عادات غذائية وصحية سليمة ... تقلل من أعراض سن اليأس

صحة وجمال
طبوغرافي

بقلم:

د. لمياء لطفي 

مدرس التغذية- عضو المنتدى العربى للغذاء والتغذية

دكتورة لمياء لطفى _جريدة الفتح اليوم

تعتبر العادات الغذائية أحدى العوامل التي تفسر الإختلاف في أعراض سن اليأس (والذي إتفقنا أنه ليس يأساً في مجال سابق) والنساء الأقل عرضة للإصابة بكسور الحوض وهشاشة العظام هن من الدول الأسيوية, حيث يحتوي الغذاء الأسيوي على كمية عالية من مادةhytoestrogen حوالي 200 مجم يومياً في الغذاء الأسيوي مقارنة بـ 5 مجم يومياً في غذاء الدول الغربية. وتعتبر حبوب الصويا soybean المصدر الغني بهذه المادة وهي في تركيبها مشابهة لهرمون الإستروجين الموجود في جسم المرأة وبذلك تسهم في التقليل من أعراض سن اليأس. وقد أشارت بعض الدراسات الأمريكية أن وجود كميات كافية من بروتين الصويا في الغذاء أو الأدوية تساهم في تقليل الكولسترول في الدم وتقلل من الإصابة بتصلب الشرايين وتحسن من وظائف الشرايين وبذلك تقلل نسبة الإصابة بأمراض القلب, وأثبتت الدراسات أنه لا توجد أضرار جانبية من إستعمالها لفترات طويلة.

وجد الباحثون أن تناول أقراص تحتوي على المعادن والفيتامينات مثل فيتامين E بمقدار (I.U 400-1200 ) في اليوم يقلل من الحرارة والتعرق الذي تشعر به كثير من النساء في سن اليأس وتحتاج المرأة في هذا السن إلى أقراص غنية بالكالسيوم و فيتامين D تقلل من نسبة التعرض لكسور الحوض بمقدار 22%.
إن ممارسة التمارين الرياضية مهم لسلامة العظام والوقاية من أمراض القلب حيث أن ممارسة الرياضة مرتبط بنقصان الوزن وإنخفاض ضغط الدم وإنخفاض مستوى الكولسترول في الدم حيث وجد أن النساء الأكثر حيوية واللاتي يمارسن الرياضة بصورة منتظمة أقل عرضة للإصابة بإرتفاع ضغط الدم والسكري وأقل عرضة للإصابة بأعراض سن اليأس حيث تسهم الرياضة في التقليل من الكآبة وتحسين حالة النوم إضافة إلى تقليل العرق والحرارة الذي تشعر بها النساء في سن اليأس وأبسط أنواع الرياضة والتي يمكن ممارستها من قبل جميع النساء هي المشي حيث وجد أن المشي لمدة ساعة كل أسبوع تقلل من نسبة الإصابة بأمراض القلب إلى النصف.
وهناك ما يسمى بالهرمونات البديلة والتي تستخدم منذ أكثر من 25 سنة وما يزال إستخدامها في تزايد مستمر وتسهم هذه الهرمونات بصورة فعالة في علاج أعراض سن الياس وحماية المرأة ومنع إصابتها بهشاشة العظام وتؤخذ هذه الهرمونات بمتابعة طبية ويجب إجراء فحص دوري للثدي وفحص مستوى الدهون في الدم وفحص كثافة العظام قبل البدء بالعلاج ومن ثم سنوياً بعد البدء بالعلاج. مع العلم أنه لا ينصح بإستخدام الهرمونات البديل في حالة سرطانات الثدي وبطانة الرحم وفي حالة أمراض الكبد وضغط الدم وأيضاً مع وجود تخثر أو جلطات في الأوردة.
أصبح الطب البديل شائع الإستعمال في علاج أعراض سن اليأس حيث وجد أن 21% من النساء في سن الياس يستعملن الطب البديل وأن 25% من النساء في سن اليأس يستخدمن الطب البديل مع الهرمونات البديلة.
كما أن شخصية المرأة ودوافعها النفسية فى فترات حياتها المختلفة، قبل دخولها مرحلة سن اليأس لها دور كبير في زيادة تلك الأعراض أو تقليلها عند المرأة في تلك المرحلة، فهناك شخصيات تكون أكثر ثباتًا في الأزمات والمواقف الصعبة بشكل عام، ولذلك أنصحك سيدتي بالبعد عن الإكتئاب، ممارسة الرياضة الخفيفة واليومية للمحافظة على الصحة والنشاط، الإكثار من الخضروات والفواكه للمحافظة على الفيتامينات والمعادن المفيدة، الإقلال من المواد الدهنية والأملاح والإكثار من ساعات النوم والإهتمام بالراحة الجسدية. والمشي ساعة واحدة أسبوعياً هو أبسط أنواع الرياضة التي يمكن ممارستها من قبل جميع النساء. وأخيرًا إستمرارك فى نشاطاتك المعتادة سواء فى المنزل أوالعمل أو فى هواياتك الخاصة أو الرياضة التي تزاولينها فذلك يزيد من شعورك بالإستقرار والثقة، وأنه مازال لديك الكثير لتعطيه.