الحمد لله الذى أقر المحبة لحبيبه وعبده ومصطفاه ليبين للعالمين أنه الرسول الأعظم والنبي الخاتم الذى منّ الله عليه بالفضل العظيم ، قال تعالى {وكان فضل الله عليك عظيمًا}. فدين الله الذي ارتضاه للخلق جميعًا من آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها هو دين الإسلام {إن الدين عند الله الإسلام}، ولا إسلام لمن لم يؤمن بمحمد نبيًّا ورسولاً.
وهناك فريق من الكفار ارتضوا الله وارتضوا الكتاب المنزل ولكنهم قالوا: {لولا أُنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}، فظلوا كفارًا؛ فمن قال “لا إله إلا الله” لا يكتمل إسلامه حتى يقول “محمد رسول الله”.
ومن آداب المسلم مع رسول الله ما نص عليه القرآن في سورة الحجرات {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون}، ويستنكر الحق تبارك وتعالى صوت النداء للنبي، فيقول {ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرًا لهم}، كما ورد الأدب في درجة الصوت {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} فيجب أن يكون صوت النبي هو الأعلى.. وأيضًا آداب مع ما حمل الصوت من كلمات {ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض}، ومن يفعل ذلك يكون العقاب هو فساد أعماله وإحباطها، مع التحذير من الاستدراج والعياذ بالله {أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}.
ومن شمائله صلى الله عليه وسلم وهو في الملأ الأعلى، أن قال له جبريل عليه السلام: “إن تقدمتَ اخترقتَ، وإن تقدمتُ احترقتُ”، وهناك أيضًا قال عنه المولى تبارك وتعالى: {ما زاغ البصر وما طغى}، فإذا كان البصر لا يزيغ فكيف بالبصيرة؟! حقًا إنه عبدالله ورسوله {سبحان الذى أسرى بعبده}.
ومن ذلك أيضًا أن النبي عندما ترك جذع الشجرة الذى كان يتخذه منبرًا، فإن الجذع يبكى مثل الصبي على فراق النبي - صلى الله عليه وسلم - فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، ألا أجعل لك شيئًا تقعد عليه؛ فإن لي غلامًا نجارًا؟ قال: “إن شئتِ”، قال: فعملَتْ له المنبر، فلمَّا كان يوم الجمعة قعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر الذي صنع، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت تنشقُّ، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئنُّ أنينَ الصبيّ الذي يُسكَّتُ حتى استقرَّت، قال: “بكت على ما كانت تسمع من الذكر” [البخاري].
وكيف بمقامه وهو صاحب المقام المحمود والحوض المورود وسيد ولد آدم، فانظر إن أردت الشهادة فهو صلى الله عليه وسلم شطرها، وإن أردتَ القرآن فهو المنزّل على قلبه، وكانت أخلاقه القرآن، وما عُبد الله بخيرٍ مما أرشد به النبي “صلوا كما رأيتموني أصلى”، وقوله: “خُذُوا عني مناسككم”، وهو صاحب القدوة والأسوة بنص القرآن {من أطاع الرسول فقد أطاع الله}، فبالأدب مع النبي تدرك قرب الله سبحانه تعالى.
لا إسلام لمن لم يؤمن بمحمد نبيًّا ورسولاً.
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة