التهاب الجلد والعضلات الروماتيزمى

الدكتورة/  منى عبد الحميد

استشارى أمراض الروماتيزم

يتفاوت شدة هذا المرض من شخص لآخر، فربما يكون المرض خفيفا وليس له تبعات تذكر، وهناك آخر يكون مستفحلا ويعيق المريض. وأيضًا فإن تأثر الأعضاء يختلف من طفل لآخر فهناك أطفال يكون الجلد متأثرا بدرجة كبيرة بينما العضلات يكون تأثرها بسيطا، أو يكاد يكون معدوما والعكس قد يكون صحيحا، وربما يؤثر المرض على كثير من أعضاء الجسم بما فى ذلك الرئتين والأمعاء..

وهذا المرض يختلف فى الأطفال عنه فى البالغين فالتهاب الجلد والعضلات فى البالغين قد يكون سببه بعض الأورام السرطانية بينما هذا الأمر لا يكون عند الأطفال. وفى البالغين ربما يكون لديهم بعض فحوصات الدم الإيجابية المتعلقة بهذا الالتهاب والتى نادرًا ما توجد عند الأطفال، ويعتمد تشخيص هذا المرض بناء على العلامات السريرية التى سبق ذكرها بالإضافة إلى بعض الفحوصات المخبرية.

فى البداية قد تكون الأعراض مشابهة لبعض الأمراض الأخرى، مثل الذئبة الحمراء أو التهاب المفاصل التلقائى أو ضعف العضلات الخلقي، ولكن هذه الأمراض يمكن تمييزها عن بعضها بالصفات السريرية والمخبرية، فشدة تأثر العضلات يمكن قياسه بالنظر لقوة العضلات فى أجزاء مختلفة من الجسم.. وتأثر الشعيرات الدموية يمكن فحصها فى الجزء المحيط بالظفر حيث يظهر توسع فى تلك الشعيرات الدموية.

وفى أغلب الحالات فإن العضلات المتأثرة تفقد بعض البروتينات فى الدم، وهذه البروتينات تسمى إنزيمات العضلات والتى يمكن قياس مستواها فى الدم.

ومن المهم جدًا التصوير بالرنين المغناطيسى للعضلا ت، وهى من الفحوصات المفيدة جدا، وأخذ عينة من العضلة مهم جدا أيضا للتأكد من التشخيص، وفى العادة يتم إجراء بعض الفحوصات الأخرى لاكتشاف تأثر بعض الأعضاء الأخرى مثل الأشعة السينية وتخطيط القلب الكهربائى واختبار وظائف التنفس وغيره.

ومرض التهاب الجلد والعضلات يمكن علاجه بإذن الله تعالى بالأدوية والسيطرة على مسار المرض حتى يصل إلى حد الهدوء التام. والعلاج يتم اختياره حسب حاجة المريض وفى حالة عدم السيطرة على المرض بترك المريض للعلاج دون استشارة الطبيب؛ فإن الضرر قد يحدث وربما يكون بصورة لا يمكن إصلاحها.. والضرر المحتمل قد يكون له تبعات طويلة المدى ومنها الإعاقة التى قد تستمر حتى فى حالة اختفاء المرض.. ومن الأعراض الشائعة لدى مرضى الجلد والعضلات ضعف العضلات وتيبس المفاصل مما يؤدى إلى قلة فى الحركة واللياقة البدنية.. وهذه المضاعفات يمكن علاجها بالتمارين المنتظمة؛ حيث يقوم أخصائى العلاج الطبيعى بتدريب المريض على بعض التمارين بقصد تقوية العضلات والمحافظة على المدى الحركى للمفاصل.