صوم صحي لأطفال سنة أولى صوم

صحة وجمال
طبوغرافي

بقلم:

د. لمياء لطفي 

مدرس التغذية- عضو المنتدى العربى للغذاء والتغذية

دكتورة لمياء لطفى _جريدة الفتح اليوم

حيرة شديدة تنتاب كل أم عندما يصوم أطفالها لأول مرة. وتظل تسأل نفسها هل أسمح أم أمنع؟ ويأتي هذا السؤال بتكرار قوي خصوصاً مع تزامن شهر رمضان الكريم مع فصل الصيف في السنوات الأخيرة بحره الشديد، وطول ساعات النهار الذي يجعله مشقة على الكبار فما بالنا ... والصائم طفلاً.

 

وتستطيع الأم بداية عن طريق (صوم العصافير) أن تزرع في نفس طفلها حب الصيام لساعات قليلة محدودة نهاراً حتى يتعود الطفل شيئاً فشيئًا على تحمل مشاق الصيام، مع العلم أنه من الناحية الصحية لا يمكن تعميم الحالات والأمراض المفاجئة أثناء الصيام على كل الأطفال. كما يجب على الأم التأكيد على أهمية عبادة الصوم بأنه عبادة صحية تحقق التوازن بين الجهاز الهضمي والعقلي والروحاني في ذات الوقت وفرصة رائعة لتعويد الأطفال على عادات غذائية سليمة وليس فقط الأطفال أصحاب الأوزان المثالية، ولكن للأطفال البدناء أيضاً الذين يعتادون مع الصيام على نظام غذائي محدد ويستمرون عليه.

 

والأطفال الصغار فيما تحت العشر سنوات يمكنهم صوم فترة قصيرة من بعد العصر حتى الإفطار ليشاركوا الأسرة فرحة الإفطار، ما يجعلهم يحبون الصيام ويعتادون عليه مستقبلاً. أما الأطفال فوق العشر سنوات وهو سن الإطاقة للصيام كما اتفق العلماء فيجب على الأم أن تحرص على تغذيتهم بشكل جيد بزيادة كمية البروتينات والفيتامينات والكربوهيدرات في الإفطار لإعطاء الطفل طاقة وقدرة على ممارسة نشاطاتهم اليومية مع الإكثار من الماء والعصائر ما بين الإفطار والسحور خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة.

 

وأثناء صيام الطفل يبقى فترة طويلة نهاراً بلا أي سوائل أو غذاء يمده بالطاقة ما ينعكس على نشاطه اليومي وبالتالي احتمالية تعرضه للجفاف ونقص الفيتامينات ونقص في معدلات الطاقة بالجسم ما يؤثر على القدرة العقلية والإدراك بشكل مباشر. وحتى يصوم طفلك صوماً صحياً بعيداً عن المتاعب خاصةً وهو في طور النمو الذي يحتاج إلى العديد من العناصر الغذائية لبناء الجسم ينبغي مراعاة بعض النصائح الغذائية الهامة. فمثلاً يجب تأخير السحور لآخر الوقت قبل أذان الفجر للطفل الذي يصوم للمرة الأولى مع الوضع في الاعتبار إمكانيات الطفل ومدى قدرته على تحمل الجوع والعطش.

 

وينصح بعدم تناول الفول في وجبة سحور الأطفال لأنه برغم قيمته الغذائية وفائدته في إطالة الإحساس بالشبع إلا أنه يسبب العطش الشديد في هذا الجو الحار ويستبدل بطبق من البليلة أو الشوفان مع عدم الإكثار من السكريات في السحور. ومن المفيد جداً للطفل التركيز على منتجات الألبان في السحور بشكل أساسي لإحتوائها على فيتامينات ومعادن تعمل على حفظ التوازن المائي والحيوي في جسم الطفل. وينصح في وجبة الإفطار أن تبدأ بالعصائر والتمور لحاجة جسم الطفل الشديدة إلى السوائل والسكريات وعدم تناول المقليات والأطعمة الدهنية لأنها تجعل الطفل يشعربالكسل والخمول، مع عدم تفضيل صيام الطفل الذي لم يتناول وجبة السحور.