الإسلام أنصف المرأة ..والالتفاف حول المشروعات القومية فـى صالح الإسلام والوطن
والدي كان يضربني بكرباج البقرة..وهذه أمور لايجوز المساواة فيها بين الرجل والمرأة
أكد الأستاذ الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، أنه أتم حفظ القرآن الكريم في العاشرة وأن تفوقه في الثانوية أهله للالتحاق بكلية دار العلوم التي كانت وجهة للقيادات وأصحاب المراكز الحسنة ولم تكن الكلية تقبل إلا مائة طالب من الأزهر.
وقال إن 90%من المدرسين اليوم يسعون إلى الدروس الخصوصية وتحصيل المبالغ الطائلة؛ لذا اصبحت المدارس خاوية .
وأكد أنه لا مانع من اختلاط الأولاد مع البنات في التعليم لكن بشروطه الشرعية لأن النساء كن مع النبي صلى الله عليه وسلم في كل مكان، والمرأة لا بد من تواجدها في كل مكان لكن التربية والضمير ومكارم الأخلاق يجب أن تكون أساساً للمفاضلة بين المرأة والرجل.
بورتريه
محمد نبيل محمد غنايم أستاذ بقسم الشريعة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة ،
ولد في أبو كبير بمحافظة الشرقية يوم 9 نوفمبر 1940م نشأ فى أسرة تعمل بالفلاحة
لديه خمسة أبناء ثلاثة أولاد وبنتان أمل وهي طبيبة نساء وولادة بالمستشفى المركزي بأبوكبير ، و الدكتور خالد نبيل أخصائي قلب وأوعية دموية ويعمل بمكة بالسعودية ثم خلود وهي طبيبة أسنان ثم محمد وهو محاسب في شركة بترول ثم أحمد وهو صيدلي
عمل رئيسا لمركز البحوث والدراسات الإسلامية، ورئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم بالفيوم ثم خبيرا في مجمع اللغة العربية، وعضوا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وأمين السر للجنة القضايا الفقهية المعاصرة ومستشار للمجلس الأعلى للجامعات للمعادلات في تخصصات اللغة العربية والدراسات الإسلامية، ورئيس الهيئة الشرعية في المصرف المتحد
علي المحاضر الفصل بين البنين والبنات فى مدرجات الجامعة
النشأة فى بيئة ريفية متعة لا يشعر بها إلا من جربها. كيف كانت نشأتكم؟
حاول والدي مع إخوتي الكبار أن يحفظهم القرآن الكريم، وقد كان يحفظ القرآن الكريم، ولكن لم يفلحوا فكرس جهده معي ووهبني للأزهر، وبدأ معي الحفظ منذ الرابعة من عمري وألحقني بكتاب البلدة، ثم أنشأت جمعية المحافظة على القرآن الكريم، وبها مدرسة خاصة والتحقت بها.. وأتممت فيها حفظ القرآن الكريم، وفي الكتاتيب كان من مشايخي الشيخ محمد إبراهيم والشيخ محمد الديداموني ثم السيدة حُسن.. وفي جمعية المحافظة على القرآن الكريم كان من مشايخي الشيخ عبد القادر عمارة، والشيخ السيد صالح والشيخ سالم وكلهم في رحمة الله. وقد أتممت حفظ القرآن الكريم في العاشرة، ثم وجهني والدي للالتحاق بمعهد الزقازيق الديني، وأوكلني إلى ابن أخته الأستاذ محمد صقر رحمه الله، وكان في الفرقة الأولى بكلية اللغة العربية.. وقد كان نجيبا صاحب خلق، فقام بتقديم أوراقي وأتم لي كل الإجراءات وتولى رعايتي فتفوقت في الثانوية فوجهني إلى كلية دار العلوم حيث كانت القيادات وأصحاب المراكز الحسنة من حظ أبناء كلية دار العلوم، فالتحقت بها ولم تكن الكلية تقبل إلا مائة طالب من الأزهر، وذلك بعد امتحان يعقد لهم وتم قبولي فتفوقت وحصلت على تقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف عام 1964م وكان ترتيبي الثاني على الدفعة فيها، وعينت بها ثم قمت بالماجستير والدكتوراه وعينت عضو هيئة تدريس حتى رقيت إلى الأستاذية عام 1992م
الفلاحة
ـ هل يعذر من لم يتفوق بسبب الظروف الصعبة ؟
هناك أوجه تشابه كبرى لا تزال موجودة بين الريف القديم والريف الحديث، وهناك بعض التغيرات التي طرأت عليه كوسائل التكنولوجيا الحديثة ولم يكن لدينا الكهرباء، ومع نشأتي في أسرة زراعية تطلبت مني أن أعمل كل أعمال الفلاحة حيث كنت أحفظ القرآن وأسمعه على والدي، وهو يحرث بالمحراث اليدوي بينما أنا أبذر خلفه البذور، وإذا أخطأت يضربني بكرباج البقرة التي تجر المحراث، وكنت أرعى الغنم وكنت أسمع خمسة أجزاء لوالدي بعد الغذاء بالحقل تحت الشجرة وهكذا. وكنت أريد أن أتخلص من هذا الوضع الصعب ولم أجد طريقة سوى التفوق أما الآن فالأمور قد تغيرت فالميكنة قد حلت بتقدمها محل عمل الحيوانات وأصبح هناك وسائل للراحة وبالتالي من المفترض أن يتفوق طالب اليوم لكن للأسف البعض يتفوق والبعض يذهب للدبلومات الفنية وبعضهم ينشغل في أمور أخرى كالإنترنت وكرة القدم؛ لذلك أقول لطلاب اليوم اتقوا الله في أنفسكم اتقوا الله في أسركم جدوا واجتهدوا فمن جد وجد ومن زرع حصد.. ولقد أتيح لكم ما لم يتح لأجيال سابقة والوطن ينتظر منكم الكثير.
ـ من كان قدوتك ؟
كانت قدوتي الأولى الأستاذ محمد صقر ابن عمتي الذي تبناني وساعدني في المراحل التعليمية المختلفة خاصة في الصف الأول والثاني الابتدائي، حيث رسبت في مادة في كل صف بسبب أننا كنا صغار نحفظ ولا نفهم، وقد كان سببًا في نجاحي فيها حيث ذاكر لي المادتين، وساعدني وفي الصف الثالث أدركت الطريق وتفوقت وعرفت طريقي أما في معهد الزقازيق فقد كان هناك جيل من المعلمين كلهم قدوة في المظهر والجوهر منهم الشيخ زكي سويلم والشيخ محمد حسن فقرة والشيخ عبدالعزيز بكر والشيخ عبد السلام جاويش والشيخ أحمد كامل الخضري والشيخ ياسين سويلم.
وفي دار العلوم وجدنا الأناقة والعلم في أساتذتنا ومنهم الأستاذ الدكتور مصطفى الذي بقيت معه حتى حصلت على الدكتوراه زيد والأستاذ الدكتور محمود قاسم، والأستاذ الدكتور أحمد هيكل وكان فيما بعد وزير الثقافة والأستاذ الدكتور كمال بشر، والأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين، والأستاذ الدكتور عبد الرحمن أيوب، والشيخ علي حسب الله والشيخ عبد العظيم معاني، وكلهم قدوة وقد تعلمت على يديهم جميعًا.
المدرسون اليوم أكثرهم يعطي وينتظر المقابل.
اليوم 90%من المدرسين يسعون إلى الدروس الخصوصية، وتحصيل المبالغ الطائلة؛ ولذلك نرى المدارس خاوية والطلبة منشغلين فقط بالدروس الخصوصية، ويتم تزوير نسبة الغياب والدرجات وهناك مآسي ولا مجال لتنافس المعلمين في القدوة
ـ ما الحكم الشرعي للدروس الخصوصية؟
كان على زماننا من يأخذ الدرس الخصوصي هو الضعيف وكانوا قلة دراسيا وكان من العيب أن نلتحق بالدروس الخصوصية أما اليوم الجميع يتجه للدروس الخصوصية خاصة المتفوقون لأنهم يريدون الحصول على أعلى الدرجات لأن الأعداد كبيرة حتى أنه أصبحت الدروس بالحجز ونظام “السنتر” الذي يسع لمائة طالب وهكذا.
والحكم الشرعي لو أن المعلمين التزموا بمدارسهم وبفصولهم وقدموا المادة العلمية للطلبة لن يحتاج للدروس الخصوصية إلا القلة القليلة، وهناك عذر للمدرسين حيث إن أولياء الأمور هم الذين يسعون إليهم، ويترجونهم لقبول أبنائهم عندهم، أما حجة أن راتب المعلم لا يكفيه فهذه حجة واهية لأنه لا يؤدي ما عليه من واجبات ولو أنه يؤدي واجبه كاملا لبارك الله له وسيكفيه راتبه.
ـ يخرج علينا بين الحين والآخر من ينادي للمساواة بين الرجل والمرأة، ما تعليقكم؟
المساواة بين الرجل والمرأة في الإنسانية هذا واجب، وكذلك في العبادة وفي درجات التعليم والوظيفة وأمور الحياة. لكن هناك أمورًا لا يجوز المساواة فيها، كالميراث وهذا يستحيل لأن الله تعالى قال ( للذكر مثل حظ الأنثيين ) وهذه ثوابت شرعية وكذلك لا يجوز أن تكون قائمة على الرجل فالله تعالى قال (الرجال قوامون على النساء) وقد جعل الله للمرأة والرجل مسئوليات كل على حدة، فالمرأة تحمل وترضع ولا يستطيع الرجل القيام بذلك، والرجل يسعى على الرزق وهو واجب عليه وهو القيم وله ضعف الأنثى في الميراث وهو صاحب الكلمة في الأسرة لأنه هو القيم عليها
ـ من خلال الفترة التى قضيتها في التدريس. كيف تقيم طالب دار العلوم بين الجيل السابق والجيل الحالي؟
الطالب في الماضي كان طالب علم ومجتهد ويسعى إلى التفوق وحالته المادية ضعيفة ومعظمهم أتى من الريف وليس عنده وسائل ملاهي كما هو موجود الآن. أما طالب اليوم فهو مختلف خاصة بعد اختلاط البنين والبنات وأصبحت أسباب المجئ للكلية ليست كلها صائبة لأنه هناك من يأتي للجامعة لكي يقابل البنت ويجلس معها، وللأسف هناك من يأتي لكي يجلس بالكافيتريا لكي يقضي وقتا ممتعا مع الأصدقاء، وليس طالب علم ولا محاضرات وليس حريصا على التفوق لذلك أصبحت نسب النجاح متدنية جدا فمرة تكون 10% ومرة 15% وحينما تزداد تصل إلى 50% بحد أقصى، وهذه نسب لم تكن موجودة من قبل لأن معظم الطلاب خارج المحاضرات
ماذا تقول في اختلاط الأولاد مع البنات في التعليم ؟
لامانع منه لكن بشروطه الشرعية لأن النساء كن مع النبي صلى الله عليه وسلم في كل مكان، والمرأة لا بد من تواجدها في كل مكان لكن التربية والضمير ومكارم الأخلاق كل هذا يجب أن يكون أساسًا للنظام بين المرأة والرجل، ويجب الفصل بين البنين والبنات في المدرجات خلال المحاضرات كأن يكون صفا للبنين وآخر للبنات أو يجلس الأولاد في المقدمة والبنات في الخلف، وهكذا وعلى الأستاذ المحاضر أخذ نسبة الغياب باستمرار لكي لا يضيع الطالب وقته خارج المحاضرة أما خارج المدرج فهناك دور مهم، وهو رقابة الطلبة خارج المدرجات والمرور في جميع أرجاء الكلية وساحاتها وتفحص الطلاب ومنع جلوس أي طالب مع أي طالبة أو الخلوة بها لأنه للأسف الشديد أرى طلبة وطالبات يديهم بأيدي بعض ولا يجوز هذا ولا نقبله في الحرم الجامعي فلا بد من وجود سلطة تنفيذية لإحكام هذه الأمور.
مشاريع قومية
ـ مصر تمر بمرحلة استثنائية من وجهة نظرك ماذا يحتاج المجتمع المصرى للم شمله وتوحيد كلمته؟
هناك روشتة للم شمل الأمة حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم عبر كتاب الله حيث قال الله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فلا بد أن نضع ذلك نصب أعيننا، ولابد من نبذ الخلاف والنزاع (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فلا بد من الاجتماع على مصالح الوطن، وليست المصالح الشخصية ونحن ننظر لمستقبل للوطن، وهناك مشاريع قومية ولا بد وأن تتضافر الجهود في تحقيق مصلحة الوطن الكبرى ومصلحة الإسلام العليا دون تفرق إلى يمين أو إلى يسار، ولابد أن نجتمع على كلمة سواء ولدينا مشروعاتنا القومية.
ما الدول التي سافرتم إليها وماذا أنجزت فيها ؟
سافرت كثيرا وتجولت في عدد كبير من البلاد العربية فبعدما حصلت على الليسانس بسنتين سافرت كمدرس للتعليم العام في دولة الكويت فلما حصلت على الماجستير في الشريعة الإسلامية رقيت إلى معهد المعلمين، وهو سنتان بعد الثانوية العامة وحينما حصلت على الدكتوراه حصلت على عقد ككبير من كبار الخبراء والفنيين المؤقتين وبدأت أحاضر في جامعة الكويت، وكان ذلك بعد عام 1977م ثم عدت إلى القاهرة ثم عملت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بكلية الشريعة بالرياض، وعملت فيها أربع سنوات ثم عدت للقاهرة ثلاث سنوات ثم أعرت إلى جامعة قطر بكلية الشريعة من عام 1987م حتى 1992م ثم عدت للقاهرة بدار العلوم مرة أخرى وقد توليت رئاسة قسم الشريعة ثم سافرت إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة من عام 1997م إلى 2002م ثم عدت إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة.
ـ ما هي أهم المناصب والتكليفات التي أسندت إليكم إلى جانب التدريس وماذا أنجزتم فيها؟
أسندت إلي مهام كثيرة على مدار حياتي العملية وقد كنت أحاول جاهدا القيام بما هو مطلوب مني في كل مهمة على حدة والحمد لله أحسب أنني نجحت في تلك المهام فقد عينت رئيسا لمركز البحوث والدراسات الإسلامية، ورئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم بالفيوم ثم خبيرا في مجمع اللغة العربية، وعضوا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وأمين السر للجنة القضايا الفقهية المعاصرة ومستشار للمجلس الأعلى للجامعات للمعادلات في تخصصات اللغة العربية والدراسات الإسلامية، ورئيس الهيئة الشرعية في المصرف المتحد وكل هذا إلى جانب برامج الإذاعة والتليفزيون والبرامج الثابتة هنا وهناك والمحاضرات والندوات والمشاركة في المؤتمرات وأثمن دور الإعلام في توصيل الخطاب الدعوي للأمة ونسأل الله القبول.
د: محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة