الوقاية أساس الصحة النفسية

صحة وجمال
طبوغرافي

بقلم الدكتورة إيمان السيد محمد

الاستشاري النفسي والأسري

الدكتورة ايمان السيد _جريدة الفتح اليوم

يعرف المرض النفسي بأنه اضطرابات في الفكر أو السلوك، تتسبب في عدم القدرة على التعامل مع متطلبات وإجراءات الحياة العادية،

وهذه الاضطرابات تكون في شخصية الفرد نتيجة لوجود خلل أو تلف أو انحراف عن السواء.والمرض النفسي قد يعود إلى مشكلات عضوية لدى الشخص، أو إلى خبرات الفرد المؤلمة، أو إلى المواقف الحياتية والصدمات الانفعالية الحادة التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية. وتتنوع الأمراض النفسية لأكثر من 200 سلسلة مرضية أو شكل مرضي، وإن كانت أكثر الاضطرابات شيوعًا اضطرابات الاكتئاب، والقلق، والانفصام..

ولعل من الضروري عند حديثنا عن كيفية الوقاية من الإصابة بالأمراض النفسية أو الذهانية التأكيد على أن هناك بعض المسببات الوراثية والفسيولوجية والبيئية الخارجة عن إرادة الفرد، ولكن يتبقى للفرد وسائل عديدة يستطيع من خلالها اتقاء العديد من الاضطرابات النفسية، مثل عدم ترك النفس للوقوع في الضغوط النفسية الكبيرة وتحميلها مشاكل وهموم تؤدي إلى وقوع الإنسان في شرك أمراض القلق والتوتر، وكذلك أيضا عدم المماداة في توقيع العقوبات النفسية أو الجسدية على النفس والجسد بسبب أخطاء واقعية أو توهمية سواء أكان من الفرد نفسه أم من أولياء الأمور .

ولعل من أهم مسببات الاضطرابات النفسية الانزواء وعدم القدرة على التعايش الجماعي للفرد مع الأقران والزملاء والمجتمع سواء بالعمل أو المدرسة أو الشارع ويكون هذا نتيجة للعديد من الأسباب مثل الخجل الشديد أو الرهبة من الآخرين أو التردد وعدم القدرة على التكيف مع الآخر، ولهذا فللثقة بالنفس والاعتداد بها دور كبير في ارتفاع الأنا عند الشخص ومواجهة كافة الاضطرابات المتعلقة بأمراض الشخصية والوسوسة والرهاب. ولعل من أهم عوامل الوقاية الصحيحة هي قدرة الفرد على الاستقلال الذاتي والاعتماد على النفس وعدم الوقوع فريسة بين أيدي الآخرين يوجهونه كما يشاءون والتمتع بقدر كبير من الحرية في اتخاذ القرارات والقدرة على مواجهة نتائجها بقدر من المسئولية في كافة الممارسات اليومية والحياتية.

-التعايش بواقعية ومعرفة حدود الواقع ومتطلباته سواء في الحياة العامة أو الخاصة في العمل أو المنزل والبعد عن التعلق الشديد أو المرضي بالأحلام الكبيرة التي تصل إلى الأوهام، لما تسببه من صدمات عنيفة للشخص عند الفشل في تحقيقها.

وأيضا كما تحدثنا في مقال سابق على أهمية التمسك بالقيم الدينية والإيمان بالله تعالى وحسن التسليم بقضائه وقدره، وأن الإنسان مسير في كثير من أمور حياته لحكمة يعلمها الله تعالى، وأن يبتعد الإنسان عن اليأس من خلال حسن تربية النفس على التوكل على الله، وتنمية الثقة بالنفس، والاعتماد على الذات والإيمان بالقدرة على التغيير إلى الأفضل في كل جوانب الحياة.