أذي الشيطان لايكون معنوياً فقط بل يؤذي الإنسان بكلِّ طريق

تحقيقات
طبوغرافي

:دراسة بحثية عن كيد الشيطان فى القرآن تؤكد 

آداء الفرائض والنوافل وامتلاء القلب بالذكر وفعل الصالحات يحصن النفس من شرور اللعين

أكدت دراسة بحثية أنَّ الشيطان لا يقتصر أذاه للإنسان على الأذى المعنوي بالوسوسة والإبعاد عن الحق ، بل يتعداه إلى الأذى المادي فهو يدخل إلى جسمه حقيقة ويتلبسه ويجري منه مجرى الدم في العروق ويؤذيه بكلِّ طريق لذلك يصاب البعض بالْمس والصرع وما إلى ذلك وأنه بالفرائض والنوافل والذِّكر وامتلاء القلب بذكره وحبه أنَّ التقرب من الله باجتناب نواهيه وما خبث من الأقوال والأفعال ، يكون حاجزًا متيناً معيقاً لاقتراب الشيطان ويحصن النفس والقلب من شروره ومكائده _ لعنه الله _ .

وقالت الدراسة التي جاءت بعنوان “كید الشیطان من خلال آیات القرآن الكریم” دراسة موضوعیة بحث مقدَ مَّ لنیل درجة ( الماجستیر ) في التفسیر وعلوم القرآن بقسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى بالسعودية، أنَّ الشيطان ليس متنعماً بفعلته ولا مرتاحاً في دنياه ولا آخرته ، فهو معذَّب مدحور مقهور في الدنيا، خالد مخلَّد في النار ينال أشد وأقسى عقاباً في الآخرة _ لعنه الله .

وأوصت الدراسة  بأن يحرص العباد على تحصين أنفسهم من الشيطان بكلِّ الطُّرق والوسائل التي بينها لنا الله ورسوله، وألايستهينوا بضعفه _ لعنه الله _ فيغفلوا فيشرع له الباب إلى نفوسهم.

 ودعت الدراسة العباد بألَّا يتباهوا ِبحسن أعمالهم وُقوة التزامهم فقد يدخل الشيطان في ذلك دون أن يشعر المرء فَ يرِيه الباطل بصورة الحق كما حصل مع أهل البدع ، فهم يظنون أنهم على خير _ هداهم الله _ أو قد يوصلهم إلى الغرور إذا كانوا فعلاً على حق فيغفلهم أنَّ الغرور والكبر  يفْسِد كلّ شيء
وقالت الدراسة أنَّ كلمة الشيطان تطْلَق على كلِّ عات ملْتوٍ بعيد عن الحق سواءً كان إنساً أو جناً أو حيواناً أو غيرذلك إلَّا أنها إذا ُأطْلقَت يفْهم منها شيطان الْجن من إبليس وذريته لغلبة هذه الصفات عليهم .

واعتبرت أنَّ إبليس من عالم الجن ولا يمت لعالَم الملائكة الطَّاهر بأي صلة سوى وجوده بينهم وتلقِّيه أمر
السجود لآدم معهم فلما غلب عليه أصله ونجاسة طبعه ورفض السجود أخرج من بينهم .

وقالت الدراسة أن جِهاد النفْس من أعظم أنواع الجهاد لوقوعها تحت ضغط طبعها الآمر بالسوء، وتحت ضغط محاربة الشيطان الذي يتخلَّلها ويحيطها بالشرمن كلِّ جوانبها ويقف لها بالمرصاد .

 وأشارت الدراسة إلي أن الإنسان يستطيع ِبتحكُّمه بدرجة إيمانه أن يرسم نتائج هذا الجهاد إذ أمام قوة الإيمان يتجلَّى ضعف الشيطان _ لعنه الله _ وتميل النفس الإنسانية إلى فطرا ، وأمام ضعف الإيمان تميل النفْس للسوء ويستغلّ الشيطان هذا الضعف ليبرز قواه الوهمية ويصل إلى ما يريد.

وقالت الدراسة أن الصفات السيئة والطِّباع الدنيئة  تجسدت في شخص إبليس والكفار من ذريته على رأسها صفة التكَبر على الطَّاعة التي َأودت بدنياه وآخرته ، والتي استعان لتحقيقها وإشباعها في نفسه  ببقية صفاته العنيدة ، وأنَّ على الإنسان الحذر من هذه الصفات والعمل على تنقية نفسه أولاً بأول منها ،والإصرار على أنْ لا يترك للكبر على وجه الخصوص مجالاً للتسرب إلى نفسه.

وأشارت الدراسة إلي أنَّ الله خلق لنا عقولاً وكرمنا فهي عون لنا على التفْكير والتخطيط والارتقاء بالفكر إلى ما شاء
الله ، ولكن جعل لها حدا لا تحتمل الزيادة عليه ، فإذا ما اصطدم تفكيرنا بما أنزل الله من الأحكام والشرائع فإنه علينا أن نقدم ما أنزل خالق هذه العقول على ما يدور فيها . وإن لم تظهر لنا الحكَم وأن نأخذ من موقف الشيطان حين قدم قياسه العقلي الفاسد على أوامر الله ووجد أنَّ مادة خلقه  تفَضله على الإنسان ، درساً عمليا نافعاً وقد تميز أهل السنة والجماعة عن غيرهم من المذاهب بتقديم النقل على العقل
دائماً ، بينما كان تقديم العقل على النقل سبباً في ضلال أكثر الفئات والْفرق ؛ من ذلك الْمتفَلْسِفَة والْفرق الإسلامية الضالَّة.

وقالت الدراسة أنَّ الشيطان ترصد لبني البشر منذ مبدأ خلقهم فكان من بين هؤلاء أنبياء وأمم صالحة فعلى الإنسان
أن يتأمل مواقفه ومكائده ويستفيد من طُرق هؤلاء الصالحين في التصدي له ، والأخذ بالنصائح والتحصينات التي أعطاها النبي  صلي الله عليه وسلّم لصحابته ليتعاملوا مع هذا اللَّعين ويتحصنوا منه  أولها : ألَّا نستسلم لقدرته على الوسوسة وألَّا نقتدي بمن استطاع أن يخذلهم وينحرف بهم عن الحق ونرىفيهم سبقاً وُقدوة ، بل ننظر إلى الجوانب المضيئة من السلَف الصالح من خلفنا ونجعل من مواقفهم
وقوة إيمانهم التي تصدوا للشيطان شموعاً تضئ لنا الطَّريق.

 وخلصت الدراسة الي أن أنَّ الكفر والنفاق من أكبر ِنتاج إبليس وذريته ، فعلى الإنسان أن يحذر ، إذ لم يكن مبدأ بني البشر وأساسهم على الكفر ولكن الكفر والنفاق والمعاصي نتجت بعد ذلك على يدي اللَّعين حين فتح له المفتونون به قلوبهم ، ومهدوا له الطَّريق بضعف نفوسهم ، فليحذر المسلم أن يخطوا خطْواتهم دون أن يشعر فَيضلّ ، فينضم إلى عالَم الكفر والنفاق ،وذلك ليس ِببعيد فنحن نسمع هنا وهناك، عن مسلمين اعتنقوا النصرانية ومسلمين ارتدوا ووقعوا في الكفر بعد أن كانوا في دائرة الإسلام .

 أجارنا الله من ذلك ..وأكدت الدراسة أنَّ الإنسان لا يحق له أن ينظر إلى من وقع في المعاصي نظرة احتقار وازدراء فهؤلاء أضلَّهم الشيطان
فكانوا من ضحاياه والْأولَى أن يشفق عليهم ويعينهم علي دفع كيد الش يطان ويأخذ بأيديهم إلى الحق وإن لم  يدرِكوا ذلك وجفَوه ، وأن يعلم أنَّ مابهم ابتلاء حقيقي عليه أن يعينهم على تخطِّيه ، بالطُّرق والوسائل التي أمرنا الله وعلَّمناها رسوله

وقالت أنَّ العلم بأسلحة العدو ومعرفة أساليبه و ُطرقه ، تعين في القدرة على التصدي له والحذر من غَدره ، لذلك فإنه من أول سبل مجابهة الشيطان والتصدي لمكائده ؛ معرفة مداخله و سبله إلى النفس ، وأنَّ الركون إلى المعاصي ومجاراة النفس في شهواتها ، والتوسع في الْعيش الهانئ وإن كان مباحاً ؛ يؤدي إلى الغفلة ويمهد للشيطان السبل إلى النفس إذ لا يغفل _ لعنه الله _ عن فُرصة تتاح له إلَّا اغتنمها لإيقاع بني آدم، فالتنبه الدائم ، والتذكُّر لله في كلِّ وقت يقي النفس من هذه الْمضعفَات .

الشيطان ليس متنعماً بفعلته ولا مـرتــاحـــــاً في دنــــيـــــــاه فهـــو معـــــذَّب مـدحـور مقهور في الـدنــــــــــيا

أول سبــــــــــل التصدي لمكائد الشــــــــيطـان معرفة مداخله وأبرزها الركون إلى المعـــــاصي ومجــــــــــاراة النفــس في شهـــــــــواتها