مسلسلات التليفزيون.. والعشر الأواخر من رمضان

تحقيقات
طبوغرافي

تقرير: وائل جمعة

تليفزيون

ها هي العشر الأواخر من رمضان، وها هو النبى صلى الله عليه وسلم يستعد استعدادًا خاصًا للعشر الأواخر.. ففي الصحيحين من حديث عائشة : ( كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ أهله ) و لفظ لمسلم: ( أحيا ليله و أيقظ أهله ) و لها عند مسلم : (كان رسول الله يجتهد في العشر ما لا يجتهد غي غيرها) و لها في الصحيحين : (أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله). هذه أحوال النبى الذي نلتمس منه القدوة في رمضان.

أذلك خير أم العكوف على مشاهدة أكثر من 30 مسلسلا جديدًا على شاشة التليفزيون، والتى علق عليها الفنان القدير محمد صبحي بقوله في أحد البرامج التليفزيونية مع الإعلامية ليليان داود:  إن نساء مصر يُعرضن في 22 مسلسلا عبر شاشات التليفزيون كـ"عاهرات"، موضحا أن الدراما المصرية تظهر المرأة المصرية عاهرة بالرغم من وجود نماذج مثل السيدة صيصا.

وتابع صبحي قائلا: "المسلسلات تمثل البنت دلوقتي أول ما تتخرج من الجامعة، ومتلاقيش شغل تضرب حسنة وتمسك سيجارة وتبقى عاهرة، عيب دي صورة بتدي إحساس جمعي بأن الشعب المصري كله كده.. إحنا محتاجين نقدم صورة مشرفة".

وأوضح صبحي، أن "صيصا" سيدة مصرية تمثل الأم المثالية للصعيد، مشيرا إلى أنها ارتدت زي الرجال لمدة 40 عاما، لكي تربي ابنتها، متسائلا: "لماذا لا نقدم مثل هذه الشخصيات في المسلسلات؟".

بينما رأى آخرون أنها شوهت صورة الأستاذ الجامعي.. كما اعتبر البعض ان التليفزيون يحيى ليالي رمضان بثلاث راقصات.

أما نقابة المهن التمثيلية فقد أصدرت بيانًا جاء فيه: بعض المسلسلات الرمضانية التي تعرض مشاهد العري بصورة وقحة وغير مبررة دراميا وعلى طريقة الكباريه مما يفسد الذوق العام ويخلط الابداع المتحرر في اذهان الجماهير بالإثارة الرخيصة مما يشوه جهود الفنانين المتحررين اصحاب الرسالة ويساوى بينهم وبين الباحثين عن الشهرة والمال دون مراعاة لأي قيم جمالية او فكرية او اجتماعية

وتدعو النقابة أعضاءها لمقاطعة مثل هذه الاعمال وعدم التورط في افساد الذوق العام وتشويه الخطاب الاجتماعي المنتمي الذي يناسب الشخصية المصرية التي عرفت الابداع قبل اي حضارة في العالم وكانت من اوائل الدول التي قدمت السينما بكل تحررها والتي لا تجرح افلامها التي نحفظها جميعا مشاعرنا مثلما فعلت هذه المسلسلات التي خلقت حالة من الجدل والاحباط والاسف لدي قطاع كبير من اعضاء النقابة وقطاع اكبر من الجماهير.

إذن فما عليك إلا أن تختار بين الاعتكاف على الطاعة، أو العكوف على الشاشة الصغيرة.. وطبعا دون شك في الأولى الفوز والفلاح، وفى الأخيرة الخسران والهلاك.. فالحمد لله الذى وهب لنا عقلا يميز بين الفوز والخسران !