“القدوة الصالحة” غائبة و السبب عقدة الخواجة

قصص وروايات
طبوغرافي

معلومات هامة ....

غياب “القدوة الصالحة”،. كلمة السر فى العادات الدخيلة على ديننا ومجتمعنا التى بات الشباب يمارسونها عشوائيا دونما هاد ولا دليل يتلمسون خطاه، مما يؤكد فشل كثير من المربين وأولياء الأمور فى توجيه أبنائهم.
ويحذر علماء الدين من خطورة التقليد الأعمى والذوبان فى الثقافات التى لا تتماشى مع قيمنا وثقافتنا.

يقول الدكتور نبيل السمالوطي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، إن القدوة الصالحة هى الوسيلة الوحيدة للتربية فى مرحلة الطفولة المبكرة حتى 6سنوات، أو الطفولة المتأخرة حتى 12 سنة، وإذا انتقلنا إلى مرحلة الشباب، فإن الشباب لا يربي، ولكن يحتاج إلى القدوة والمثل، فالشاب يقلد أباه أو أمه أو أستاذه فى المدرسة أو الجامعة، فإذا كان هؤلاء صادقين ومحبين لله أولا ثم لأوطانهم ثانيا، وجادين فى أفعالهم وأقوالهم، يؤثرون الاجتهاد على الكسل، يسعون إلى تحقيق المصلحة العامة والناس، فإنهم يقلدونهم، فالشاب يحتاج إلى القدوة والنموذج الصالح، والعكس صحيح، فإذا كان الآباء والأمهات والمدرسون كاذبين ويؤثرون الكسل على الاجتهاد، فإن الشباب يقلدونهم، وتلك الطامة الكبرى التى نقع فيها.

وأكد أن المشكلة الخطيرة التى نعانيها الآن تتمثل فى غياب القدوة الصالحة، فكثير من الآباء والأمهات يكذبون ويتهاونون فى حقوق الأبناء وأسرهم، بل إن البعض منهم قد يشرب الدخان ويتعاطى المخدرات، ويتلفظ بكلمات مهترئة قبيحة، ويؤثر الجلوس على المقاهى ويغيب عن بيته كثيرا، ويؤثر منافعه الخاصة على حقوق أبنائه وأسرته، وذلك كله ينعكس سلبا على سلوك الأبناء،

طالب د. عبدالباسط هيكل، الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، الآباء والأمهات بأن يكونوا خير قدوة لأولادهم، موضحا أن القدوة الصالحة هى الطريق لنشر القيم والأخلاق وتصحيح السلوك، وجذب الناس إلى الإسلام بالقدوة الطيبة والأخلاق الذكية والطباع السليمة، فكما قالوا (كلام ألف رجل قد لا يؤثر فى رجل،

وعمل رجل واحد يؤثر فى ألف رجل)، لذلك لم يكن غريبا عندما نعلم أن دولة ماليزيا عرفت الإسلام فى أمانة تاجر عثر على آلاف من النقود فأخذها إلى الحاكم ليردها إلى صاحبها، فعرفوا الله فى أمانة ذاك التاجر، ودخلوا الإسلام، لم ينس هذا الرجل أنه قدوة يمثل دينه، ويمثل أمته.

وتشير د. نوارة مسعد، أخصائى علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن الموضة أصبحت تحتل مساحة كبيرة فى حياة الشباب والفتيات على السواء، ووصل هذا الاهتمام فى بعض الأحيان إلى حد الهوس الذى يجعل بعض البعض يتزين بحلى غريبة وقصات شعر غير لائقة بحجة مجاراة الموضة. وتضيف أنه الفتيات دوماً هن الأكثر ولعاً بالموضة، إلا أن كثير من الشباب صار مظهرهم غير لائق ولا يتناسب مع مجتمعاتنا بحجة مجاراة الموضة أيضاً.

وتقول د. نوارة إن هذا الهوس يعكس حالة من “التغييب” لدى الكثيرين من الشباب والفتيات فبعض هذه التقاليع تعكس أفكاراً لاتتناسب مع مجتمعنا الاسلامى ولاينتبه إليها أغلب الفتيات والشباب.

وتؤكد د. نوارة مسعد، أن الاهتمام بالظهور بمظهر لائق والاهتمام بالموضة ليس عيباً فى ضوء اختيار ما يناسب عادات وتقاليد كل مجتمع، إلى جانب اختيار ما يناسب شخصية ومظهر كل شخص، فما صمم خصيصاً للنحيفات لا يناسب البدينات وهكذا. ومن ثم فإن التحكم فى الموضة وليس أن تتحكم فيك الموضة هو الأهم.

ومن جانبها، تؤكد أميرة بدران -الأخصائية النفسية والمستشارة الاجتماعية- أن الأمر يرجع إلى اختلال مفهوم الرجولة فتقول: “نجد بعضا من الشباب يرون أن الرجولة فى العضلات ونفخها، فيرتدون الملابس الضيقة التى تصف كل عضلة لديه ليقول بدون وعى إننى رجل! ونجد من فشل فى إثبات وجوده وقيمته فى سوق الرجال،

فلا يجد إلا طريقة خالف تعرف، أو المقاومة لكل الضوابط الاجتماعية التى لم تفده فى تعليم ولا تربية ولا وظيفة ولا عمل فيكسرها ويتحداها ولو على حساب ألوان ملابسه وضيقها ليقول “طظ”، وهناك من اختلط عليه الأمر فى فهم خصائص الرجولة وفصلها عن المظهر الخارجى،

وقاوم تلك السطحية من وجهة نظره فارتدى وتصرف تصرفات ترفضها الرجولة الشرقية، وذلك أيضا بسبب الإهمال المتزايد للقيم الخاصة بالرجولة سواء فى التربية أو فى منظومة التعليم أو المؤسسة الإعلامية التى لا تحدثنا عن الشخصية الإيجابية السوية بدلًا من انشغالها بالتركيز على التفاهة والجدل والفهلوة وغيرها؛

لأن الرجولة قد تكلف الكثير فى مواقف الحياة، وأيضًا لدينا عقدة “الخواجة” التى تجعلنا نتبع أى غربى للتخلص من التخلف الذى يوصم به العالم الثالث، فنرى العالم الأول فى حالة احتضار حقيقى للرجولة والسخرية منها فيتبعونهم