الفوضى والإهمال.. تضرب أكبر مدينة صناعية

تحقيقات
طبوغرافي

حالة من الغضب والاستياء انتابت أهالى مدينة المحلة الكبرى بسبب المعاناة من التسيب والإهمال فالقمامة وبرك الصرف الصحى تحاصر المدينة من كل جانب ومياه الشرب مقطوعة طوال الأسبوع وإن وجدت فهى ملوثة وتحولت مخالفات المبانى إلى ظاهرة خطيرة.. فلا يكاد يخلو أى شارع من هذه المخالفات سواء الاعتداء على خطوط التنظيم والتعدى على قيود الارتفاع وأملاك الدولة وأصبحت العشوائيات تحاصر المدينة من كافة الاتجاهات وتحولت قلعة الصناعة فى مصر والشرق الأوسط والتى تضم أكثر من 3000 مصنع إلى قنبلة موقوتة مهددة بالانفجار بسبب الفوضى والإهمال.
الصرف الصحى
أولى المشاكل التى تعانى منها مدينة المحلة الكبرى هى محطة معالجة مياه الصرف الصحى بالدوخلية والتى تكلفت ما يزيد عن 100 مليون جنيه ومتوقفة عن العمل بسبب عيوب فنية بالمحطة بالرغم من استلامها نهائيًا فى عام 2009 إلا أنها على الطبيعة معطلة وتلقى بمخلفاتها على مصرف كوتشينر الذى يقوم الأهالى برى أراضيهم منه الأمر الذى تسبب فى انتشار الأمراض والأوبئة بسبب الخضراوات والفواكة الملوثة.
وفى لقاء مع أحد مهندسى المحطة أكد أن محطة الدوخلية بيلوجية مخصصة أصلاً لمعالجة مياه الصرف الصحى ولا تعمل بعشر طاقتها بسبب اختلاط مياهها بالصرف الصناعى الذى يحتوى على أحماض وقلويات تقوم بقتل البكتيريا النافعة والتى تتغذى على المواد العالقة بمياه الصرف الصحى ومن أجل ذلك تتم تغذية هذه البكتيريا عن طريق مدها بالأوكجسين بالمراوح أو الكمبوروسر.. وللأسف لم تعمل المحطة حتى الآن الأمر الذى أدى إلى تدخل المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ليخصص 100 مليون جنيه لسرعة إنشاء محطة صرف صناعى بذات المحطة وكذا إنشاء محطة رفع جديدة فى طريق المنصورة بشارع 6 أكتوبر بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال الشبكات لأن هذه المشكلة تمثل كارثة بيئية على مدينة المحلة الكبري.. وتهدد بإغلاق أكثر من 3000 مصنع للغزل والنسيج ويعمل بها أكثر من 500 ألف عامل.
سوء الإدارة
يقول فاروق أحمد العجوز، بالمعاش ومقيم بمنطقة منشية مبارك: إن برك ومستنقعات الصرف الصحى تحاصر المنطقة التى نقيم فيها بالكامل مما أدى إلى ظهور الأمراض المتواطنة والأوبئة.. كما يقوم العمال التابعون لجهاز النظافة بحرق القمامة الأمر الذى يسبب ظهور السحابة السوداء فى سماء مدينة المحلة الكبرى والتى تعانى من نقص المرافق والخدمات وذلك بسبب سوء الإدارة وتفشى المحسوبية.
أضاف العجوز أن آخر قرارات محافظ الغربية هى التعدى على الحدائق والمساحات الخضراء والأشجار الأثرية فبعد مذبحة الأشجار التى ارتكبها المحافظ فى شارع البحر بمدينة طنطا يحاول بإصرار انتهاك آدمية مئات الأسر باغتيال آخر حديقتين موجودتين فى منشية مبارك بحجة بناء أبراج سكنية وفى حملة قادها رئيس الوحدة المحلية بمحلة أبوعلى لاغتيال هذه الحدائق وقطع الأشجار وتقدمنا ببلاغ لرئيس الوزراء والنائب العام بعد أن رفض المحافظ مقابلة الجماهير الغاضبة.
المؤسف حقاً أن اللواء محمد نعيم لم يزر مدينة المحلة الكبرى منذ تكليفه كمحافظ إلا خمس مرات فقط إحداهما كانت بمرافقة اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية بعد شكاوى المواطنين من تلوث مياه الشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحى، وقد قام الوزير بتغيير خط سير الزيارة المقررة له بمعرفة العلاقات العامة بالمحافظة وقام بأخذ ثلاث عينات لمياه الشرب من مواقع مختلفة ليتم تحليلها فى المراكز والمعامل التابعة لوزارتى الصحة والتنمية المحلية.
مشكلة القمامة
أكد رفعت عمر مستشار الجمعية المصرية للحفاظ على البيئة أن هناك حالة من الغضب والاستياء انتابت أهالى مدينة المحلة الكبرى خلال أيام العيد بسبب انتشار كثيف لأكوام القمامة بشكل غير مسبوق وأفسدوا عن المواطنين فرحتهم فى ظل غيبة المسئولين.
وكانت ظاهرة انتشار القمامة وغياب عمال النظافة فى الشارع هى الظاهرة الأكثر شيوعا رغم تأكيدات المحافظ على إلغاء إجازات عمال النظافة وموظفى مجلس المدينة ولكنها كانت تصريحات لزوم "الشو الإعلامي".
الغريب أن رئيس مدينة المحلة رفع شعار الحرق هو الحل بعد أن قام المسئولون بفك مصنع تدوير المخلفات الصلبة والقمامة بالدوخلية التى تكلف أكثر من 20 مليون جنيه، وقام المحافظ بإنشاء سوق المواشى على أرضه وهو الإنجاز الوحيد للمحافظ بمدينة المحلة الكبرى رغم أنه يحقق خسائر فادحة بسبب سوء إدارته بمعرفة موظفى مجلس المدينة ويحقق دخلا يتراوح ما بين خمسة إلى سبعة آلاف جنيه شهريًا بالرغم من أن آخر مزايدة لسوق المواشى والتى تمت بمعرفة هيئة الخدمات الحكومية حققت 3 مليون جنيه سنويًا.

 

201210161591 الصرف-الصحي-خلف-بنك-فيصل-بالمحلة صورة062 30012012065