حملات الملحدين تثير الشبهات وتتطاول على ثوابت الدين

تحقيقات
طبوغرافي

 

عبدالعظيم عمران

 

 

تحقيق / عبدالعظيم عمران

في ظل الانفتاح غير المسبوق في قنوات التواصل حول العالم، وعدم الرقابة على ما يبث من أفكار

للمتلقين أخرجت حملة معاداة الإسلام رأسها لتطل على العالم الإسلامي المشغول بصراعاته وآلامه،

عبر القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت بل وبعض الصحف والمجلات والمؤلفات لتثير الشبهات وتتطاول على ثوابت الدين، وعلى العلماء الربانيين محاولة بذلك زعزعة عقيدة المسلمين، وجعلهم حيارى من أمرهم .

 

بين يدي هذا الموضوع كان لنا هذه اللقاءات مع نماذج من المجتمع المسلم لنرصد أثر هذه الظاهرة في الواقع الفعلي وننقل تجاربهم التي مروا بها.

بداية كان لقاؤنا مع الطالب إسلام أحمد عبد الستار بالصف الثاني الثانوي- من القليوبية 0

قال: أنا من المتابعين لشبكة الإنترنت وفي أحيان كثيرة تصادفني آثار هذه الحملات التي تحاول أن تشكك المسلم في دينه فضلًا عن إن كثيرًا من الأشخاص يرسلون على صفحتي بعض الفيديوهات التي تحتوي على مشاهد غير لائقة.

إسلام

وعن رد فعله على هذه الفيديوهات قال: أقوم بحذفها سريعًا حتى لا يراها أصدقائي وحتى لا يجد الشيطان مدخلًا لإفساد أخلاقى ومبادئى.

وأفاد إسلام أيضًا أن أحد الأشخاص الذين كانت تربطهم به صداقة على الإنترنت أرسل إليه شبهة عن غسل الجنابة وناقشه في أنها غير واجبة وأنها ليس لها داعٍ فلماذا يغسل الجسم كله بعد كل جنابة؟ بل إنه قال: يجوز للمرء أن يصلي بغير غسل جنابة .

حاولت أن أقنعه بأن هذه هي أحكام شريعتنا وأن الغسل طهارة للجسم ونظافة للقلب والأعضاء، لكنه لم يقتنع، لم يكن كلامه منطقيًّا ولم يكن يتحلى بآداب الحوار حيث امتلأ رده بالسباب والألفاظ غير اللائقة ، قمت بحذف هذه الشبهة التي أرسلها لي من على صفحتي ، ولكن ماذا يفعل الشباب الآخرون .

 

لحم الخنزير

محمد سيد أحمد الطالب بالصف الثالث الإعدادي من محافظة أسيوط – مركز البداري يقول: في صفحتي على الفيس بوك قام أحد الأشخاص بمحاورتي ومناقشتي حول شبهة تحريم لحم الخنزير، وقال: إنه يؤكل في الدول الأوربية المتقدمة وإذا كان به ضرر لما صرحوا بأكله لدى شعوبهم، قلت له: إن لحم الخنزير محرم في ديننا دين الإسلام وأن الخنزير يتغذى على القمامة وربما كان هذا السر وراء تحريمه، لكنه لم يقتنع كان متأثرًا بالمجتمع الذي يعيش فيه حيث كان يعيش في دولة أوروبية، وهي فرنسا تحديدًا .

 محمد سيد

زمن الغربة

ويقول شريف سيد عبد الحليم من المنيا والذي يبلغ من العمر 32 عامًا والحاصل على بكالوريوس العلوم، والمدرس بالمعاهد الأزهرية : هذا الزمان هو زمان الغربة الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث شتى، ففي هذا الزمان يُخَوَّن الأمين، ويُستأمن الخائن ويكذب الصادق، ويصدق الكاذب، والأمثلة على ذلك كثيرة .

شريف

وفي هذه الأيام بالذات يطلق العلمانيون على الإسلام حملة شرسة عشواء تنال من ثوابت الدين والشريعة الإسلامية بل إنها تنال الشريعة ذاتها والإسلام كله جملة وتفصيلًا فنجد أن هؤلاء يطعنون في الإمام البخاري رضي الله عنه وصحيحه الذي يعد أصح كتاب بعد كتاب الله، وهذا عن قصد لأنهم يعلمون جيدًا أنهم لو نجحوا في تشكيك الناس في شخص الإمام البخاري رضي الله عنه فإن هذا يعني أنهم يطعنون مباشرة في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم برمتها، لأن صحيح الإمام البخاري هو أصح كتاب في الحديث.

ومن شبهاتهم التي يثيرونها حول الإمام البخاري وكتابه أن البخاري مات ولم يبيض كتابه وتركه مسودة وجاء مَن بعده وغير وبدل في هذا الكتاب، وهذه الشبهة منتشرة على مواقع الإنترنت، وفي أغلب الصحف والمجلات، بل وعلى الفضائيات، بل توجد حملة شرسة الآن على صحيح البخاري في الفضائيات، وعلى ثوابت الدين ومنها ختان الإناث الذي يعتبر سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وفي محطة أخرى كان لنا لقاء مع سامي سعد عبد الرحمن من محافظة أسيوط صاحب الأربع والخمسين عامًا، والحاصل على دبلوم المعلمين عام 1980م الذي يقول:

هناك بعض الحملات التي تشوه صورة الإسلام على الفضائيات في هذه الأيام، وأيضًا على شبكة الإنترنت، وهذه الحملات المضلة تريد أن تدفع بالشباب المسلم إلى طريق غير سوي بغية إفساد الشباب والنيل من صحة عقيدتهم، والأمثلة على ذلك كثيرة فهناك برامج على الفضائيات يخرج فيها الملحدون والعلمانيون بلا رقيب ولا محاسب ليتحدثوا عن الإسلام بصورة غير لائقة، ويلقون الشبهات على ملايين المشاهدين ونسبة كبيرة من هؤلاء المشاهدين غير متعلمين التعليم الكافي للرد على هذه الشبهات، وهذا موطن الخطورة، فقد تؤثر فيهم هذه الشبهات تأثيرًا كبيرًا .

وعن الحل لمواجهة هذه الحملات؟ يقول: لابد أن تكون هناك مؤسسات دعوية كالأزهر تدعو إلى الدين الإسلامي الصحيح من خلال القرآن والسنة، ولا بد أن تكون هناك هيئات للعلماء تحفز الشباب، وتعلمهم الدين الصحيح وتنشر بينهم الوعي والمعرفة .

وفي المدارس لا بد أن نحفز الطلبة والطالبات على تعلم الدين الإسلامي الصحيح السمح حيث يدعو الإسلام إلى التسامح والأخوة بين أفراد المجتمع كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

حملات مغرضة

أما يسري فتحي محمد إبراهيم الموجه بالتربية والتعليم بمحافظة أسيوط فيقول:

هذه الحملات حملات مغرضة الهدف منها إبعاد الناس عن الإسلام الصحيح عن طريق إثارة الشبهات، فمثلًا من الشبهات التي يثيرونها شبهة تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأنها كانت بغرض المتعة، ولكن الحقيقة غير ذلك تمامًا فالنبي صلى الله عليه وسلم في زواجه الأول تزوج من السيدة خديجة رضي الله عنها وهي تكبره بخمسة عشر عامًا، ولم يتزوج بكرًا سوى السيدة عائشة رضي الله عنها كما أن الشبهة المثارة حول السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها فإن الله زوجه إياها للتشريع ولإبطال عادة التبني عند العرب، وهناك شبهات أخرى يثيرونها مثل تحريم لحم الخنزير الذي أثبت الطب أن ضرره على صحة الإنسان كبير جدًّا فضلًا عن أنه يتغذى على القمامة مما يجعل النفس تتأذى منه ولا تستسيغه .

وكذلك شبهة تحريم الخمر، والخمر شراب كان العرب يتلذذون به في الجاهلية وأخبر الله أنه يذهب العقل ويضر البدن ويؤدي إلى جرائم شتى، فجاء تحريمها تدريجيًّا لأنها شيء يدمنه الناس، وبعد ذلك نزل التحريم القطعي للخمر.

 

ازدراء أديان

وفي محافظة الجيزة كان لنا لقاء مع الأستاذ حمدي أحمد ربيع، الحاصل على معهد اتصالات ، وصاحب ال32 عامًا الذي يحكي لنا قائلًا : هناك تجربة حدثت معي وهي منشور كان يأتيني على صفحتي على الفيس بوك بعنوان: انشروا هذا المنشور، فإذا به لفظ الجلالة على كوتش أو حذاء صيني بالإضافة إلى المعاناة من الصور الإباحية .

حمدي 2

وعند سؤاله إذا كان صادفه منشور يدعو إلى التشكيك في ثوابت الدين قال: تقابلني كثير من الإساءات للنبي صلى الله عليه وسلم، وسمعت أنهم في الغرب يحجبون الصفحات الدعوية الإسلامية للعرب .