التجارة مع الله في مجاهدة الجوارح

محاضرات
طبوغرافي

الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض

الداعية والمفكر الإسلامى

الدكتور

كل كلمة يتلقاها المسلم إما أن تكون حجة له أو حجة عليه

لذا قال النبي الكريم : والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها. الإنسان يرى حسنات يوم القيامة كأمثال الجبال فيقول يا رب: إن عملي كان ضعيفا ولم يرقى إلى هذا الأجر فيقال له: شتمك فلان ولم ترد وجهل عليك فلان ولم ترد فهذا ميزان عد عليك وعد على غيرك فيعد عليك حسنات ويعد عليه سيئات ولو استقام القلب صرنا ننافس الملائكة في أعلى المنازل فمن سماتهم أنهم بيض ولا يعرفون إلا الله.

إن أصحاب الغار اثنان منهم عبدا عبادة إيجابية وواحد منهم عبادة سلبية فالأول وقف على قدميه والثاني نمى الغنم والثالث كف عن الزنا فاستجاب الله للثالث كما استجاب لصاحبيه ولم يكن بينه وبين الحرام سوى لحظة الاستماع للعلم مجاهدة يقول ابن القيم: من أعطى أذنيه للحق فقد رضي الله عنه (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) إن أجمل ما في دروس العلم تجديد الحسنات ومن السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة: رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا) يستخلص نفسه من الدنيا تربي فيها نفسك وجوارك لذا قال الله العظيم قد جعل الله للصائمين بابا لا يدخله غيرهم إنها تجارة الكف والاجتناب (وإذا رأيت الذين يخوضون في أيتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره)

والدرس الكبير أنك لا تخوض مع الخائضين والذي جعلهم في سقر (وكنا نخوض مع الخائضين) والخيرات التي تأتي لك ربما تأتي لغيرك (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنك) والجاهلون هم الذين لم يكفوا ألسنتهم ليأكلوا وحفظ اللسان مع حفظ الفرج هما السبيل لرضا الله عنك : من ضمن لي ما بين لحييه وفخذه ضمنت له الجنة وجميع العلوم كلها تعرفك على (إنما يخش الله من عباده العلماء)

وهذه المرأة ظلت تصلي صلاة متجددة والناصية لها جهاد لأن الله جعل الناصية للتفكير وسجودك يعني إدراكك أنه هو الأعلى (ناصية كاذبة خاطئة) لأنها لم تسجد للملك أما التي خرت لله (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) وقد قال صلى الله عليه وسلم: صلوا كما رأيتموني أصلي وقد كان يمكث في الركوع مثلما مكث في القراءة : أرحنا بها يا بلال والله تعالى يسأل كل جارحة عما فعلت (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) فكل جارحة مطلوبة للميزان وجعل الله هذه الجوارح في (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) وتك مرحلة الوجل التي تمهدك لمرحلة الزيادة (وإذا تليت عليهم آياتنا زادتهم إيمانا) والإيمان لا يزداد مع أصحاب المعاصي: إن الإيمان إذا دخل القلب فإن البشاشة تخالط وجهه (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)