، تائب يرجع إلى الله فى أموره كلها.. لحليم أوَّاه منيب، لو قلت لك: إن إبراهيم حليم فهذا كلام ليس مؤكدًا، ولكن إذا قال الله تعالى: "إن إبراهيم لحليم" فهذا عن يقين أنه حليم منيب.
التثبت بالرسول صلى الله عليه وسلم
"التثبيت بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"، أو "اليقين فى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فالذين يهاجمون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسيئون إليه لا يعرفون ما خص الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم من أسر ار وأنوار، ولن تستطيع أن تحب رسول الله، ولا أن تعيش الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا علمت أشياء كثيرة مما أعطاه الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، ومن هنا نبدأ.
الذين يجحدون فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرءون نصف الآية ولا يكملون الآية إلى آخرها يقولون: إنه بشر لم يتميز فى شيء؛ لأن الله تعالى يقول: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف: 110].
قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين: إنما بشر مثلكم يوحى إليَّ مِن ربِّي، إلهكم إله واحد، فمَن كان يخاف عذاب ربه ويرجو ثوابه يوم لقائه، فليعمل عملًا صالحًا لربه موافقًا لشرعه، ولا يشرك فى العبادة معه أحدًا غيره..
وقوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ) [فصلت: 6].
قل لهم أيها الرسول: إنما أنا بشر مثلكم يوحى الله إليَّ أنما إلهكم الذى يستحق العبادة، إله واحد لا شريك له، فاسلكوا الطريق الموصل إليه، واطلبوا مغفرته.. وعذاب للمشركين الذين عبدوا من دون الله أوثانًا لا تنفع ولا تضر، والذين لم يطهروا أنفسهم بتوحيد ربهم، والإخلاص له.
وعندما توقفوا عند هذا الجزء من الآية، ولم يكملوا، لكن المعنى التام للآية: أنه يُمَدُّ من الله، أي: إنه مثبت من الله تعالى، كما فى قوله تعالى: (وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) [يس: 41].
ودليل لهم وبرهان على أن الله وحده المستحق للعبادة، المنعم بالنعم، أنَّا حملنا من نجا مِن ولد آدم فى سفينة نوح عليه السلام المملوءة أجناس المخلوقات؛ لاستمرار الحياة بعد الطوفان.
من الذى أعلم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنه ستكون هناك مراكب وسفن تعلو الفضاء وتجوب الكواكب تتحلق حتى تصل إلى القمر، هذا الكلام لا يقوله إلا الله رب العالمين، ثم تسمعه من القرآن الذى تنزل على قلبه صلى الله عليه وسلم سيزداد إيمانك بالله وبرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [النحل: 8].
وخلق لكم الخيل والحمير والبغال والحمير؛ لكى تركبوها، ولتكون جمالًا لكم ومنظرًا حسنًا، ويخلق لكم من وسائل الركوب وغيرها ما لا عِلْمَ لكم به؛ لتزدادوا إيمانًا به وشكرًا له.
فكل الحضارة التى نعيشها داخلة فى هذه الآية الكريمة: (وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [النحل: 8].. وما سيأتى بعد 200 سنة، أو بعد 1000 سنة داخل فى قوله تعالى: (وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [النحل: 8].
ومن ذلك أيضًا قوله تعالى: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) [القمر: 45]، أي: سيهزم جمع كفار "مكة" أمام المؤمنين، ويولُّون الأدبار، وقد حدث هذا يوم "بدر".
حدث هذا فى غزوة الأحزاب رغم أن سورة القمر سورة مكية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تنزلت عليه سورة القمر لم يكن يعرف أنه سيهاجم، لا زال فى مكة، ويقرأ قوله تعالى: (سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) [القمر: 45].
عندما تقرأ هذا الكلام يزداد ثباتك وإيمانك برسول الله صلى الله عليه وسلم، والعلماء الذين صعدوا إلى القمر وجدوا وشاهدوا أن القمر شق مرتين ثم التحم، وهذا المعنى الذى شاهدوه فى الشهور الماضية فقط كان موجود فى قوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) [القمر: 1].الصدق فى مقامات الدين أعلى الدرجات وأعزها؛ كالصدق فى الخوف والرجاء
الكلام الذى نذكره صنفان.. كلام يرفع صاحبه وكلام يخفضه
كتاب (ابحث عن الصادقين)
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة