الأسرة إما أن تسهم فى تنمية شخصية الطفل أو تكبت تلك القدرات والإمكانيات بالهيمنة والتسلط،

قصص وروايات
طبوغرافي

هذا الباب يتناول السلبيات التى يقع فيها الآباء والأمهات فى حق الأبناء وهى عبارة عن همسات ورسائل من الأبناء نتناولها بالتحليل

أمى الحبيبة..
أرجو أن تمنحينى مساحة من الحرية فتلك القيود التى تكبليننى بها تخنقنى وتشعرنى بعدم الثقة وفى بعض الأحيان تدفعنى للعناد والخطأ.

ولدى الحبيب:
أرجو أن تعلم أن أسرتك تؤدى دورًا خطيرًا فى حياتك يترتب عليه تكوين شخصيتك ومستقبلك، وتعال معى أوضح لك ذلك..

فالأسرة إما أن تسهم فى تنمية شخصية الطفل وتطويرها وتكسبها قيما إيجابية من خلال ترك مساحة من الحرية والإبداع والتخيل الابتكارى، أو تكبت تلك القدرات والإمكانيات بالهيمنة والتسلط،

فخطأ الهيمنة والتسلط من أخطر الأخطاء فى حق الأبناء حيث ينعكس ذلك السلوك على الأبناء بالنتائج السلبية.. ومنها: عدم الثقة بالنفس وضعف الشخصية والخجل والانطواء والفساد، والانفلات فى الكبر حيث يتحررمن القيود فيفعل الخطأ لمجرد متعة الشعور بالحرية، وكذلك قتل القدرات الإبداعية لدى الطفل؛ لأن الأبوين ينوبان عنه فى أغلب الأمور ولا يسمحان لعقله بالتفكير والإبداع، وكذلك الإصابة بالضغوط والإحباط والأمراض النفسية والجسمانية،
فالتربية السليمة تمنح الأبناء جانبًا كبيرًا من الحرية فى أمورهم الخاصة كاختيار الثياب والألعاب واتخاذ بعض القرارات وتحمل المسؤولية فى بعض الأمور والتعبير عن الآراء والرغبات؛ لاكتشاف طريقة تفكير الأبناء والتنبؤ بمستقبل مشرق لهم وكل ذلك فى إطار من الآداب الكريمة والسلوكيات السليمة التى يسعى الآباء إلى غرسها فى نفوس الأبناء فالهيمنة والقهر من أشد أسلحة كبت الحريات حيث نلغى شخصية الأبناء ونصادر آراءهم ولا نرى فيهم سوى نموذج للطاعة العمياء.

أمى الحبيبة..
الآن علمت أن للأسرة دورًا كبيرًا لم أكن أستوعبه من قبل، وأدركتُ أنك حين تمنحيننى الحرية فإنك تطلبين منى أن أكون أهلا للمسئولية.