من الحياه: ثمن البطاطين

قصص وروايات
طبوغرافي

المخرج/ عبد الرحمن سامى

ها هو رجل يبدو بسيطًا يتجه إلى محل متخصص فى بيع البطاطين، يسأل صاحب المحل عن أرخص نوع من البطاطين؛ لأنه يحتاج 6 بطاطين لأسرته ومعه 125 جنيه.
قال صاحب المحل: عندي بطانية صناعة صيني وجيدة فى التدفئة وسعرها مناسب، سعر البطانية 20 جنيهًا، وإذا اشتريت خمسة بطاطين ستأخذ السادسة مجانًا.

فرح الرجل فرحًا كبيرًا وأخرج من جيبه مائة جنيه، وأعطاها البائع، وأخذ البطاطين الستة، ومشى والفرحة تكاد تقفز من عينيه.

وكان بجوار صاحب المحل صديقه، الذي كان مندهشًا مما يسمع ويرى، وما كاد الرجل البسيط ينصرف بالبطاطين السته حتى قال لصاحب المحل: أليست هذه البطانية التى قلت لي الأسبوع الماضي بأنها أحسن واغلي بطانية عندك واشتريت واحدة بـ 350 جنيهًا؟

فرد صاحب المحل: والله يا صاحبي العزيز، هذا ثمنها فى الجملة ولأنك صاحبي فقد بعتها لك دون مكسب. فما بالك وأنا أتاجر مع الله، وأخرجها لوجهه الكريم رأفة بهذا الرجل المسكين وبأسرته في البرد الشديد، وأرجو أن يحفظني ربي من حر جهنم. ولولا عزة نفس الرجل لأعطيته البطاطين مجانًا؟

يقول تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }.