العلاج على نفقة الدولة بالكوسة والمحسوبية

صحة وجمال
طبوغرافي

جامعة طنطا تعالج بالواسطة والأقصر للأغنياء فقط وكفر الشيخ سوء المعاملة والخدمة غير موجودة
سيطرت حالة من الاستياء والغضب على وجوه الآلاف من مواطني ومرضي العلاج على نفقة الدولة المترددين على نوافذ مستشفيات جامعة طنطا، حيث يعانون عذاب الوقوف فى طوابير طويلة وسط ارتفاع درجات الحرارة، ووسط الوقوع فى سطوة المجاملات والمحسوبية من جهة العاملين من أطباء، وهو ما أثار حفيظة المرضي لعجزهم عن الحصول على قرارات علاجهم بصفة منتظمة.

يقول حسن أسعد، أحد العاملين بالمستشفي الجامعي، يقول، إن المسئولين يقومون بصرف مليارات الجنيهات على المكيفات، ولا ينظرون لراحة المرضى وسط ارتفاع درجة الحرارة في الوقت الذي يجلسون فيه في المكاتب المكيفة.

وصرح حسن محمد علي، أحد المترددين للعلاج على نفقة الدولة، قائلا، إن العلاج على نفقة الدولة بالمستشفى شعار فقط ليس أكثر، مبينا أن جميع المرضي يذهبون للمستشفى من الساعة 8 صباحا وحتى 2 بعد الظهر يوميا دون صرف العلاج، بينما لا ينتظر أصحاب المحسوبيات من المسئولين لمدة نصف ساعة فقط لفتح الأبواب المغلقة لهم.

وأوضح أنه مصاب بمرض السكر والكبد والقولون ولا يستطيع صرف العلاج، مشيرا إلى ان كل شيء داخل هذا القسم يحتاج إلى واسطة لكي يستطيع المريض صرف العلاج، مرددا «الكوسة زادت في البلد أكتر من الأول».

وفي الأقصر مازال المسئولون في مستشفي الأقصر يصرون علي وضع العراقيل أمام المستحقين للعلاج علي نفقة الدولة دون الالتزام بأية معايير أو أخلاقيات حيث لا يزالون يعيشون في أبراجهم العاجية حتى تحولت المستشفي إلي مقبرة لمن لايملك المال. وقد شهدت المستشفى العديد من القتل المتعمد نتيجة الإهمال وعدم تحمل المسئولية مثل حالة السيدة»روحية يمني مصطفي» وهي في الخمسينات من عمرها وكانت تشكو من قيء مستمر وآلام في البطن وارتفاع في وظائف الكلي وشخصت حالتها بفشل كلوي حاد وإنسداد معوي رغم أن السيدة تنطبق عليها شروط العلاج علي نفقة الدولة إلا أن المسئولين رفضوا دخول المريضة إلا بعد أن دفع أهلها ألف جنيه .. ولم تتلق أي علاج يذكر باستثناء جلسة غسيل كلوي مما تسبب في إساءة حالتها وبعد 6 أيام تدهورت الحالة وتم نقلها إلى أسيوط وسداد فاتورة قدرها 9383 جنيها، والمصيبة الكبرى أن السيدة توفيت بعد ساعتين فقط من وصولها مستشفي أسيوط الجامعي وأن تشخيص مستشفي أسيوط جاء يؤكد عدم إصابتها بالفشل الكلوي وإنما من مضاعفات الإنسداد المعوي.

أما في كفر الشيخ يعانى مرضى مركز أبحاث وعلاج أمراض الكبد بكفر الشيخ من الإهمال الشديد بسبب سوء الخدمة والمعاملة السيئة لهم من الموظفين، وتأخر وصول قرارات العلاج على نفقة الدولة وعدم كفايتها للأعداد الكبيرة المصابة بالمرض لدرجة أن عددا من المرضى استسلم للمرض وينتظر نهايته فى كل يوم، على حد وصفهم.

يقول محمد سعد محمود، أحد المرضى بفيروس «سي»: نحن نعانى سوء معاملة العاملين بالمركز وعدم عناية مدير المركز بنا، وتأخر وصول قرارات العلاج،كما أن موظفى المركز يطالبون بدفع أموال لتلقى العلاج ونحن نأتى من مراكز وقرى متطرفة، وأحيانا نعود دون تلقى علاج.

وضاف أحمد عبدالله، أحد المرضى: «أطالب بمحاسبة المسئولين بالمركز لتقصيرهم فى علاج المرضى ولتدنى الخدمة الطبية وعدم معاملة المرضى بالشكل اللائق. ومدير المركز لا يسمع لشكوانا والنظام هنا بالواسطة ومن ليس لديه وساطة لا مكان له ونحن نموت بالبطيء».

وأكد الدكتور محمد جلال مدير مركز الكبد والقلب بكفر الشيخ، أن الأهالى يعيشون فى كارثة وسط مسببات الفيروس الخطير الذى يقضى على حياة الآلاف من أهالى المحافظة. وأشار مدير مركز الكبد والقلب بكفر الشيخ إلى أن نسبة الإصابة بفيرس «سي» بلغت أكثر من 28% من أهالى المحافظة هذا ما تم اكتشافه، وهناك حالات كثيرة لم يتم اكتشافها، وأن هناك قرى كاملة فى كفر الشيخ تحمل فيروس «سي»، ولكنه رفض الكشف عن أسماء تلك القرى، معللا حتى لا يعتبرها أهالى تلك القرى إساءة لهم. وأضاف أن المركز يحتاج للعديد من المعدات والأسرة لأنها لا تكفى المرضى، فالمركز يحتوى على 86 سريرا فقط، وميزانية المركز 8 ملايين فقط وهو لا يكفى حاجة المرضى...