الدهون حارس أمين على حياة الإنسان
كشف الدكتور رءوف سلام أستاذ الجراحة العامة بطب الأزهر
ومؤسس جمعية الأطباء العرب لجراحة الجهاز الهضمي بالمناظير
عن أن كثير من الناس يتراءي لهم أن الدهون التي تراكمت في جسمها تبدو العدو الأول لحلمهم في قوام رشيق وبعضهم قد يظن أنها غير مفيدة للجسم علي الاطلاق وان الخلاص منها حتمي للاستمتاع بالصحة والعافية وهذا تصور غير سليم فلم يخلق الله أجسامنا عضواً أو خلية أو نسيجاً إلا وله فائدة للإنسان ولكن الناس في قضية الدهون تحول فوائدها إلي ضرر جسيم بالإكثار من تناول الدهون في الطعام.
وأكد أن الدهن من المكونات الأساسية في الجسم وله وظائف عدة منها الوظائف الكيميائية التي يشارك فيها الدهن في إتمام عمليات التمثيل الغذائي حيث يتحول الغذاء إلي طاقة يتحرك بها الإنسان ويجري ويبذل مجهوداً هائلاً في نشاطات الحياة المختلفة وخلق الله جل شأنه الدهن في أجسامنا لتكوين هيكل الجسم وشكله.
وأشار إلي أن الدهن يوجد تحت الجلد وحول الكلي وفي منديل البطن ومساريقيا الأمعاء وفي ثدي الأنثي حتي العين خلق الله الدهن خلفها وخلقه في نخاع العظام وفي الغشاء الزلالي للمفاصل وحول القلب.
وعن فائدة الدهن في كل موقع من المواقع التي ذكرها يقول : الدهن تحت الجلد نجد انه يختلف في توزيعه حسب عمر الشخص وجنسه هل هو ذكر أم أنثي.. وفائدة الدهن الأساسية تحت الجلد انه يعمل كعازل حراري يساعد الجسم علي الاحتفاظ بدرجة حرارة ثابتة تحمي الجسم من قيظ الحر ومن البرد القارس.
فالدهن موصل رديء جداً للحرارة وهكذا تبدو أهميته الكبري إذا عرفنا أن حياة الإنسان تتعرض لخطر داهم إذا زادت حرارته عن المعدل الذي خلقه الله به وهو من 5.36 إلي 37ْ وليست هذه هي وظيفة الدهون الموجودة تحت الجلد فقط.. بل إن له وظيفة أخري هامة فهو يعد من الجسم خاصة في اخمص القدمان حيث يمتص الدهن صدمة ارتطام القدم بالأرض عند المشيء والجري كما يساعد علي ثبات القدمين علي الأرض عند الوقوف حيث تحمل القدمان الجسم كله وتبقيه في وضع الاتزان.
وعن فائدة الدهن في اليدين يقول : بدونه كان الإنسان لا يستطيع إحكام قبضته علي الأشياء كما انه يتحمل أيضاً الصدمات التي قد تتعرض لها اليد أو الأصابع فجأة خاصة ان الدهن في درجة حرارة الجسم يكون في حالة تتراوح بين الصلب والسائل أما الدهن في المفاصل يساعد علي حركتها بليونة ويمكنها من التحكم في الحركة التي توجه إليها المفصل ودوره في العضلات يوجد في غلق النسيج الضام حول العضلات وقد جاء موضعه في هذا المكان ليمكن العضلات من الانقباض والانبساط ودون احتكاك بالأنسجة الأخري.
ويوضح أن الدهن الموجود حول الكلية يثبتها في مكانها بل ويحميها من أي صدمة فجائية قد يتعرض لها الإنسان نتيجة ارتطامه بالأرض أو سقوطه من مكان عال ونفس الحماية يقدمها الدهن للأمعاء وأوعيتها الدموية حيث يحميها من الصدمات ويساعدها علي اتيان الحركات المختلفة داخل البطن من التمدد أو الانكماش حسب ظروف الهضم والامتصاص ويرفع العضلات للخارج ونفس الدور يحمي الدهن القلب من الصدمات ويسمح للقلب بالتمدد والانكماش بسهولة ليقوم بعمله كمضخة للدم.
ويؤكد أن أبلغ صور الإعجاز الإلهي التي رآها الأطباء في دور الدهون في جسم الإنسان حينما يقرر شخص ما إنقاص وزنه فإن الأطباء لاحظوا ان هذا النقص يحدث في كمية الدهون الموجودة في أماكن كثيرة بالجسم مثل البطن والاليتين إلا أن دهن القدم والكف ودهن حول الكلي تحتفظ بكميتها وحالتها حتي النهاية فسبحان من يحفظه لأهميته الحيوية في حياة الإنسان أحسن الخالقين.
إعجاز الهي..أنظمة التخسيس لا تقترب من سمنة الأطراف والكليتين؟!
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة