الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
هو الصحابي أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري الكوفي، من أعلام الصحابة ـ رضوان الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين ، وأمه هي طيبة بنت وهب وقد أسلمت.
وقد قدِم أبوموسى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل هجرته إلى المدينة فأسلم على يديه، وهاجر أبو موسى إلى الحبشة حين هجرة المسلمين إليها،ثم هاجر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، مع أصحاب السفينتين، بعد فتح خيبر، فأسهم له النبي صلى الله عليه وسلم منها، ولم يُسهم منها لأحدٍ غاب عن فتحها غير أبي موسى وأصحاب السفينتين.
وقد قال الحافظ السجستاني في كتابه: ((شريعة القارئ)): إن أبا موسى له فضيلة ليستْ لأحدٍ من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: هاجر ثلاث هجرات، هجرة من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، وهجرة من مكة إلى الحبشة، وهجرة من المدينة إلى الحبشة، ولذلك يقال له: إنه صاحب الهجرات الثلاث.
كان أبو موسى رجلاً سليم النِّيَّة طاهر القلب، كثير العبادة والتهجُّد، كثير الصيام والقيام، وكان يتحرَّى اليوم الطويل الشديد الحرِّ، في أشدِّ شهور السنة قَيْظًا، ويَصومه ليُعَوِّدَ نفسه الصبر والاحتمال، ومع ذلك كان بارعًا في الجهاد، صاحب شجاعة وإقدام، حتى قيل: إن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال فيه: ((سيد الفوارس أبو موسى الأشعري)) وقد اشترك مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة ((ذات الرقاع)) التي أعطت صورة من صور الاحتمال، وكانت في السنة الرابعة للهجرة، وفيها يقول أبو موسى: ((خرجنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزاةٍ، ونحن ستةُ نَفَرٍ نتبادلُ الركوبَ، وتقرَّحتْ أقدامنا، وتقرَّحت قدماي، وتساقطتْ أظفاري، فكُنَّا نَلُفُّ على أرجلنا الخِرَقَ، فسُميت غزوة ذات الرِّقاع، لمَا كنا نعصبُ على أرجلنا من الخِرَق))، وكذلك خرج أبو موسى الأشعري مع عمه أبي عامر الأشعري في سَريَّة فدائية إلى وادٍ في ديار هوازن، يُقال له: الأوطاس.
عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من حنين، بعث أبا عامر الأشعري على جيش أوطاس، فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد، وهزم الله أصحابه، فرمى رجل أبا عامر في ركبته بسهم، فأثبته، فقلت: يا عم، من رماك؟ فأشار إليه، فقصدت له، فلحقته، فلما رآني، ولى ذاهبا، فجعلت أقول له: ألا تستحي؟ ألست عربيا؟ ألا تثبت؟ قال: فكف، فالتقيت أنا وهو، فاختلفنا ضربتين، فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر، فقلت: قد قتل الله صاحبك، قال: فانزع هذا السهم فنزعته، فنزا منه الماء، فقال: يا بن أخي، انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأقرئه مني السلام، وقل له: يستغفر لي، واستخلفنيأبو عامر على الناس، فمكث يسيرا، ثم مات، فلما قدمنا، وأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم- توضأ، ثم رفع يديه، ثم قال: ((اللهم اغفر لعبيد أبي عامر))، حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال: ((اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك)) فقلت: ولي يا رسول الله؟ فقال: اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريمًا
أبو موسى الأشعري رضي الله عنه صاحب الهجرات الثلاث
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة