مشاكل الفلاح : الري غائبة.. والترع والمصارف عطشانة!

تحقيقات
طبوغرافي

مشاكل بالجملة يعاني منها الفلاح انعكست بالتأكيد علي إنتاجية مصر من المحاصيل الغذائية والاستراتيجية بصفة خاصة.. فأصبحنا نستورد بدلاً من أن نصدر.. وضاعت المزايا النسبية لمنتجاتنا فتراجع القطن المصري الذي تغذينا به لقرون.. واندثرت سلالات الأرز المصري المتميزة.. حتي الفلاح المصري نفسه حوله النظام السابق إلي مجرد أجير وهو الخبير الذي لا يضاهيه خبراء أوروبا والغرب فلجأت حكومات مبارك المتعاقبة إلي الاستعانة بخبراء من إسرائيل فأفسدوا الزرع والضرع.. أستوردت مبيدات مسرطنة فأصابت المصريين بالأمراض.
مستلزمات الإنتاج أصابها جنون الأسعار.. غاب الدعم ولهفه الكبار.. الأسمدة بدلاً من أن تصل للفلاح دخلت جيوب الكبار بعد أن تاجروا بها في السوق السوداء.. المبيدات أصابها ما أصابها.. أما قروض بنك التنمية والائتمان الزراعي ففوائدها مشتعلة أرهقت الفلاح وعجز عن سدادها فهدده النظام بالسجن.
علي بعد خمسين كيلو مترا من القاهرة تجولنا في قرية صنافير التي تعد من أشهر قري مصر لزراعة وتصدير البصل للدول العربية والأوروبية.
المعاناة والشكوي والفقر أصبحت هي العنوان الذي تتسم به تلك المنطقة التي تضم الآلاف من الفلاحين من أهلنا الطيبين والمئات من العائلات الكبيرة التي يشار لها بالبنان.. فالمياه.. وتوقف التصدير والديون المتراكمة علي الفلاح هي الأزمة التي قابلونا بها ويطالبون الحكومة بحلها.
عصام مصطفي أحد المزارعين يقول بدأت مشكلة نقص مياه الري منذ 7 سنوات تقريباً حتي انعدمت تماماً قبل 4 سنوات ولم يكن أمام الفلاحين إلا الاعتماد علي الآبار الإرتوازية وبالمشاركة مع جيراننا ثم دق بئر وشراء ماكينة رفع للمياه علي عمق 3 أمتار.. لكن المشكلة التي بدأت في الظهور في ابتعاد منسوب المياه إلي نقطة أبعد من 3 أمتار فقد وصلت إلي 10 أمتار وهذا يعني أن المياه الجوفية بدأت في النضوب لكثرة الآبار وتجاورها.
مشكلة أخري يكشفها مصطفي حاليا هي تسويق المحاصيل فنحن في عز موسم البصل ولا نجد من يشتريه بالرغم من انخفاض سعره فقد وصل سعر قنطار البصل ل 40 جنيهاً.
ويلتقط شقيقه ربيع مصطفي أطراف الحديث ويقول أصبحت حقولنا منتجة للمشاكل والمطلوب منا أن نحلها وحدنا بعد أن تخلت عنا وزارة الزراعة وتركتنا نلهث وراء الحلول والبدائل فما قد طلت علينا مشكلة ارتفاع أسعار الأسمدة ونقص المعروض منها في الأسواق الحرة. والجمعيات الزراعية تصر علي أن حصة الفدان المقررة في 6 شكاير فقط ب 75 جنيها الشيكارة في حين أن سعر الشيكارة وصل 120 جنيهاً في السوق السوداء رغم عدم الطلب عليه حالياً فنحن في موسم حصاد.
ويبدي خالد سيد 25 سنة دبلوم تجارة يعمل فلاح باليومية رأيه في مشروع أراضي شباب الخريجين إذا عاد به الزمن للوراء بأنه يفضل العمل باليومية 40 جنيهاً أو أي وظيفة أخري. علي أن يتملك 5 أفدنة وليس معه من الإمكانيات المادية والبشرية لإحيائها والاستفادة منها.
.
ويتحدث المهندس مصطفي السعداوي مفتش القطاع عن مشكلة الأسمدة قائلاً إن الإدارة المركزية للتعاون الزراعي مسئولة عن هذا الملف. وأيضا مشكلة تسويق المحاصيل الزراعية مثل القطن فقد كان التعاون الزراعي يمول زراعة القطن من بداية زراعته حتي يتم بيعه بواسطة التعاون أما الآن فقد ترك التعاون الزراعي رسالته تلك وتفرغ لبيع الأجهزة الكهربائية والسلع المعمرة للفلاحين والجمهور بالقسط مستغلاً مخازنه ومقراته في تلك التجارة.

 

A farmer looks as he stands near  field where rice straw was burn in preparation for the next harvest, at a paddy field in the beginning of an agricultural road leading to Cairo November 1, 2014. According to local media, black clouds rising over the Delta and Cairo have become a yearly event since 1997 which environmentalists and experts have blamed largely on the burning of leftover rice straw by farmers, an agricultural waste management problem which has yet to be solved for almost two decades.  The burning of rice straw has caused not only severe pollution, but brings with it several potential health problems as well, resulting in Egypt's Environmental Affairs Authority advising patients with heart and respiratory diseases to stay indoors. Picture taken November 1, 2014. REUTERS/Amr Abdallah Dalsh (EGYPT - Tags: AGRICULTURE HEALTH POLITICS ENVIRONMENT)