الاحتفال بالعيد علاج نفسي

صحة وجمال
طبوغرافي

بقلم د / إيمان السيد

الأخصائي النفسي الإكلينكيإيمان السيد_n

دائما ما يحتاج الإنسان إلى التعزيز النفسي الإيجابي، والذي يشكل حافزا كبيرا له أو مكافئة على القيام بشيء حسن لتساعده فيما بعد على التمسك بتلك القيمة وتكرارها، ولهذا جعل الله تعالى لنا عيدين ( عيد الفطر وعيد الأضحى ) كهدية للمسلم وفرحة له، بعد آداء المهام الكبرى، فيأتي عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان المبارك، ويأتي عيد الأضحى بعد وقوف المسلمين بيوم عرفة، وآداء الركن الأهم لفريضة الحج، وبهذا جعل الله تعالى العيد للمسلم كي يفرح به ويسعد، وفي بيت النبوة كان النساء يحتفلن بالعيد ويغنين. فمما يروى عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، ودخل أبو بكر، فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: «دعهما يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ».

ولا يقف الأمر من الناحية النفسية في الاحتفال بالعيد على السعادة والبهجة فقط، فالعيد علاج نفسي للعديد من المشكلات النفسية مثل الاكتئاب والانطواء والقلق.. فالعيد هو التفاؤل والفرح والمرح والبهجة وزيارات الأقارب ولقاء الأصدقاء والعطف على الأيتام وتقديم الهدايا للأطفال وكل وسائل الترفيه المباحة.

مراجيح العيد-4فحينما يقوم المسلم من نومه صباح يوم العيد ويتسنن بسنة النبي الكريم من الاغتسال والتطيب بالرائحة ولبس الثياب الجميلة ثم الذهاب إلى صلاة العيد من طريق ومخالفته عند الرجوع من طريق آخر له دور كبير في إدخال السعادة والسرور إلى القلب والنفس والتحرر من القيود والقلق النفسي وهنا أكدت العديد من الدراسات النفسية التأثيرات الإيجابية للممارسات الدينية والروحانية على الصحة العامة، وحينما يصلي المسلم في ساحة كبيرة دون جدران كالنوادي أو الساحات الكبيرة بمشاركة الأطفال والنساء وفي جو يملؤه البهجة والسعادة عظيم الأثر للوصول إلى الاطمئنان وانخفاض التوتر.

ومن أهم مظاهر العيد أيضا زيارة الأقارب والأصدقاء وتقوية العلاقات الاجتماعية والترابط الأسري، وهنا تختفي مظاهر الاكتئاب أو العزلة الاجتماعية والانطواء النفسي، وزيادة عامل الثقة بالنفس.. كما أن تبادل الهدايا أو العيدية بين الأصدقاء والأقارب وخاصة لصغار الأطفال عامل مهم في زيادة الخيرية عند الإنسان وحب مساعدة الآخرين والتغلب على بعض العادات الذميمة مثل البخل.. وهذا كله مما يزيد عند الإنسان حب الحياة وتقبلها والوصول إلى السعادة والاستقرار النفسي الجيد.