دراسة بجامعة أم القرى: ذكر الله يقى من القلق والاكتئاب والوسواس والصداع

صحة وجمال
طبوغرافي

لقيام الليل شأن عظيم فى تفريج الهموم وتفريج الأحزان فى أوقات الأسحار
تعانى المجتمعات من الأمراض النفسية التى تفتك بها حتى تسرب الأمر إلى بلاد المسلمين بسبب البعد عن الله وكتابه وأوامره. فالله تعالى يقول: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِى أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى . وَكَذَلِكَ نَجْزِى مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه: 124-127].

هذه الآيات واضحة وصريحة لا لبس فيها، فكل من يبتعد عن الله وذكره لابد أن تتلبّسه الهموم والمشاكل والأحزان، فالإسلام عندما أمرنا بالطهارة كان هذا الأمر لمصلحتنا ولإبعاد الأمراض عنا، وعندما نهانا عن الفواحش كان هذا النهى لإبعاد الأمراض الجنسية عنا، وهكذا كل ما جاء به الإسلام هو الخير والنفع لكل مؤمن رضى بالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا.

فى هذا السياق، أكدت دراسة علمية أن الإيمان بالله عز وجل والمحافظة على الصلاة وأداء الزكاة والصدقات وصوم رمضان والعمرة والحج وقراءة القرآن الكريم، علاج فاعل لكل الأمراض النفسية التى قد تصيب الإنسان وأوضحت دراسة أجرتها الطالبة شاهيناز حسن مليبارى بعنوان “الوقاية والعلاج من الأمراض النفسية فى ضوء السنة النبوية” أن أبرز الأمراض النفسية هي: القلق، والاكتئاب، والوسواس القهري، والصداع، والخوف من المرض، والأرق.

وأكدت الدراسة أن الإيمان بالله عز وجل هو أول وسيلة لتحقيق الوقاية والعلاج من المرض النفسي: فأول وسيلة تؤمّن للإنسان أعلى مستوى من الصحة النفسية هى تحقيقه الكامل للتوحيد ومعنى الشهادتين وابتعاده عن كل أبواب الشرك واجتنابه البدع والخرافات. فالإيمان بالله إذا ما بثَّ فى نفس الإنسان منذ الصغر فإنه يعزز ثقته بنفسه ويمنحه الثبات ويحميه من الحيرة والتخبط ويكسبه مناعة ووقاية من الإصابة بالأمراض النفسية.

كان عليه الصلاة والسلام يقول لبلال بن رباح رضى الله عنه: “يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها”. ويعدّ الوضوء وسيلة مماثلة للوسائل التى يستخدمها أطباء العلاج النفسى لعلاج مرضاهم، بالماء فغسل الأعضاء بشكل مستمر يساهم فى التخفيف من حدة التوتر والتقليل من وطأة الأحزان والهموم فجسم الإنسان تنتشر فى أجزائه شعيرات عصبية تتأثر بكل ما يتلقاه العقل والجسد من انفعالات، وتعريض هذه الشعيرات للماء يؤدى لبرودها وتهدئتها.

وأكدت الدراسة أن المحافظة على أداء الصلاة خمس مرات -مع التسبيح والدعاء وذكر الله بعد الفراغ منها- تمدنا بأحسن نظام للتدريب على الاسترخاء والهدوء النفسى مما يساهم فى التخلص من القلق والتوتر العصبى والتى تمتد وتستمر مع المسلم إلى ما بعد الصلاة فترة من الوقت، وقد يواجه -وهو فى حالة الاسترخاء- بعض الأمور أو المواقف المثيرة للمرض النفسى أو قد يتذكرها وتكرار تعرض الفرد لهذه المواقف وهو فى حالة استرخاء، والهدوء النفسى عقب الصلوات يؤدى إلى “الانطفاء” التدريجى للقلق والتوتر، وبذلك يتخلص من القلق الذى كانت تثيره هذه الأمور أو المواقف.

بيَّنت الدراسة أن لقيام الليل شأنًا عظيمًا فى تفريج الهموم والأحزان فى أوقات الأسحار وساعة نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا حيث يستفيق المسلم من فراشه ليقف مصليًا مناجيًا ربه يبثه شكواه وينفّس عن هموم أثقلت صدره وأرّقت مضجعه ويسأله اللطف والشفاء من كل داء.