المصريون يدخنون 80 مليار سيجارة سنوياً

الكارثة أن حجم استهلاكنا من هذا المنتج الخطير، يفوق بكثير ما ننفقه على سلع غذائية حيوية مثل الخضر والفاكهة، والغريب أننا نخسر هذه الأموال من رصيد صدور شبابنا ورجالنا ونسبة لا بأس بها من آنساتنا الذين يدخنون الشيشة.

ومن عجب أن تسمع شكوى الكثيرين من الأزمات الاقتصادية وسوء الوضع المادى فى مصر وأننا فـى أمسّ الحاجة لكل جنيه، ولا نبالغ فى القول- لكل قرش- من أجل توفير احتياجاتنا الأساسية من مأكل ومشرب وملبس، فإذا بنا ننفث دخانًا من صنف واحد فى الهواء بهذا الرقم المخيف، بخلاف ما ننفقه على السجائر.
التكلفة مرعبة إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن الكثيرين لا يكتفون بالمعسل وحده ويطعمونه ببعض أنواع المخدرات من حشيش وبانجو لا أحد يعلم تكلفتها على وجه الدقة نظرًا لعدم إمكانية حصر ما يتم تهريبه منها، وإذا أضفنا إليها تكلفة علاج المدخنين من آثار التدخين يكون الرقم فلكيًا!
واتجهت معظم البلاد المتقدمة نحو صيحة “الاقلاع عن التدخين ومحاربته فى الأماكن العامة، لذا انخفضت نسبة المدخنين فى كثير من هذ الدول لنقص عدد الذين يبدأون ممارسة هذه العادة، وزيادة عدد الذين يقلعون عنها، مثلا يوجد بانجلترا نحو 10 ملايين شخص أقلعوا عن التدخين.
من هنا تتبنى “الفتح اليوم” مبادرة لتوعية المواطنين بأبعاد هذه القضية الحيوية الخطيرة، لتحذير المدخنين من خطرها الداهم على كل شىء إلا على جيوب أصحاب مصانع المعسل.
البداية كانت بقرار أصدرته إدارة مؤسسة الفتح الإعلامية بإنذار موظفيها المدخنين بالفصل من العمل فى حال الاستمرار فـى تلك المعصية، لاسيما وأن أغلبهم من أصحاب البيوت ولديهم أبناء وزوجات وربما آباء ينفقون عليهم، وبالتالى كانت فكرة تخصيص قسم للإقلاع عن التدخين.
قدّر إحصاء رسمى حجم إنفاق المصريين السنوى على التدخين بنحو ١٨ مليار جنيه وقال الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء المصرى أن حوالى ١٤ مليون مصرى يدخنون السجائر فى حين ٤ بالمائة يدخنون “الشيشة” ويستهلك ٣ بالمائة منهم التبغ الممضوغ.

وأضاف: تصل التكلفة الاقتصادية للتدخين إلى ٦ بالمائة تقريبًا من متوسط الدخل الشهرى للأسرة المصرية، ويصل متوسط الإنفاق الشهرى للمدخنين على السجائر حوالى ١5٠ جنيهًا، وتحدث 170 ألف حالة وفاة سنويًا بسبب التدخين فى مصر، ويبلغ حجم الإنفاق السنوى لعلاج الأمراض المترتبة عليه حوالى 3 مليارات جنيه.
يقول د. جمال شعبان نائب رئيس معهد القلب: إن المصريين يدخنون 80 مليار سيجارة سنويًا مشيرًا إلى أن تلك النسبة خطيرة ويجب التقليل منها، موضحًا أن مصر تعد من أكبر 10 دول إصابة بمرض السكر مؤكدًا أن هذا المعدل غاية فى الخطورة ولابد من إيجاد حلول لتقليله.
يؤكد د. صلاح جودة، الخبير الاقتصادي، أن المصريين ينفقون على الدخان بما فيه التبغ والمعسل 32 مليار جنيه، وعلى المخدرات بكافة أنواعها 96 مليارًا، وإذا أضفنا 11 مليارًا ينفقها المصريون سنويًا على شراء الشاى والسكر والنسكافيه فسيصل حجم ما ينفقه المصريون على مزاجهم نحو 140 مليار جنيه سنويًا، حيث أكدت إحصائية من الشعبة العامة للدخان باتحاد الصناعات أن حجم إيرادات «المعسل» فى مصر وصل إلى أكثر من 25 مليار جنيه سنويًا، وحوالى ١٤ مليون شخص، يدخنون السجائر، وتصل التكلفة الاقتصادية للتدخين إلى ٦٪ تقريبًا من متوسط الدخل الشهرى للأسرة المصرية.