الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
من يقيم نفسه على الطريق المستقيم ويسيج نفسه بسياج الإيمان بالطبع لا يستطيع مغادرة الأنوار ولو للحظات إنها طبيعة القلوب المؤمنة التي أقامت نفسها على طاعة الله والأخذ بيد الناس من ظلام الدنيا الحالك إلى أنوار الله الواحد ومن هموم الدنيا وضيقها إلى رحاب الجنان وسعتها وهكذا منهج قناة الفتح للقرآن الكريم وهكذا طريق رائدها وعالمها وراعيها فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض رئيس قناة الفتح للقرآن الكريم
الذي ما إن ينتهي من فتح يأخذ بيد الناس في فتح آخر إنها طبيعة العلماء الصادقين المخلصين كيف لا وهو من علماء الأمة القلائل في هذا الزمان لقد أعطوا الدنيا ظهرهم وأقبلوا على الآخرة والعلم وهمهم الأخذ بيد الأمة فكان إكرام الله لهم أن أن يكونوا كالنجوم التي يهتدى الناس في ظلام الدنيا الدامس وبهم ومعهم تعرف معالم طريق الله المستقيم وفي رحابهم تشعر بالرضا التام وفي حضرتهم تستشعر عبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته المباركة وكلها علامات على إخلاصهم وصحيح طريقتهم ومن هنا أتت روضة الهجرة والإنابة التي يتواصل بها طريق الهداية لتكمل مع أخواتها من الروضات المباركة سلسلة الأنوار الإلهية والفيوضات الربانية التي دعا لها الأمة لها فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض رئيس قناة الفتح للقرآن الكريم لتستمر المسيرة الإيمانية وينعم الناس في طريقهم إلى الله تعالى وقد استقبل صاحب الفضيلة محبيه ومريديه أحباب قناة الفتح للقرآن الكريم بترحاب وحب في الله وقد لفت صاحب الفضيلة نظر الحضور الكرام إلى آداب الروضة المباركة والتي منها ألا يشغل أحد بالدنيا وزخارفها وإنما يشغل نفسه بالإقبال على الله تبارك وتعالى ويتفاعل مع فقرات ودروس الروضة بحب حتى يخرج من الروضة وهو شخص آخر وقد اكتسب صفات العابد المقرب من ربه الكريم كذلك على كل من حضر الروضة أن يلتزم بالزي الأبيض لأنه محبب للنفس يصفي القلب لله ويهيء النفس في الإقبال على الله تعالى كذلك لا يتحدث أحد إلا بذكر الله مع استحضار السكينة وأن يكون الجميع في حالة إيمانية يعيشون مع الله
روضة الهجرة والإنابة..في ليلة يعلوها الجلال والمهابة
جاءت هذه الروضة المباركة في ليلة فريدة بين تاسوعاء وعاشوراء وإنه لاختيار فريد من الله تبارك وتعالى إنها ليلة لها أنوارها وقدرها عند الله تبارك وتعالى فهي أيضا ليلة الجمعة التي فيها ما فيها من تجليات وفتوحات وفيوضات ومن علامات التوفيق من الله تعالى أن يختار لنا بنفسه وأن يهيء لنا الزمان والمكان الذين يرتقي فيهما الإيمان ويصحو فيهما القلب والأفهام إنها لبشريات عظيمة وكفى من الله رضا بما تصنع أن يوفقك لطاعته وأن تتعرض لنفحات دهره وكما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: ألا إن في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها ومن الأمور التي أدخلت السرور على النفوس أن صاحب الفضيلة بشر الحضور بمجموعة من المفاجآت في روضة الهجرة والإنابة مما وضع الجميع في شوق وإقبال على الروضة المباركة وفقراتها وعاش الجميع في الروضة المباركة في إقبال على الله تعالى محبين راغبين في عفوه وغفرانه فيا لها من لحظات إنها لحظات الفرح والطاعة إنها لحظات العمر كذلك جاءت الروضة المباركة في إطار ذكرى الهجرة النبوية الشريفة وهي من أهم محطات التاريخ الإسلامي حيث جمع صاحب الفضيلة بين الهجرة والإنابة في دروسه في هذه الروضة المباركة وعدد مجموعة أهداف لهذه الروضة بالذات ومنها إظهار الوسطية في الإسلام ليكون هناك تسابق إلى حب الملك سبحانه وتعالى وإظهار وهذه الروضة لها طبيعة خاصة عن باقي الروضات فالناس يعتقدون أن الهجرة مرتبطة بزمن وانتهى معناها لكن موضوع الهجرة أكبر من هذا فالهجرة منهج حياة فأنت في طريقك إلى الله مهاجر وكل مسلم له قصة تربطه بالهجرة ونحاول أن نبحث فيها ونتأمل في معانيها
ثوابت وأفراح... تحيي القلوب والأرواح
تلك الثوابت هي روح الروضات التي يهدي بها صاحب الفضيلة أحبابه دائما في روضاته المباركة وتتمثل تلك الثوابت في الآتي:
ـ أولا: القرآن الكريم
فقد قدم صاحب الفضيلة أصوات رائعة في تلاوة القرآن الكريم لكي يؤكد على أهمية الإرتباط بالقرآن الكريم وأنه المنهاج القويم الذي يجب أن يكون معنا في كل مفهوم وفي كل وقت وفي كل انتقالة فدائما كتاب الله في الصدارة لأنه المنهاج الأول ومصدر التشريع الأول في هذا الدين وقد قدم صاحب الفضيلة صاحب الصوت الحسن والأداء المتقن في التلاوة فضيلة الشيخ محمود رجب خير
ثانيا: الدعاء
فقد تناول صاحب الفضيلة الدعاء في محطات بينية خلال تقديم فقرات الروضة المباركة لما للدعاء من أثر في النفوس وحياة للقلوب وانتعاش للأرواح فقد قدم صاحب الفضيلة مجموعة من الأدعية في بداية الروضة المباركة ثم قدم دعاء السحر ودعاء الجمعة ودعاء الغروب وقد قدم صاحب الفضيلة الدكتور محمد إبراهيم ليقدم دعاء مزلزلا في ليلة الجمعة حيث جمع القلوب وعلق الأرواح بربها تبارك وتعالى من خلال تعبيراته الجميلة وكلماته الرائعة وصوته المؤثر الذي هز القلوب هزا وعمق الأفهام ووطد علاقة المسلم رافعي الأيدي مع ربه تبارك وتعالى ثم جاء دور الرقراق الأستاذ عبد الناصر عرفات الذي طوف بالحضور والمشاهدين بين كلمات عذبة ومشاعر راقية في دعاء جميل خرج من القلب ليصعد إلى السماوات العلا.
ثالثا: الإنشاد
فالصوت الحسن مع الكلمة الطيبة في إعمال المباديء والقيم في المجتمع يصنع الروائع تلو الروائع في المجتمع المسلم وسحر القلوب مصدره الأداء الحسن والسحر الجميل ويحرص صاحب الفضيلة دائما على تقديم الإنشاد والابتهالات خلال روضاته المباركة للترويح عن القلوب وإبهاجا للنفوس وتدعيما لبناء القيم والمباديء الإسلامية ففي روضة الهجرة والإنابة بدأ صاحب الفضيلة بالشيخ عبد الحكم الصاعد ليمتع جمهور قناة الفتح للقرآن الكريم بفاصل من الابتهالات الدينية بكلمات منمقة وصوت عذب ندي فأثر وتأثر وأدى فأمتع وأجاد وروح عن القلوب ثم جاء دور المبدع الكبير فضيلة الشيخ محمد السيد والذي قدم مجموعة من الأناشيد بصوته الجميل الرائع إنه علامة من علامات الإنشاد في قناة الفتح للقرآن الكريم ثم قدم صاحب الفضيلة المبتهل الشيخ علاء محمد الإمام الفائز في مسابقة المؤذن والمبتهل ليقدم فاصلا ممتعا من الابتهالات الدينية أمتع بها المشاهدين الكرام ثم جاء دور المبدع الأستاذ محمد الحسيني الذي قدم الجديد كعادته وأمتع وأبدع بعد أن أسمع.
وفي أنفسكم أفلا تبصرون
إنها محاضرة الدكتور علوي القاضي استشاري القلب وعضو الجمعية المصرية الأوربية للقلب حيث تحدث عن إعجاز الله في الكلى والجهاز البولي وقد احتوت هذه المحاضرة القيمة على عدة عناصر هامة جدا:
ـ معجزات الله في الكلى تكفي لإيمان جميع البشر إذا عرفوا قدرها وقدرة الله فيها.
ـ شرح طبيعة وصور السموم والفضلات في جسم الإنسان وكيفية التخلص منها فمنها سائلة ومنها صلبة ومنها غازية.
ـ خصوصية نسيج الكلى ووحدة البناء فيها وطبيعة خلايلاها وصفاتها وحجمها طولا وعرضا وسمكا.
ـ الوظيفة الأساسية للكلى وكيفية القيام بها فالكلية بها مليون وحدة تصفية وتنقية لسوائل الجسم وهي تنظم ضغط الدم وتنظم إنتاج كرات الدم الحمراء وتنشط فيتامين د الذي يدخل في تكوين العظام..
ـ تعمل الكلى بسبع قوتها فمن الممكن أن يعيش الإنسان بسبع كلية وهذا يدل على لطف الله بالبشر.
ـ إعجاز الله في الأجهزة المتعلقة بالكلى كالحالب والمثانة .
ـ العلاقة بين الكلى والأجهزة المتعلقة بها وبين إشارات المخ وتنسيق الوظائف بينها.
ـ يدخل الكلية 1800 لتر دم لترشح منه 1.8 لتر فقط في عمل دائم ومجهود دائم بلا كلل ولا ملل.
ـ نجاة الكلى والحفاظ عليها في اجتناب تناول المحرمات من الأطعمة والأشربة وكلها ضارة بجسم الإنسان (ويحل لكم الطيبات ويحرم عليكم الخبائث)
تذكرة نافعة واعية..تبعث في النفوس همة عالية
هذه التذكرة للإعلامي الأستاذ ممدوح السباعي كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم وقد جاءت التذكرة متناغمة مع وقتها وهو جوف الليل حيث فاضت بالمعاني الجياشة والحب الكبير لله ورسوله ولدين الله وأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحدث فضيلته عن التحديات التي واجهت النبي في طريق رسالته وفضل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأخلاق النبي الكريم صلى الله عليه في المعاملة مع أعداء الإسلام (اذهبوا فأنتم الطلقاء) ثم تناول فضيلته الهجرة النبوية الشريفة ومعانيها ومعالمها وبعض الدروس المستفادة منها ثم تحدث عن معجزات الإيمان حينما يتمكن من النفوس وذلك من خلال نماذج لمواقف من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ثم تحدث عن رسالة قناة الفتح للقرآن الكريم وبحور النور التي تنبعث من شاشتها بفضل كتاب الله الذي يتلى فيها ليل نهار صبحا ومساءً.
دروس مسك وطيب..وروعة في معية الحبيب
إنها دروس صاحب الفضيلة التي ألقاها في روضة الهجرة والإنابة ولقد رسمت تلك الدروس الهامة معالم منهج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الهجرة إلى الله وترجمة تلك الهجرة إلى إنابة وتوبة ورجوع إلى الله تعالى ودروس الفضيلة تراث يضاف لتراث علماء الأمة الإسلامية وكذلك رصيد علم لفضيلته لتنتفع به الجيل الحالي والأجيال القادمة وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة
*الهجرة إلى الإنابة
الهجرة لي ولك بالإنابة أما هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهي إلى اليقين وهجرة الصحابة هي الفوز (الذين آمنوا هاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله) فهم أعظم من من هاجروا هجرة ليس فيها قصد وفي التاريخ النبي يهاجر ثم يتبعه قومه أما هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت بعد هجرة أصحابه ليقينهم في صاحب الرسالة وما كانت الهجرة إلا تصديقا لكن فيكون (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) هناك علاقة قوية بين الهجرة والإخلاص وأرقى هجرة ما كانت لله (والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون) ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه فقد بلغوا الأجر الأكبر في الآخرة لحالهم الجميل مع الله (الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون) وخروج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه شريان الحياة لهذا الدين لاستقرارهم في المدينة التي خرج منها الإيمان إلى العالم كله (والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في أنفسهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) حتمية الهجرة جاءت من عدم تواجد حرية العبادة في مكة فهيأ الله لنبيه وصحبه بيئة صالحة ليس للعبادة فقط وإنما لقيام دولة الإسلام
*هجرة الترقي
الإنسان يرتقي ويترقى والترقي هو الهداية أي التحول من حالة تقلب المزاج إلى حالة استقرار الإيمان في القلب فصرت عبدا لله وتخالف الشيطان والنفس والهوى فالشيطان يحاول أن يعيدك إلى أصعب ما كنت عليه والهجرة إلى الله صعبة وقليل من يثبت عليها حتى يلقى الله بوجه طيب وهو على صبره (والله يحب الصابرين) والله تعالى قال (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)
سحرة فرعون كانوا في الصباح مرتزقة وفي المساء صاروا شهداء وكان شعارهم (فاقضي ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا) والهجرة من العادة إلى العبادة هي هجرة القلوب اليقظة لأصحاب التوكل (وما لنا لا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا) والمنهج الإيماني أن تحقر من نفسك لكي ترتقي بها فتلقى الله وليس في صحيفتك سيئة واحدة
*هجرة التدني
هناك بشر من نوعية (اثاقلتم إلى الأرض) إنها مرحلة الطينية فقد أصبح ثقيلا وبعض الناس أجسامهم كالريشة لنشاطهم في طاعة الله أما أصحاب الغفلة فأبدانهم تثاقلت عليها الهموم وخربتها المعاصي (ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض) . لا شك أن المعاصي تشد صاحبها إلى أسفل ليدخل في مرحلة التدني (فلا صدق ولا صلى)
شغل بناقته عن بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذته الدنيا ولم يرجع إلا بعد فوات الأوان إنه الجد بن عبد قيس (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) ولما استمر الأمر كانت مصيبته أكبر ففرح بالتخلف عن رسول الله وصار داعية للشيطان (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يعلمون) ولقد بلغ من الوقاحة أنه اتهم رسول الله بأنه يريد فتنته (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) وتجار الآخرة تجاررتهم رابحة وكل يوم هم في هجرة إلى الله عنوان حياتهم (ويزيدهم من فضله) والذي يحب أن يغفر الله له في حالة ترقي والذي لا يحب أن يغفر الله له في حالة تدني وأصعب شيء أن يكون الإنسان مستورا فيخلع ستر الله عنه ويفضح نفسه بنفسه.
فريق دائم العمل...يصنع التفاؤل الأمل
ذاك فريق يعرف ما عليه من واجبات يضعها نصب عينيه ويعمل جاهدا على إنجازها كاملة غير منقوصة لأنهم دائما ينشدون المثالية إنه فريق عمل قناة الفتح للقرآن الكريم هذا الفريق المترابط المتحاب والذي يسود بين أفراده الحب والود والروح الطيبة وأواصر الإخاء الخالص لله تبارك وتعالى إن فريقا بتلك الصفات لابد وأن يكتب الله على أيديهم الخير لم لا وهم أصلا يعملون لله ومن أجل خلق الله مشاركين صاحب الفضيلة في تلك الرسالة الربانية الرائعة ودائما ما يذكرهم بها صاحب الفضيلة ليستمر وقود النشاط والشحنات الإيمانية المتتالية والتي هي كفيلة لمواصلة الإبداع عبر شاشة قناة الفتح للقرآن الكريم
روضة الهجرة والإنابة..في ليلة يعلوها الجلال والمهابة
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة