العمل الخيري.. كلمة السر في إغاثة الملهوفين ومساعدة المحتاجين

صحة وجمال
طبوغرافي

في ظل وجود 6 ملايين أسرة تشكو الفقر

أرقام مفزعة كشف عنها اللواء أبوبكر الجندي رئيس جهاز التعبئة العامة والاحصاء عن آخر معدلات الفقر في مصر موضحاً أن أصعب أنواع الأبحاث هي أبحاث الفقر وهي تجري كل عامين.. وآخر بحث لعامي 2012 و2013 يوضح أن الفقر يشمل 26.2% من السكان. أي 6 ملايين أسرة أي نحو 24 مليون فرد.

ويشير إلي أنه بقراءة مؤشرات البطالة والتضخم ومنذ قيام ثورة 25 يناير لم يتعاف اقتصادنا ولدينا مشاكل ولا نخفيها ومازالت معدلات الاستثمار منخفضة عن نظيراتها في 2010 وكل ذلك طبيعي في الفترات الانتقالية التي تعيشها الدول التي تقوم بثورات كبري حيث انخفض معدل النمو لأقل من 2% رغم انه كان قبل الثورة 5.7% والبطالة كانت أقل في .2010

ووسط هذه المآسي تظهر أهمية العمل الخيري والتطوعي الذي يمكن أن يسهم في التخفيف من آثار المعاناة نظراً لمكانة العمل الخيري في الإسلام والدور الذي يمكن أن يقوم به أهل الخير- سواء من الأفراد أو الجمعيات- في إغاثة الملهوف ومساعدته.

يري د.محمد رأفت عثمان ، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن هناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تحثنا علي الأعمال الخيرية والتطوعية ومكانتها في الإسلام وينبغي أن تكون هذه الأعمال ابتغاء مرضات الله أي مخلصاً في ذلك محتسباً مريداً وطالباً رضوان الله.

وأشار إلي أن القرآن الكريم ضرب لنا أمثلة كثيرة في الأعمال الخيرية والتطوعية في خدمة الآخرين حتي نتخذ منها العبرة والعظة فقال الله تعالي عن نبي الله موسي عليه السلام مع بنات نبي الله شعيب والنتيجة التي أدي إليها فعل الخير.

وأوضح أن الاسلام حث علي مساعدة مساعدة المحتاج والتعاون علي الخير وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس. تعدل بين الناس صدقة وتعين الرجل علي دابته فتحمله عليها . أو ترفع عليها متاعه صدقة. والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تخطوها إلي الصلاة ،وتميط الأذي عن الطريق صدقة.

يؤكد. أن من فضل الله علي أمتنا أن ميزها ووصفها بأنها ¢ خير أمة ¢وانطلاقا من هذه الخيرية جعل الله خيرنا أنفعنا لخلقه في دنياهم من خلال مساعدة المحتاجين وإغاثة الملهوفين بل وأمرنا بمساعدتهم من خلال الزكوات أو الصدقات أو الهبات أو العطايا أو القروض أوكل ما فيه ترجمة حقيقية لمعاني الإيمان وهي أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

وأوضح أنه لا يقصد بالعمل الخيري تقديم المال أو العمل المالي المحض فقط وإنما يقصد به تقديم الأفعال والأقوال مع التفرقة بين الفروض والواجبات سواء كانت عينية أو كفائية وكل ما هو مستحب في الشريعة أو ما طلب الشرع فعله يثاب فاعله بشرط إخلاص النية .

يشير الدكتور محمد عبد الحليم عمر. الأمين العام للمؤسسة المصرية للزكاة أن العمل الخيري في مصر أكثر من عشرة مليارات جنيه إلا انه بعضه عمل غير منظم ولهذا فإن تنظيم عشوائية العمل الخيري وخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع المصري حاليا في ظل عودة الملايين من مناطق الصراع والحروب مثل ليبيا وغيرها فإنه يجب تنظيم وتوجيه العمل الخيري وترتيب الأولويات.

وأضاف الدكتور عبد الحليم عمر . أن اتصاف العمل الخيري في كثير من الأحيان بعدم التنظيم والتطوير ولا يحقق المرجو منه لذلك لابد من تطوير أداء الجمعيات الأهلية المتعاملة عن طريق التدريب ورفع القدرات للعمل بأسلوب محترف ومنظم في هذه الجمعيات وذلك نوع أخر لتطوير وتنظيم العمل الخيري وخاصة أن مجالات العمل التطوعي وصوره كثيرة جدا ومتنوعة ومنها العمل التطوعي والإغاثي الذي يهدف إلي خدمة المجتمع وتنميته والقيام بالأعمال المساهمة في خدمة المجتمع أيام الأزمات والشدائد والتودد إلي الناس وقضاء حوائجهم ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وتفريج الكرب والعفو عن المعسر وقضاء حاجات المحتاجين لأن إنفاق المال في سبيل الله من أعظم أعمال التطوع والقاعدة الاقتصادية لمعظم أعمال التطوع التي ذكرناها لا تقوم إلا بالمال.

وأنهي الدكتور عبد الحليم عمر كلامه مؤكدا أن أهمية الترغيب للعاملين في العمل الخيري لأن الإنسان خلق ضعيفا فإذا أصابه الملل من عمل انتقل إلي عمل غيره يحبه وينشط فيه فإذا طبقنا ذلك ساهمنا في بناء المجتمع ونهضته وتطويره بهذا يتحقق التكافل الاجتماعي بكل صوره ولهذا قال النبي صلي الله عليه: ¢علي كل مسلم صدقة¢ قيل أرأيت إن لم يجد؟ قال: ¢يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق¢ قال: قيل: أرأيت إن لم يستطع؟ قال : يعين ذا الحاجة الملهوف ¢ قال: قيل له: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف أو الخير¢ قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: ¢يمسك عن الشر فإنها صدقة