القدوة الصالحة وآثارها الإيمانية (1)

معية الحبيب
طبوغرافي

 الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض

الداعية والمفكر الإسلامى

الدكتور

 

القدوة الصالحة أهم أسس التربية
إن القدوة الصالحة تثير فى نفس العاقلين المتبعين قدرًا كبيرًا من الاستحسـان, فتحفز فيهم دوافع التقليد لصالح الأعمال بغية رضا رب العالمين، وتعطى الآخرين قناعة بأن بلوغ هذه الفضائل من الأمور الممكنة، وليست من قبيل المستحيلات، كما أن الأتباع ينظرون إلى القدوة الصالحة نظرة دقيقة دون أن يعلم صاحبها، فرب عمـل يقوم به لا يلقى له بالًا يكون فى حسابهم من الأمور العظيمة التى يهتدون بها ويسيرون على دربها.

فهذا أبو جعفر الأنبارى صاحب الإمام أحمد عندما أخبر بحمل الإمام أحمد للمأمون فى الأيام الأولى للفتنة عبر الفرات, فإذا الإمام أحمد رحمه الله جالس فى الخان فسلم عليه, وقال: يا هذا؛ أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك، فوالله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبن بإجابتك خلق من خلق الله، وإن أنت لم تجب ليمتنعنّ خلق من الناس كثير، ومع هذا فإن المأمون، إن لم يقتلك فإنك تموت ولا بد من الموت؛ فاتّقِ الله ولا تجبهم إلى شيء, فجعل أحمد يبكي, ويقول: ما قلت؟ فأعاد عليه فجعل يقول: ما شاء الله، ما شاء الله.

ونقتطف هنا بعض الزهور من الروضة النبوية لنرى كيف استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة فى تربية أصحابه رضى الله عنهم كأسلوب متميز عن باقى الأساليب.

فى صلح الحديبية، وبعد أن فرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من قضية الكتاب قال للصحابة رضى الله عنهم : ((قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا )) قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ؛ فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِى مِنْ النَّاسِ؛ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِى اللَّهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ اخْرُجْ، ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُـوا فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُـمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كـَادَ بَعْضُهُـمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا [رواه البخارى والنسائى وأبو داود وابن ماجة وأحمد].

وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قِبَل الصوت؛ فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعًا وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لأبى طلحة عُرْى فى عنقه السيف وهو يقول: ((لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا(( [أخرجه السبعة ماعدا النسائي], فهذه الدعوة الصادقة للشجاعة هى التى أخرجت أعمى كابن أم مكتوم يصر على الجهاد، ويحمل الراية ويقاتل حتى يقتل، وهى التى أخرجت أعرج كعمرو بن الجموح يبكى لأنه أعفى من الجهاد، ثم يطلب بإلحاح مشاركة المجاهدين، ويقول: إنى لأرجو أن أطأ بعرجتى هذه الجنة، ويقاتل حتى يقتل.

هذه هى أعظم مجالات التربية حين يعطى العالم والقائد والمصلح من نفسه نموذجًا للعمل ولا يكتفى بالأقوال حينها ستجد من اقتدى به أسرع الناس إلى العمل الصالح كما فعل الصحابة مع نبى الله صلى الله عليه وسلم.

القدوة الصالحة تثير فى المتبيعين قدراً من الاستحسان وتحفز دوافع التقليد لصالح الأعمال بغية رضا الله

دعوة للمشاركة في عمل الخير:

قال تعالى : {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 261- 262]. وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفٍا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا” [متفق عليه]. وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “قال الله: أنفق يا ابن آدم أُنفق عليك” [متفق عليه]. ومن هذا المنطلق يطيب لى دعوتكم للمشاركة معنا ولو بالقليل، فالقليل منكم يصير كثيرًا بفضل دعواتكم الصالحات، لا تنسوا المشاركة لأن (معية الفضيلة) بها أضعاف الحالات التى ذكرت، ودائما أنتم أصحاب فضل كبير، فلا تقطعوا الخير يا أهل الخير.

حالات تتبناها معية فضيلة الدكتور أحمد عبده عوض:
حالة حريق : تشتعل النيران فتخرب بيتًا بأكمله وتفسد حياة أسرة وتفككها ويحتاجون علاجات مكلفة بأسعار غالية، فمنهم جاءت هذه الحالة (س.ع- المنوفية) تشوه الوجه إثر حريق كبير وخرب المنزل بكل أثاثته وأساسه. لا دخل ولا عائل وحالة بائسة مسكينة، وتتكلف الأدوية فقط 800 جنيه شهريًا.  

حالة إعاقة وعجز :
وهذا ابتلاءٌ من الله تعالى يرفع به درجات من يشاء من أهل البلاء، ويرفع به درجات من يساعده من إخوانه المسلمين وهذا من دفع الله الناس بعضهم ببعض، ودونك هذه الحالة الصعبة الصعيبة (م. م. ع– مدينة نصر– عزبة الهجانة) رجلٌ جمع بين الفقر والعجز ولديه خمسة أولاد.

الشاب (م.ح طنطا) فقد أباه ولكنه تفوق فى الدراسة حتى صار فى كلية طب بشرى سنة أولى، يحتاج مصروفات للسكن والدراسة فى القاهرة، فمثل هذا يحتاج راتبًا شهريًا للنفقة والمصاريف والإيجار وشراء الكتب الدراسية كى يكمل مسيرته العلمية.
عرائس أيتام: نشأت فى ظل ظروف صعبة حيث فقدت نبع الحياة وحلاوتها، ومنهم (س. أ- الفيوم) عروسة يتيمة معقود قرانها منذ سبع سنوات أنى لهذه الفتاة أن تكمل الجهاز المطلوب. من يريد إدخال السعادة على قلبها وحياتها، ومعرضة لفسخ الخطبة فتفقد سعادة الحياة كما فقدت والدها.. حالات يرثى لها.

مجتمعات لا ترحم:
إن الأعمال الخيرية باب كبير لا ينتهى مداه فى المسارعة والمبادرة لإنقاذ حالات صعبة صعيبة بائسة معدمة فقيرة، توشك أن تضيع فى مجتمع لا يرحم، والحالات لدينا مصنفة إلى: أرامل، مطلقات، أيتام، عرائس يتيمة، سرطانات وأورام خبيثة، عمليات جراحية، حروق وإعاقات، بناء مساجد وغيرها.

ودائما معية الفضيلة لا ترد أحدًا صفر اليدين، وكلها حالات تحت الصفر لمن أراد المشاركة لها،  والمطلوب منك أخى أن تساند وتساعد وتؤازر هذه الحالات وتجعلها أمًا أو أختًا أو أخًا لك وأن تضع نفسك مكانهم، فنحن نقوم بصرف مرتبات شهرية لعدد كبير من الحالات الصعبة التى لا دخل لها، وذلك من فضل الله ثم لكل من يحب الخير ويغيث إخوانه، ويكون فى عون الناس كما قال النبى  صلى الله عليه وآله وسلم: “والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه”.

مـعــيــة الـفـــضــــــيــــــــلـــة

لا ترد من يطرق بابها أبدًا بقدر استطاعتنا وبقدر ما أوتينا من قوة كما قال الملك جل فى علاه على لسان ذى القرنين: {فأعينونى بقوة}، وأثنى سبحانه على سيدنا زكريا عليه السلام: {إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات} فهل أنت منهم؟! سؤال يحتاج إلى إجابات وليست إجابة، هل جربت أن تكون منهم؟! كى تنطبق عليك هذه الآية.

الحالات تأتى على مستوى الجمهورية، بتوضيح أكثر: لكل بلد معنا تجد حالات لا حصر لها تستغيث لكى يصرف لها مرتب شهري، أو مساعدة قوية، أو عمل مشروع للكسب الحلال، ولكى لا تتكفف الناس وتعيش حياة آمنة مطمئنة سعيدة، كما تعيش أنت، كيف تأكل طعامًا لا يأكله غيرك، وتنام شبعانًا وهو يتألم جوعًا؟ كيف تلبس ثيابًا جميلة نظيفة وغيرك يرتدى الثياب المرقع القديم؟ أم كيف تنام وتدفئ نفسك بالبطاطين فى الشتاء وشدة البرد، وغيرك يفترش الأرض ويلتحف السماء؟ فما أجمل أخى المسلم أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، تجارة لن تبور، يمتد عطاؤها إلى يوم القيامة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِى يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُون} [البقرة: 254].

هل فكرت فى قدم تسعى إلى الخير؟

هى تحاول أن تغيث لهفات الناس وتخفف آلامهم وأوجاعهم ومصائبهم الحياتية اليومية؛ فما أجمل  السعى فى خدمتهم والبحث عن راحتهم، فلعلنا نكون- نحن وأنت عزيزى القارئ- ممن قال النبى صلى الله عليه وسلم فيهم: “الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله”.

ومن الجميل أن تكون عضوًا نافعًا فى هذا المجتمع، غصنًا يانعًا فى الخير، تخدم الناس وتسعى لإسعادهم؛ أن تشعر بمشاكلهم وكأن الحالة جزءًا منك، من بيتك، من أقاربك، تأخذ بيد امرأة سفعاء الخدين ذاقت من الحياة مرًا وتجرعت كربًا وصبرًا.

إنجازات ومساعدات فـي أرقام

مساعدة (62) حالة مرضية مزمن، مساعدة (53) أرملة، مساعدة (71) مطلقة، مساعدة (80) يتيما، مساعدة (40) عروسة يتيمة، مساعدة (34) حريقًا، مساعدة (41) إعاقة وعجزًا، مساعدة (55) علاج سرطانات وأورام، (47) عملية جراحية مختلفة، دفع مرتبات الأيتام والمطلقات ومشايخ دور القرآن الكريم والمشرعات الخيرية بما يتجاوز (70 ألف) جنيه.

دور القــرآن الكــريم

هى عمل مؤسسى تحت راية فضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض، وتخدم القرآن الكريم وأهله، وتقدم نماذج مشرفة  من أهل القرآن الكريم. وعددها ثلاثة عشرة دار، بكل دار مجموعات عديدة، وهى ( دقميرة، الشيشيني- سلام، العونة، عصفور، سيدى نصر، حلمى حسين، دخميس، البنوان، سيدى حمود، كفر الشيخ، القنطرة. وذلك بخلاف دارى الحديث النبوى الشرف ومعهد إعداد معلمى القران الكريم، وكلها مجانية لخدمة كتاب الله تعالى؛ انطلاقا من قول النبى صلى الله عليه وآله: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.

من مفاتيح المحبة الطمع ـ الطمع فى مزيد المحبة.

 ثوبان واحد من الذين ارتفعوا فى سلم المحبة مثل زيد بن حارثة،ومثل سيدنا عمر رضى الله تعالى عنه وأرضاه.
و مثل عمار بن ياسر. ومثل زيد بن الدثنه. أسماء مزلزلة فى تاريخ الكون، ومثل الصديق رضى الله تعالى عنه، و أرضاه كل هؤلاء الذين تفقوا فى الحب، واتفقوا فى المحبة يتسابق ثوبان الذى يجلس مليًا يحدق، ويتأمل فى وجه سيدنا صلى الله عليه وسلم فى نور وجه سيدنا صلى الله عليه وسلم، و تأخذه العبرة بالبكاء. ما أجمل بكاء المحبة!. ما أجمل الرسائل التى تبثها العيون ما أجمل الرسائل التى تحملها القلوب. لكن القلوب غالبًا لا تنطق فتنطق العيون معبرة عن المحبة له صلى الله عليه وسلم.
 المتفوقون كثر الذين تفوقوا على أنفسهم فى حبك يا حبيب الله وأنا فى معيتك كانوا متميزين جدا ولا أدرى ماذا أقول والمعانى كثيره عندى لكننى تأخذنى عبرة البكاء فأتمالك نفسى بأعصاب أحاول أن أكمل الدرس فى سلم المحبين، وما أكثرهم. لقد تفوقوا على أنفسهم، وكان ثوبان واحد من الذين يدورون فى فلك المحبة. من الذين عاشوا مع الحب الحقيق الذى لا تعبر عنه الكلمات، ولا يوجد فى بطون الكتب، و إنما تعبر عنه الآهات، و نبرات القلوب الملتهبة حبًا، و شوقًا إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام الذى ملأ الله به الكون نور.

 لم يتخيل ثوبان رضى الله تعالى عنه أن الحياة يومًا ليس فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لم يتصور ثوبان رضى الله تعالى عنه حياة ليس فيها حضرة النبى صلوات ربى وسلامه عليه لأن رسائل الحب التى بثت من قلب النبى صلى الله عليه وسلم إلى أحبابه استشعروا فيه أيها الأخوة، و الأخوات استشعروا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم:معنى الأب. معنى القائد.
 معنى من يحمل همهم. من يتفقد أصحابه. من يسأل عن اصحابه.

 استشعروا فيه معنىً كونيًا لست أدرى ماذا أقول لكم لكنه ليس عاديًا أبدًا شيء ليس بالعادى يعني: لا يتكرر فكان ثوبان، وأنا متأثر بهم بطبيعة الحال لأنى عشت معهم حياتى كلها وتعلمت منهم فى معية الحبيب التى أدخل إليها الليلة تعلمت منهم كيف نتأدب مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فى المحبة.
كيف نتأدب فى المحبة؟
  إن ثوبان رضى الله تعالى عنه يجلس مليًامحدقًا فى وجه النبى صلى الله عليه وسلم فيما يحمله وجهه من أنوار، و لم يتخيل ثوبان يومًا أن الحياة يمكن أن تدوم، و ليس فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن النبى إذا مات صلوات ربى وسلامه عليه تنطفأ الأنوار تتبدل الأحوال، وقد حدث.

يقول أنس رضى الله تعالى عنه، و أرضاه، و أنس هذا فى المدرسة الكبرى فى جامعة الحب التى أكلمك عنها الليله خويدمك أنس يا رسول الله كما قالت أمه: خويدمك أنس يا رسول الله. فاق مرتبة المحبة ولى معك يا إمامنا أنس حكايات طويلة قد أقصها يومًا ما
يقول أنس رضى الله تعالى عنه وأرضاه وهو أحد المحبين الكبار يقول: لما هاجر النبى صلى الله عليه وسلم، ودخل المدينة، وقبل أن يدخلها أشرق فيها كل شيئا المدينة كلها استنارت بسيدنا، وحُقَّ لها أن تستنير، و حُقَّ لجبالها، وهضابها، وأوديتها، وسهولها، و دائقها حُقَّ لها أن تشرق بسيدنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام.
 عندما دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أضاءت.

 المدينه المدينه نورت.
حُقَّ لها أن تستنيربك يا حبيب الله، ويوم أن انتقل النبى صلى الله عليه وسلم انطفأ منها كل شئ ذاك معنى لن أتوقف عنده طويلاً لأنه معنى صعب لكن دعونى آخذكم إلى هذه الحواريه العاليه عندما ترى ثوبان مشتاقا إلى النبى رغم وجود النبى صلى الله عليه وسلم معه ولكنهم كانوا يريدون أن يشبعوا من نور النبى أكثر من هذا، و أن يطال فى عمره وأن تبقى حياتهم كلها تدور فى فلك حبيب الله صلوات ربى وسلامه عليه. ما تصوروا يومًا أن النبى سيُقبَض صلوات ربى وسلامه عليه لأن حياتهم كلها انتظمت على محبته حياة مدينة بأكملها حياة شعب بأكمله انتظمت كلها على كلمة واحدة.
مع المحبين.
ثوبان يتعجب أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام سيكون يوم القيامه فى قمةٍ عاليةٍ فى الجنة لن يصل إليها عابد، ولا زاهد، ولا ذاكر فتعجب ثوبان فأراد النبى صلى الله عليه وسلم حبيب الله وكان يجبر خاطر الناس يا سلام وكان يقرأ وجوه الناس قبل أن يتحدثوا كيف لا يحب وكان يعايش هموما الناس قبل أن يتلفظوا بها وكان ينظر نظرات ثاقبه من قلب مملؤ بالإيمان وكان ينظر لا ببصره وإنما كان ينظر ببصيرته صلوات ربى وسلامه عليه فنزل قوله تعالى
{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)}[آل عمران: 70،69 ]
الله أكبر لقد جاءك ما تمنيت يا ثوبان. فأولئك مع: لقد وصلت إلى المعية معية الحب المعية التى بحثت عنها فى الدنيا كانت موجودة أما معية الله أكبر (ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ) أمامنا درس مهم من ثوبان رضى الله تعالى عنه، و أرضاه فبإمكانك أن تلتحق بالصالحين، و الصديقين بل، و النبيين، بل، والشهداء إذا أحببت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام.

الله أكبر وهذا مفتاح جديد من مفاتيح المحبة التى أحدثك عنها المحبون هؤلاء يقدرون عظمة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام،

و عندما يتحدثون عنه صلى الله عليه وسلم يتحدثون بأدب المحب فلابد، و أن يحترم من أحبه ومكانة النبى كبيرة جدًا
مكانه ربانيه المكانة الروحية المكانة العطائية فى شخصيته صلى الله عليه وسلم هذه المكانة كلما تأملناها نتأمل شيئا جميلاً جداً باسمًا يملأ علينا حياتنا هو أن حبك للنبى صلى الله عليه وسلم يزداد يومًا بعد يوم وهكذا كلما إزددت ذكرًا وصلاًة عليه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام.
صحيح أنك لن تكون
مثل زيد بن حارثه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن خذ من المحبة سطرًا
خذ من البحر رشفة.
 خذ من السماء شعاعًا.
 خذ من القمر ضياءًا.
 فإن حبيب الله هو الشمس، وهو القمر، وهو السراج المنير.

الأحباب الكرام:
الذين التصقوا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعرفوا إلى عظمته تعرفوا إلى مكانته، ولما تعرفوا لعظمته، وتعرفوا إلى مكانته، وشاهدوا من أخلاقه النبيلة، ومن قوة نفسيته، ومن شموخ قلبه، ومن تواضعه ومن ومن ومن ومن....
 كلاً منهم يريد أن يكون شيئًا بجوار النبي صلى الله عليه وسلم
 يريد أن يكون له حيزًا بجوار رسول الله صلى الله عليه، و على آله وصحبه الكرام إما فى الدنيا، وإما فى الآخرة تسابق المحبين يتسابقون لكنه سباق جميل فحرى بك أن تدخل السباق
فحن نتعلم من النبى صلى الله عليه وسلم كل خير وفضيلة.
نتعلم من حضرته صلوات ربى وسلامه عليه.
 الإحسان مع الناس البسطاء لأن الإحسان معهم مؤثر
 الإحسان يأتى معهم برد فعل قوى مباشر مزلزل.
 الأحباب الكرام
 كلمات المحبين هؤلاء تعبر عن قلوب تدفق فيها نهر حب النبى صلى الله عليه وسلم عبارة عن نهر بقلوب المحبين ففيصل كل القلوب المحبة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام فسألتك سلمك الله تعالى عز وجل ماذا تمنيت فقلت أنت سلمك الله تمنيت أن أكون مع النبى وأنت وأنت أن أكون مع النبي.... هذه الإجابات الربيعيه هى التى تنطلق بها قلوب من أحبوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام.

 لكن هذا الحب يتنامى ويزداد مع المحبين الكبار الذين كانت حياتهم ظلامًا قبل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أشرق النبى فى حياتهم تبدل فى حياتهم كل شيئ الدنيا كلها تغيرت فدخلوا أيضًا فى سباق المحبةسباق المحبة.
ها هوعمرو بن العاص الذى كان، وكان، والذى حارب النبى صلى الله عليه وسلم فى غزواتٍ عديدة مع غيره، و لكنه أسلم فى العام السابع فدخل فى الإسلام متأخرًا نسبيًا
عمرو بن العاص عندما اقترب من هذا المعين المحمدى من هذا النور الصافى سلمكم الله تعالى عز وجل فتبدل منه كل شيئ أصبح عمرو الجديداختفى عمرو القديم.

 عمرو الجديد هو المحب لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام
يقول عمرو رضى الله تعالى عنه: بعد أن أسلم ظللت سنوات عديده أحاول أن أرفع وجهى فى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فما استطعت هذا حب جديد يا عمرو. هذا حب خاص سيدنا عمر يتمنى أن يملأعينيه بحب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام كما فعل ثوبان، وكما فعل ربيعة، وكما فعل سيدنا عمر، والصديق، والإمام على هؤلاء الكبار رضى الله تعالى عنهم وأرضاهم الذين كان مدار حياتهم يدور حول حبهم لرسول الله صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الكرام  الذىإذا لم يظهر عليهم وأمامهم فى يوما فقد غابت شمس هذا اليوم فهو الشمس بالنسبة لهم صدقني.
 لكن عمر رضى الله تعالى عنه كان يقول ما استطعت أن أرفع بصرى فى وجه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام وهذا هو حب الإجلال.

الله أكبر
 جلال قدر النبى صلى الله عليه وسلم، وعظمة قدر النبى سيطرة على حواسه فلم يستطع أن يطالع نور النبى أو أن يطالع وجه النبى صلوات ربى وسلامه عليه حياءًامن حضرة النبى ومن كثرة النور الذى ينبعث من وجهه.
بأبى أنت وأمى يا رسول الله هذه علامة أخرى من علامات المحبة مفتاح آخر من مفاتيح المحبة
مع المحبين

  حيثما تحركت سلمك الله تعالى، وحيثما سألت فإنك ستأتى لك إجابة واضحه أن أشد الناس حبا أكتب هذه فى قلبك لا تنساها أبدًا إن أشد الناس حبًا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام فى الدنيا هم أقرب الناس إليه يوم القيامه.
  إن أشد الناس فى الدنيا حبا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أقرب الناس إليه إلى معيته إلى رفقته يوم القيامة
 بأبى أنت وأمى يا رسول الله
كلما ازددت حبًا فى الدنيا ازددت قربًا يوم القيامة، وإن أشد الناس التصاقًا بسيدنا رسول الله من المحبين له بأبى أنت وأمى يا رسول الله هم الذين يُكْثِرون من الصلاة والسلام عليك.

 امتحان صعب من ينجح فيه مباشرة يكون رفيقًا لسيدنا يوم القيامه صلوات ربى وسلامه عليه {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الحجرات:3]
 زيد بن الدثنة رضى الله تعالى، وزيد بن حارثة أسماء كبيرة ومؤثرة ومزلزلة فى حبها لسيدنا صلى الله عليه وسلم.
سيبقى زيدًا الكبير زيد بن حارثه، ويبقى زيد بن الدثنة علامتان بارزتان فى مدرسة المحبين. مارأيك يا زيد بن الدثنه وأنت الآن السيف على رقبتك، و أنت الآن مصلوب فى شجرة.
 ما رأيك يا زيد تهبط من الصلب وتعفى من الإعدام ونأتى بك نجملك ونعطيك المال والجاه والنساء ونعطيك الملك وتبقى فى بيتك مكرما معززًا ونأتى بمحمد مكانك.
 لو كان زيد بن الدثنه من هؤلاء الطموحين إلى الدنيا لقال: لا حرج.
 لكنه كان مملؤا حبًا لرسول الله فقال كلمة مزلزلة زلزلت حياتى كلها بصراحة.

 لقد تربيت فى معية هؤلاء.
 فقال زيد بن الدثنه والله ما تمنيت أبداً أن أكون مكرمًا، ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام يصاب بشوكة واحدة.
 الله أكبر هنيئًا لك يا زيد بكل قلبى وكل أعماقى هنيئًا لك وألف هنيئا
هنيئًا لك أخى المسلم وأختى المسلمه أن تقول إنى أحب رسول الله ليس كافيًا فالحب عمل{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 31]
الحب حب الاتباع حب تعديل سلوك المسلم لكى يكون سلوكه موافقًا على الأقل للذين أحبوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام.

اللهم إنى أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل صالح يقربنى إلى حبك
 لا تنسى أن تدعوا بدعاء حضرة النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام اللهم إنى أسألك من خير ما سألك به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك من شر ما إستعاذ به حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بك الأحباب الكرام هكذا بدأنا وهكذا يذكرنا القرآن {واعلموا أن فيكم رسول الله}
*********************  

للتواصل مع معية الفضيلة  الخيرية الشيخ محمد السيد اسماعيل الاتصال بالأرقام التالية/
01010403145-01145250993-01004541874- 01002428313  -  01007934515  -  0100575543