كتاب الرحيق المختوم.. رؤية معاصرة لحياة النّبي

قصص وروايات
طبوغرافي

كتاب الرحيق المختوم هو أحد الكتب المتخصصة في سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من تأليف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري، حيث قدمه الشيخ في مسابقة رابطة العالم الإسلامي في السيرة النبوية الشريفة التي أعلن عنها في المؤتمر الذي عقد في باكستان عام 1396 هـ، وحاز البحث على المركز الأول في المسابقة التي قدم فيها أكثر من 170 بحثا. وقد شهد الكتاب إقبالا شديدا من كافة الأعمار والخلفيات العلمية من المتخصصين والعامة ولايزال يطبع حتى يومنا هذا.

ويرجع هذا الإقبال لما كان عليه أسلوب الكاتب والذي لم يتعمد التعقيد في كتابته، وقد تأثر الكاتب كثيرًا بأسلوب محمد الغزالي في كتابه "فقه السيرة " فقد استخدم الأسلوب نفسه و المفردات والعبارات نفسها.
يرجع البعض شهرة الكتاب إلى أنه كتب بواسطة عالم معاصر أخذ من السيرة العطرة ثم أوصلها لنا بمفراداتنا.ويقع الكتاب في حوالي 520 صفحة من القطع الكبير.
وجاءت بالكتاب فصولا عن العرب ونظم الحكم لديهم ودياناتهم ونسبهم وعاداتهم الجاهلية ونسب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ومولده وحياته ورسالته صلى الله عليه وسلم وهجرته وبنائه للمجتمع الإسلامي الجديد وغزواته وفتوحاته صلى الله عليه وسلم.
بعض الاقتباسات من الكتاب:" النبي - صلى الله عليه وسلم- جمع الخلال العذبة والأخلاق الفاضلة والشمائل الكريمة؛ فكان أفضل القوم مروءة وأحسنهم خلقًا وأعزهم جوارًا وأعظمهم حلمًا وأصدقهم حديثًا وألينهم عرِيكة وأعفهم نفسًا وأكرمهم خيرًا وأبرهم عملًا وأوفاهم عهدًا وآمنهم أمانة. أتبحث عن غيره وسيرته جامعة لكل ما تحب النفس "
وكان من تقاليد العرب الاحترام للمصاهرة، فقد كان الصهر عندهم بابا من أبواب التقرب بين البطون المختلفة، وكانوا يرون مناوأة ومحاربة الأصهار سبة وعاراً على أنفسهم، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بزواج عدة من أمهات المؤمنين أن يكسر سورة عداء القبائل للإسلام، ويطفئ حدة بغضائها، كانت أم سلمة من بنى مخزوم - حي أبي جهل وخالد بن الوليد - فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقف خالد من المسلمين موقفه الشديد بأحد، بل أسلم بعد مدة غير طويلة طائعا راغباً، وكذلك أبو سفيان لم يواجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي محاربة بعد زواجه بابنته أم حبيبة، وكذلك لا نرى من قبيلتي بني المصطلق وبني النضير أي استفزاز وعداء بعد زواجه بجويرية وصفية؛ بل كانت جويرية أعظم النساء بركة على قومها، فقد أطلق الصحابة أسر مائة بيت من قومها حين تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا‏:‏ أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ ولا يخفي ما لهدا المن من الأثر البالغ في النفوس‏.‏ وأكبر من كل ذلك وأعظم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مأمورا بتزكية وتثقيف قوم لم يكونوا يعرفون شيئا من آداب الثقافة والحضارة والتقيد بلوازم المدينة، والمساهمة في بناء المجتمع وتعزيزه‏.‏