دخل رجل على الشعبي – وهو مع امرأته- فقال: أيكما الشعبي؟ فقال: هذه فقال: ما تقول- أصلحك الله- في رجل شتمني في أول يوم من رمضان؟ هل يؤجر؟ فقال له الشعبي: إن كان قال لك: أحمق فأرجو له الأجر.
عرف أشعب بالطمع، فدخل على أحد الولاة في أول يوم من رمضان يطلب الإفطار وجاءت المائدة وعليها جدي، فأمعن فيه أشعب حتى ضاق الوالي وأراد الانتقام من ذلك الطامع الشره فقال له: اسمع يا أشعب إن أهل السجن سألوني أن أرسل إليهم من يصلي بهم في شهر رمضان، فامضي إليهم وصل بهم واغنم الثواب في هذا الشهر، فقال أشعب وقد فطن إلى غرض الوالي منه: أيها الوالي لو أعفيتني من هذا نظير أن أحلف لك بالطلاق والعتاق إني لا أكل لحم الجدي ما عشت أبداً فضحك الوالي.
***
يروي شهاب الدين محمد بن أحمد أبي الفتح الأبشيهي في كتاب ” المستطرف في كل فن مستظرف” أن خطر لجحا يوماً في شهر رمضان أن يشتري جرة وأن يضع عن كل يوم يمضي من هذا الشهر الكريم حصاة في الجرة كي لا يغلط بحساب الأيام ولا يتكل في أيام صومه على حساب الناس فلم تمض بضعة أيام حتى لاحظت ابنته الصغيرة ما يفعله والدها فدفعها حب التقليد أن تخفف عن والدها هذا العمل فأتت من الحصى بما يملأ يدها ألقت بها في الجرة..فجاء يوم اختلف فيه بعض زائرين على عدد الأيام الماضية من الشهر المبارك فقال: انتظروا إني سوف آتيكم بالقول الفصل.. ثم قصد داره وأفرغ ما في الجرة فبلغت الحصى مئة وعشرين فاستعظم العدد وقال: لو صدقتهم عن العدد لحسبوني أبله ولكني أقسم العدد إلى قسمين ثم خرج وقال لهم: هذا هو اليوم الستون من الشهر. فضحكوا وقالوا: ومتى كان الشهر يزيد على الثلاثين؟ قال: أف لكم أنصفتكم فما بالكم تهزأون لو كنت قلت لكم الحقيقة على حساب الجرة لكان هذا اليوم المئة وعشرين من الشهر فاقنعوا بما قلت فإنه خير لكم.
***
كان من عادة عمر بن عبد العزيز وهو والي المدينة أن يصلي في رمضان الصلوات الخمس كلها في مسجد رسول الله .. وبينما هو يصلي العصر رأى أعرابيًّا يأكل بجانب قبر الرسول، فدنا منه فقال له: أمريض أنت؟!
قال: لا. قال: أعلى سفر؟ قال: لا. قال: فما لك مفطر والناس صائمون؟!
قال الأعرابي: إنكم تجدون الطعام فتصومون، وأنا إن وجدته لا أدعه يفلت مني.
طرائف الصائمين
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة