الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

صحة وجمال
طبوغرافي

بقلم الدكتورة/ إيمان السيد - الأخصائي النفسي الإكلينكي

ذهان الهوس والاكتئاب يعتبر الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من الأمراض النفسية الخطيرة ويتميز هذا المرض بتقلبات شديدة فى المزاج يتعرض المريض فيه لنوبات متكررة من الهوس أو الهوس الخفيف أو الاكتئاب، ويكون المريض خطيرا على نفسه وعلى من حوله، ويميل مريض الاضطراب الوجداني إلى الانتحار فهو يعاني من الهوس بجانب الاكتئاب وليس الاكتئاب فقط ، وهو مرض انتكاسي يسيرعلى شكل دورات ما بين الاكتئاب والهوس. وفيه يشعر الفرد بالحزن والسعادة في وقت واحد ولكن بشكل مبالغ فيه كأن يشعر بسعادة بالغة أو حزن شديد، وهو أحد الحالات الصحية النفسية التي تستمر لمدى الحياة .
عند حدوث نوبة الهوس تجد المريض لا يحتاج للنوم إلا قليلاً، وشعور متواصل بالرضا وارتفاع المزاج لا يقل عن أربعه أيام ودائماً لديه شعور بالعظمة وتضخم في تقديره لذاته، وأفكار متطايرة وتسارع الأفكار، وكثرة الكلام وتجده يتحدث عن أشياء ليست لها علاقة بموضع الحديث، ومشتت الانتباه، وتغير ملحوظ في علاقته مع الآخرين وفي أدائه وعمله.
وعلى العكس في حدوث نوبة الاكتئاب فيشعر المريض بالحزن المستمر وعدم الرغبة في أي شيء وفقدان الأمل والإحساس بالذنب واضطراب في النوم، قد تكون مدة قصيرة أو طويلة، واضطرابات في الوزن وتغير الشهية، وضعف في التركيز وعدم القدرة على اتخاذ القرار وتصل بالبعض كثيرًا التفكير المستمر في الانتحار والموت.
ولا يوجد سبب واضح للاضطراب ولكن الوراثة قد تلعب دورًا إذا كان أحد الوالدين يعاني منه فإن نسبة حدوثه تكون لدى الأبناء بـ 25%، وعادة يُصيب الاضطراب الرجال والنساء بنسب متساوية تقريبًا.. وقد يبدأ في بعض الحالات في فترة المراهقة أو سنوات الطفولة المتأخرة أو خلال 40-50 عام، وفي الأعمار المتقدمة يكون عادة بسبب الأدوية المخدرة أو مرض عصبي.
ويتم علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب على مرحلتين مرحلة الاكتئاب تعالج كما في حالات الاكتئاب مع الأخذ في الاعتبار أن مضادات الاكتئاب قد تؤدي لنوبة الهوس، وفي مرحلة الهوس الحادة وقد تستدعي دخول المستشفى ويتم علاجها بالعقاقير المضادة للذهان ومضادات الهوس وتستخدم منظمات المزاج للوقاية من الانتكاس. هذا بجانب جلسات العلاج النفسي والعلاج السلوكي للمريض وعلاج التنظيم الأسري، فيجب على الأسرة والمقربين منه التعاون معه في تخطي النوبات بشكل أفضل وعلى المريض أن يتقبل ذلك ويعلم أنه ليس هو فقط من يعاني من ذلك، وأن يستمر على الأدوية والجلسات بدون ملل.