إصابة القلب .. أخطر مضاعفات الحمى الروماتيزمية

د. منى عبد الحميد/ استشارى

أمراض المفاصل والعظام والروماتيزم

الحمى الروماتيزمية هى التهاب بالنسيج الضام بالجسم، تنشأ عن الإصابة بنوع معين من الميكروبات السبحية، ويساعد على حدوث المرض التعرض للبرد والزحام وسوء التغذية. وتعتبر الحمى الروماتيزمية من أهم الأمراض المزمنة فى الطفولة، وترجع أهمية المرض إلى الآثار المستديمة التى قد يتركها خاصة فى القلب، ولا تحدث فى السنتين الأوليين من حياة الطفل مطلقًا، وتندر بعد سن الربعين، وتكثر ما بين (5 إلى 15 سنة)، وتصيب الذكور أكثر من الإناث.

وهذا المرض لا تحدث منه مناعة مطلقًا، بل على العكس، فمن أصيب به يتعرض دائمًا لعدة نوبات متكررة. والذين يصابون بالحمى الروماتيزمية من هؤلاء الذين يصابون بالميكروب السبحى لا يتعدى عددهم 3 % فقط، وتظهر أعراض المرض على شكل ارتفاع فى درجة الحرارة مصحوبًا برعشة وعرق وغثيان، مع آلام بالمفاصل خصوصًا لدى البالغين والأطفال، وهذه الآلام قد تحدث متأخرة، وقد لا تحدث مطلقًا، وتستمر الحرارة لمدة أسبوعين أو ثلاثة إذا لم تعالج، وقد تكون مستمرة أو متذبذبة، وتتورم المفاصل مع وجود الألم الشديد، وخصوصًا عند الحركة أو اللمس.

وتصاب المفاصل عادة بالترتيب الآتي: (الركبة- رسغ القدم- رسغ اليد- الكوع- الكتف)، ويندر إصابة المفاصل الصغيرة. والمفصل المصاب يتورم ويحمرّ لونه، وقد يمتلئ بسائل معكّر به كرات دم بيضاء، وتنتقل الإصابة من مفصل إلى مفصل بسرعة خلال أيام، ويزول المرض فيها ظاهريًا من مفصل ليحلّ فى الآخر، وقد يكون هناك أكثر من مفصل مصاب فى وقت واحد، كما يحتقن الوجه، ويكون النبض سريعًا جدًا أو ضعيفًا، ويحدث لغط القلب بالصمام الميترالى يُسمع مع دقات القلب، ويزداد عدد كرات الدم البيضاء، ويقل عدد كرات الدم الحمراء، وتزداد سرعة الترسيب، وقد يحدث أحيانًا طفح جلدي، وقد تظهر بعض العقد الروماتيزمية خصوصًا حول مفصل الكوع.

ومن الأعراض المميزة للمرض: حدوث حركات لا إرادية تصيب الوجه أو اليدين أو الساقين نتيجة إصابة المخ وتسمى هذه الحالة (الكوريا)، ولا تسبب الحمى الروماتيزمية مضاعفات بالمفاصل، وتعتبر إصابة القلب هى أخطر المضاعفات ومنها تلف صمامات القلب وخاصة الصمامين الميترالى والأورطى فيصابان بضيق وارتجاع أو بالاثنين معًا، ويعتبر الهدف الأساسى من العلاج هو تلافى إصابة القلب.

ويعتمد العلاج فى الفترة الحادة للمرض على الراحة التامة فى السرير حتى تهبط الحمى وتزول الأعراض، وتعود الفحوص المعملية إلى منسوبها الطبيعى وإعطاء العقاقير المناسبة عن طريق طبيب متخصص، وبعد هذه المرحلة يجب اتخاذ الإجراءات الوقائية، ومنها عدم التعرض للعدوى، وعلاج التهاب الحلق واللوزتين، والعناية بالتغذية السليمة والتهوية الجيدة للمنزل، والعناية بالنظافة.. مع تمنياتى لكم بدوام الصحة والعافية.