الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الأسلامى
إن ظاهرة الإلحاد ظاهرة قديمة وليست حديثة، وكان الناس من بدأ التاريخ يعارضون الأنبياء، ونال نوح عليه السلام من الأذى من قومه، وهو أول الأنبياء ما فاق الحد، وكان التكذيب هو السائد بين الناس فى الجاهلية الأولى.. وأكد القرآن الكريم هذه الحقائق فى السور المكية مع إبرازه الجوانب النفسية فى الكفر والإسلام.. والإلحاد لا يؤمن بالله تعالى ولا بالإسلام كرسالة سماوية.. وهناك منهج قرآنى فى مخاطبة الإلحاد، وخاصة حينما يأتى بقضاياه العجيبة التى يحاول من خلالها أن يثبت أن الكون لا يحتاج إلى الإله، مثل نظرية الصدفة ونظرية التطور.
ومن يبحث فى موضوع الإلحاد يرى دائمًا نماذج عديدة فى أشخاص ضالة، وخاصة حينما يرى منهجه الذى لا يؤمن بوجود الملائكة أو القرآن أو الرسالة أو الرسل أو وجود الإله ذاته، وهذه النماذج أو الجماعات الضالة دائمًا ما تجد بيئتها الخصبة على الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ).
وقد ازدهر الإلحاد فى بلادنا وشاع ظهوره نتيجة الكثير من العوامل الخطيرة التى يجب أن نتوقف كثيرا أمامها مثل فقدان الثقة فى علماء الدولة الرسميين، وكثرة منابع الكفر والإلحاد فى تاريخنا وتراثنا ووسائل الإعلام.
ظاهرة قديمة ..والقانون يتهاون فى مواجهتها لذا ظهرت”ملاحدة مصر” وعبدة الشيطان وغيرهما
وأكثر ما يقلقنا هو وجود جهات داخلية وخارجية داخل المجتمع المصرى والعربى تغذى هذه الجماعات، وهى
موجودة بجوارنا، ووسائل الإعلام مليئة بأمثال هؤلاء، كما أن القانون لا يتعامل مع الملحدين بشكل قاطع، بل
وتهاونت معهم حتى استطاعت هذه الجماعات أن تتحد فى جماعة كبيرة وهى جماعة ( ملاحيد مصر )
وتشكلت أيضًا فى أشكال أخرى مثل عبدة الشيطان وغيرها، ولعل من أكبر الأسباب فى انتشار وتفاقم ظاهرة
الإلحاد يرجع إلى ضعف الثقافة الإسلامية فى بلادنا وخاصة فيما يتعلق بالحياة العامة نتيجة ضعف الدعاة
والقائمين على أمر الدعوة، فأصبحت الدعوة مجالا للجميع دون الحصول على قسط وفير العلم الشرعى
والدعوي، ولا ننسى ما حدث فى جامعة حلون سابقا حينما قام أحد الملحدين وجمع حوله مجموعة من
الطلاب وأخذ ينشر فكره السيء ولم يجد أحدا من المؤهلين للرد عليه وصد هجمته لدين الله تعالى، فارتد عدد
ليس قليلا من الطلبة معه. ولهذا لا بد من مواجهة هؤلاء الملحدين،
كما قمت بها فى برنامجى على قناة الفتح ( كيف بدأ الخلق )، وقد ألفت كتابًا فى هذا وهو تحت الطبع الآن،ولكن من يتصدى لهؤلاء الملحدين لابد وأن يكون مؤهلا بدراسة العلم الشرعى وعلوم التفسير واللغات حتى
نستطيع التواصل معهم ونصل إليهم بلسانهم.
فى مواجهة الإلحاد ( ووقفة تأمل )
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة