يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على السواك والمواظبة على استخدامه: " لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة." ولقد أثبتت الأبحاث وجود ما لا يقل عن 182 نبتة أو شجرة مختلفة الفصائل والتي تستخدم أعوادها لتحضير المسواك, من هذه الأشجار يوجد ما لا يقل عن 158 نبتة في قارة أفريقيا وحدها .
وأشهر هذه الأشجار على الإطلاق وأكثرها شيوعا واستخداما هي شجرة الأراك. وفي البحث العلمي الذي أجريته وبعد مقارنة تأثير مسواك أعواد الاراك مع فرشاة الأسنان فيما يخص صحة اللثة والقدرة على إزالة طبقات اللويحة السنية المتواجدة في الشق اللثوي وعلى أسطح الأسنان فقد أظهرت النتائج التالي:
وجد أن انخفاض معدلات ومستويات تواجد اللويحة السنية , والتي كانت في مرحلة استخدام المسواك كانت أعلى مما وجد خلال مرحلة فرشاة الاسنان.
كذلك فقد وجد أن انخفاض معدلات ومستويات المقاييس الخاصة بصحة اللثة، والتي كانت في مرحلة استعمال المسواك كانت تفوق ما وجد خلال مرحلة استعمال فرشاة الأسنان .ولقد كان ذلك الانخفاض واضحا وبفارق كبير لصالح المسواك.
ولقد قمنا ايضا بدراسة تأثير استخدام مسواك عود الاراك وفرشاة الأسنان على عدد من انواع البكتيريا الفموية المتواجده ضمن اللويحة اللثوية بالشق اللثوي. فباستخدام تقنية الحامض النووي الوراثي درسنا مدى تأثير استخدام مسواك عود الاراك على مستويات البكتيريا الفموية وللمرة الاولى على مستوى العالم . فلقد لوحظ أنه بعد نهاية مرحلة استخدام المسواك كان المشاركين يحملون عدداً اقل من البكتيريا (A.a) اذا ما قورن بالعدد قبل بداية هذه المرحلة. ووجد أن الفارق هنا يعتبر فارقا احصائيا حقيقيا .
بينما كان لا يوجد أي فارق حقيقي في العدد بين أنواع البكتيريا الـ 11 المتبقية في كلا المرحلتين. وهذه النتيجة تؤكد أن استخدام أعواد المسواك تقلل من تواجد هذا النوع من البكتيريا الفموية (A.a) والذي يعتبر من أشرس أنواع الميكروبات والسبب الرئيسي لعدد كبير من أمراض اللثة والعظم المحيط بها. تأثير خلاصة المسواك: لقد أثبتت النتائج أن لخلاصة مسواك عود الآراك تأثيرا قاتلا على البكتيريا الفموية .
وهذه المعلومة تسجل للمرة الاولى على مستوى المعرفة الطبية وهذا يعتبر حقا نطالب بحفظه في المحافل العالمية. ففي الصحن المحتوي على تلك البكتيريا, نجد أن نمو هذه البكتيريا يتوقف كلياً إذا أصبح على بعد 10ملم من قطعة عود الآراك المغروسة في منتصف الوسط الحاوي للبكتيريا النامية. وهذا يعني أن نمو هذه البكتيريا قد تأثر بوجود عود الآراك الذي أبطل نموها أو استطاع ان يعطل عملية النمو التي تقوم بها هذه البكتيريا في الضروف الملائمة لذلك. بهذا أثبتت التجارب المخبرية قدرة خلاصة مسواك عود الآراك على حماية الخلايا الإنسانية المناعية من الموت فيما لو تم تعريضها إلى سموم أشرس أنواع البكتيريا الفموية (A.a). ففي هذه التجربة تم تعريض الخلايا البشرية المناعية إلى سموم هذه البكتيريا مرة بدون إضافة أي مادة اخرى ومرة اخرى في وجود خلاصة مسواك عود الآراك (80%) لمدة 60 دقيقة. ولقد تم قراءة مؤثرات السموم عن طريق دراسة إفرازات إنزيم اللاكتيت ديهايدروجينيز الذي يفرز من الخلايا الإنسانية الميتة.
ومن هذه التجربة نلاحظ أن وجود عصارة مسواك عود الآراك كان لها تأثير قوي جدا في حماية الخلايا البشرية عند تعريضها لسموم البكتيريا من الموت المحقق الذي كان ظاهرا من خلال التجربة حينما وضعت الخلايا مع السموم لوحدها وكان مصيرها الموت. وبهذا فإننا نرى انها تعمل كالجهاز المناعي وتعمل على تقوية قدرة هذه الخلايا على التغلب على السموم التي تعترضها وهذا يعتبر مفتاحا جديدًا للعديد من أبواب البحث والتقصي لتبيان السبب الحقيقي وراء هذا التأثير.ان الدراسة التي بين أيدينا أظهرت بما لا شك فيه أن هناك مواد يتم إفرازها من مسواك أعواد الأراك لها القدرة لتثبيط وايقاف نمو البكتيريا الفموية .
وبهذه الخاصية يكون لها القدرة على حماية الخلايا البشرية المناعية من الموت فيما لو تم الهجوم عليها من السموم القاتلة المفرزة من هذه البكتيريا. وعملية الحماية هذه تحتاج إلى استمرار في البحث والتحري للوصول إلى التفسير الحقيقي وراء هذه القدرة العجيبة وهل التأثير كان على سموم البكتيريا أم أنه كان لها تأثير في تغير محتويات الخلية الإنسانية وزيادة مناعتها ضد خطر السموم.
د مشارى بن فرج العتيبى عضو الجمعية السعودية لطب الأسنان
استعمال السواك وقاية من سموم البكتيريا الفموية
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة