فن الاسترخاء

صحة وجمال
طبوغرافي

نسمع هذا المصطلح كثيرًا، إلا أن القليلين منـا قد أمعنوا النظر فى معناه ..عندما نتساءل عن الاسترخاء، فغالبيتنا يفكر فى الاسترخاء بعد العطلات أو بعد التقاعد، أو عند الانتهاء من عمل ما. أى عمل يسبب إجهادًا للفرد. إن من المفيد أن تنظر إلى الاسترخاء على أنه شيء يجب أن يتم بشكل منتظم، وليس على أنه شيء تؤجله لوقت لاحق.

إن بإمكانك أن تسترخى فى اللحظة والتو، وذلك سيساعدك على تذكر أن الأفراد الذين يسترخون يمكن كذلك أن يكونوا من بين الأفراد الذين يحققون إنجازات خارقة، وفى واقع الأمر، فإن الاسترخاء والإبداع متلازمان .إن الاسترخاء بدرجة أكبر ينطوى على أن تستجيب بشكل مختلف لمآسى الحياة .

إن ذلك يأتى جزئيا من تذكير نفسك مرارا وتكرارا (بحب وصبر) بأن لك أن تختار الطريقة التى تستجيب بها لمجريات الأمور، حيث بإمكانك أن تتعلم تفسير تفكيرك وكذلك الظروف المحيطة بك بطرق جديدة، فاتخـاذ هذه الاختيارات سوف يحولك إلى شخص أكثر استرخاء .

فالاسترخاء هو رياضة جسدية نفسية فكرية فيها يُخضع الإنسان جسده بوظائفه الإرادية بتلقائية واللاإرادية بالسيطرة العصبية لمحض إرادته، فهى تعمل على انسجام الجسد مع النفس والعقل، وهذا يتطلب من الشخص جهدا كبيرا، وإرادة جبارة، وحاجة ماسة لإخضاع أعصابه وانفعالاته ودوافعه وغيرها، وهذا ليس باليسير للنجاح.

وإذا نجح الشخص فى هذا يجد نفسه أكثر سيطرة على عصبيته وانفعاله من ذى قبل. لأن الانفعالات أحد الأسباب الرئيسة غالبا للأمراض العضوية أو الجسدية

إذن الاسترخاء يعتبر مدرسة عجيبة يعلمنا الصبر والسيطرة على النفس، ويتطلب التحرر من الشعور بالخصام والعداء تجاه أنفسنا والتحرر من التعقيد والتفوق على الغير، فهو الطريقة المثلى للمحافظة على التوازن بين جهازى الجسد والفكر. وهى تمكن الإنسان من المحافظة على الصحة والحيوية والطاقة العالية غير القادرة على التعب، فهى تقوى المقاومة الفردية ضد الإعياء والتعب الجسدي. مثال: عن التعب (فائدة الاسترخاء فى مواجهة التعب والإرهاق)عندما تعمل قشرة الدماغ فإنها تكف الانفعالات عن أحداث مفعولها العكسي.

وعندما يتعب دماغنا وتفكيرنا الطوعى (العادي) تنطلق الاضطرابات الانفعالية من عقالها وتفعل فعلها الهدام فى الشخصية. ويمكن القول بأن الانفعالات أو التهيج يحدث عندما لا يوجد ما يُلجمه. ولكن من أين تأتى هذه الفرامل اللاجمة؟ إنها تأتى من قشر الدماغ الذى يملك القدرة على إيقاف الانفعالات أو التهيج المتواضع أساسًا فى ما تحت الشعور من المراكز الدماغية، ولهذا فإنه من الواضح بأن التهيج يحصل طالما تضطرب وظائف قشرة الدماغ.

ونحن نعلم أن الإنسان الذى يعمل قشر دماغه عملًا نظاميًا يستطيع أن يوقف أعظم الآلام فى أقل نشاط ممكن لدماغه. وبالتالى نقول بأن للدماغ سلطان على الجسد وبأن للاسترخاء دور فعال فى انتظام عمل الدماغ وبالتالى فإن الإنسان كل متكامل، فإذا تقاعس أو حدث قصور لأى عضو من أعضائه عن القيام بوظيفته تداعت إلى الاضطرابات معه سائر أعضاء الجسم، وهنا من الممكن الدخول إلى الأمراض العصابية (النفسية) الناجمة عن إصابة الدماغ. وبذا يمكن القول بإن الاسترخاء هو طريق الوقاية من الاضطرابات النفسية لأنه يعمل على التوازن والانسجام بين العقل والجسد.