تفاوتت أرزاق الناس. منهم من يوسع الله عليه رزقه فيعطيه من كل أنواع النعم. ومنهم من يضيق عليه فلا يجد إلا الفتات. البعض يعتبر سعة الرزق علامة رضا الله علي الانسان، والبعض الآخر يري أنه الابتلاء والاختبار.
وعن رأي الدين يقول الدكتور محمد مختار جمعة الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية: نعم الله علي عباده لاتحصي ولا تعد، وأولي هذه النعم وأولاها بالشكر نعمة الهداية ونعمة الاسلام. وكثير من الناس يحصرون الرزق في معناه الضيق وهو المال. وينسون نعما كثيرة كالصحة وبركة العمر والأولاد والجاه.
ويضيف: ليس من وسع الله عليه في الرزق دليلا علي الرضا، ولا من ضيق عليه دليلا علي السخط، ولكنه الابتلاء والاختبار، فعطاء الله بحكمة ومنعه لحكمة. فالله أعلم بحال عباده فهناك من لا يصلحه إلا الغني ولو افتقر لفسد حاله. وهناك من لايصلحه إلا الفقر ولا وسع عليه لفسد حاله. ولو كانت سعة الرزق علامة رضا الله علي الانسان ماسقا الكافر شربة ماء.
فالله يعطي الدنيا للمؤمن والكافر، ولايعطي الايمان إلا لمن يحب. وقال: قد يبتلي الله بالغني والفقر، ويبتلي بالصحة والمرض، ويبتلي بكثرة الاولاد والعقم، ويبتلي بالجاه. قال تعالي: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) (الأنبياء: 35) فيبتلي الانسان بالغني أيشكر الله علي هذه النعمة فيعرف حق المال فيتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويخرج حق الله فيه ويأخذه بحله ويضعه حيث أمره ربه. فإذا فعل ذلك كان من السعداء المستحقين لرضا الله عليه. ويصبح ممن قال فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم: (نعم المال الصالح للعبد الصالح). أما إذا كان هذا المال سببا لمعصيته وبعده عن الله فيكون من الاشقياء المستحقين لغضب الله. ويجب أن يحذر غضب الله، لأن هذا استدراج من الله للعبد العاصي.
وأشار إلي أن الله يبتلي الإنسان بالفقر أيصبر علي ما قسم الله له أم يسخط؟. فإذا رضا وصبر واحتسب وتأسي برسول الله صلي الله عليه وسلم في زهده وعفافه ووقف عند قوله صلي الله عليه وسلم: (من أصبح آمنا في سربه معافي في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا). كان من السعداء في الدنيا والآخره. أما إذا جزع ولم يصبر ونسي نعم الله التي لا تحصي ولا تعد من صحة وولد وأمن، ووقف فقط عند حدود ابتلائه بالفقر كان شقياً في الدنيا، خاسرا في الاخرة.
الشكر مع الغنى والصبر مع الفقر دليل الرضا
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة