"جيلاتين" بير السلم.. أظافر وأمعاء حيوانات

صحة وجمال
طبوغرافي

مادة الجيلاتين منتج بروتيني يستخرج من المخلفات الحيوانية الثانوية مثل الجلود والعظام والغضاريف والأربطة وتستخدم في الحلويات والعصائر ومنتجات الألبان بالإضافة إلي مصنعات اللحوم لحمايتها من الجفاف والأكسدة وكالمعتاد تسرب للصناعة ذوو النفوس الضعيفة ومعدومو الضمير استخدموا المكونات الرديئة وأظافر وأمعاء الحيوانات مع إضافة المحسنات.

جيهان سامي- أخصائية اجتماعية- تقول كنت أقوم بشراء الجيلي والحلويات لأولادي بشكل مستمر وبعد أن علمت أن مادة الجيلاتين تصنع من جلود وعضام الحيوانات خاصة الخنازير انقطعت نهائياً عن شرائها.

تشاركها الرأي دعاء عبدالمجيد- موظفة- قائلة لجأت منذ فترة لإعداد الحلويات بالمنزل تجنباً لأضرار الجاهزة حفاظاً علي صحة أبنائي خاصة في مناسبات أعياد الميلاد وكنت اشتري شرائح الجيلاتين من محلات متخصصة في مستلزمات الحلويات بمنطقة درب البرابرة ولكن بعد ما أثير حول هذه المادة وطريقة تصنيعها امتنعت تماماً عن شرائها.

عزيزة أحمد - ربة منزل- ماذة الجيلاتين تساعد في الحصول علي قوام متماسك للجاتوهات والتورتات وتحافظ علي صلاحيتها عدة أيام لذا أشتري بودرة الجيلاتين من محل بعينه لثقتي في نزاهة صاحبه أما حلويات الأطفال المصنعة من تلك المادة فاحرض علي قراءة المكونات المكتوبة علي الكيس.

وتستنكر شادية صلاح- ربة منزل- ضعف الدولة في أداء دورها الرقابي علي منظومة الغذاء مما أدي إلي انتشار أمراض الفشل الكلوي والكبدي والسرطان بصورة كبيرة.

تؤيدها فتحية عنتر- محاسبة- قائلة لا يستطيع المستهلك اكتشاف مكونات أي منتج غذائي خاصة مع إضافة مكسبات الطعم واللون والرائحة التي تغير كلياً من طبيعة تلك المكونات.

دكتور يحيي زكريا- مدير المعامل ورقابة الجودة بأحد مصانع الجيلاتين - أن الصناعات القائمة علي مادة الجيلاتين أهم طرق التخلص وإعادة تدوير مخلفات الماشية فهي تسبب كارثة بيئية لقدرتها العالية علي التعفن ويتم استخلاص مادة الجيلاتين من الجلود والعظام والغضاريف وتمر بمراحل متعددة في التصنيع ومعالجات كيميائية للتخلص من البكتريا والميكروبات الضارة قبل الوصل للشكل النهائي.

ويشير إلي أن هناك أربعة أنواع من الجيلاتين ما يسمي "فوتو جيلاتين" يستخدم في مجال أفلام التصوير غير شائع الاستخدام وفارما "طبي" ويستخدم في مجال الأدوية كمغلف للمواد الدوائية الفعالة "الكبسولات" ويتم استيراده من الخارج حيث يتطلب استثمارات عالية وخطوط إنتاج عالية الكفاءة للوصول بالمادة الجيلاتينية لمستوي عال من النقاء والتعقيم وغالباً ما يصنع من جلود الخنازير لذا تدقق الدولة الإسلامية في هذا المنتج ووجود علامة "حلال" عليه بما يعني أن الحيوان وطريقة ذبحه مناسب للشريعة الإسلامية.

يتابع دكتور يحيي النوع الثالث هو الجيلاتين الغذائي عبارة عن مادة بروتينية تستخرج من جلود الماشية وتستخدم في الحلويات لتساعد علي التماسك لعدة أيام وفي مصنعات اللحوم كالسلامي والسجق لتكوين طبقة تحميها من الجفاف والأكسدة ويتم استخدامها كعامل "مجلتن" في صناعة الأيس كريم والعصائر وبعض أنواع الحلوي.  

ويناشد دكتور يحيي زكريا الدولة بتفعيل دور الرقابة الواعية في هذا المجال دون التأثير السلبي علي المنتجين الجادين مع ضرورة دمج العاملين المخالفين لشروط الصناعة داخل منظومة الدولة الرسمية من خلال الصناعات الصغيرة مع تقديم التوعية والتقويم والدعم اللازم ولهم حتي لا تسبب محاربتهم تفريخ فئة جديدة منحرفة عن السياق المجتمعي مع المتابعة المستمرة.

يوضح دكتور محمود عمرو- مؤسس المركز القومي للسموم- إن الجيلاتين مركب يحتوي علي مواد دهنية لا تناسب الأطفال وكبار السن خاصة مرضي القلب كما أنه من الضروري مراعاة طريقة تحضير المنتج والتخلص من جميع الشوائب بدقة واستخلاص المادة الجيلاتينية كذلك مراقبة خطوات التضنيع والمواد الكيميائية المضافة إذا ما كانت معروفة مصرح استخدامها أو لا للوصول لمنتج آمن صالح للاستخدام الآدمي.

ويضيف عمرو أن غياب الرقابة يتيح الفرصة لمعدومي الضمير لتحضير هذه المادة باستخدام بقايا الحيوانات المرنة كالنخاع والغضاريف التي قد تفرم مع المادة الجيلاتينية.

يشير دكتور سمير نيروز استشاري باطنة وأمراض سوء تغذية ان الجيلاتين يحتوي علي مادة الكولاجين ويستخرج من العظام والغضاريف واوتار المواشي وعلي الرغم من انه يعتبر امنا في صناعة الطعام حسب تقرير منظمة الصحة العالمية إلا أن هناك مخاطر محتملة نتيجة الأمراض التي قد تصاب بها تلك المواشي وانتقالها للمستهلك عن طريق الحلويات والأطعمة.

مضيفاً أن الجيلاتين مادة تتركز في الجسم ولا تتحلل ولا تخرج مع الفضلات والإفراط في استخدامها يغير من طبيعة الخلايا وعلي مدار الوقت تتحول هذه الخلايا مسرطنة وأصبح ذلك منتشراً بعد دخول المصنعين الصغار الذين يريدون المكسب السريع علي حساب صحة المواطن الذي أصبح حقل تجارب.