دكتور/ إبراهيم أمين : نعانى هوس الفرقة الناجية ..

حوارات
طبوغرافي

دكتور/ إبراهيم أمين للفتح اليوم

نعانى هوس الفرقة الناجية ..ولا يجوز أن يكون صاحب المليون حديث عرضة للتشكيك

عندما تراه بزيّه الأزهرى وتقترب منه تشعر أنك فى رحاب عالم كبير، يتكلم معك بكلام واضح بسيط، ويتعامل مع الجميع كل على قدر فهمه وثقافته، ويتابع عن كثب الطلاب الذى يقصدون معهده لحفظ القرآن الكريم.. له حضور على شاشة التلفاز.. يتمسك برأى الشريعة السمحاء ولا يبالى فى الله لومة لائم.

- هناك كثير من أصحاب الأضرحة لا يعلم الناس سيرتهم بل هناك تشكيك فى ابتداع بعضهم. كيف لنا أن نعرف هؤلاء لنصحح المفاهيم عند الناس؟

د ابراهيم 5

- علينا أن نرجع إلى التاريخ وأن ندرس سيرة هؤلاء فإن ثبت أنه رجل صالح يفعل كما فعل النبى والصحابة فلا مانع من حبه والاقتداء به فى أقواله وفى أفعاله من الذكر والاستغفار ومن قيام الليل وهكذا ولا يجوز عبادة الولى ولا الطلب منه من دون الله.

- القدوة حاضرة فى حياة العلماء دائما. فمن قدوة الدكتور إبراهيم أمين؟ وماذا تعلمت منه؟

- بعد فترة الوالد رحمه الله وقد كان القدوة الأول فى حياتى ومعه الشيخ ياسين معوض العالم الأزهرى الصوفى الملتزم فى تصوفه تماما بالكتاب والسنة ولم يخرج عنهما كما نرى كثيرا من الطرق الصوفية على الساحة تجاوزت فى الاعتقاد أحيانا وفى الشريعة أحيانا وفى الأخلاق أحيانا أخرى وهذه مصيبة لذلك أتمنى من الأزهر والمؤسسات الدينية فى مصر غربلة هذه الطرق وأن يعاد نهجها وتقام على أحسن مستوى.. وسوء التربية أوصلنا إلى أن المسلم يوصف عند الغرب أنه إرهابى أو صوفى فيكون كافرا ومبتدعا وضالا.. فلماذا لا نوجد المسلم السلفي الصوفى الملتزم بالكتاب والسنة دون شطحات كما قال بعض الدعاة: لا نريد سلفية تنطح ولا صوفية تشطح ولكننا نريدها سنية تكبح. وهناك من يتشدد ويكفر الناس كما أن هناك المبتدع ونحن لا نريد هذا ولا ذاك وإنما نريد الوسطية.

د ابراهيم7

- ساد الخلاف والاختلاف فى هذا العصر وليس الكل على دراية بأدب الاختلاف. فما هو؟ وكيف نلزم به الجميع؟

- هناك مؤلفات ورسائل علمية فى الاختلاف وأدبه وعلى سبيل المثال إذا دخلت فى حوار مع غيرى وأنا أضع فى نفسى أننى لا بد أن أنتصر عليه فهذا ليس من أدب الاختلاف كما قال الإمام الشافعي: ما ناظرت أحدا إلا ورجوت الله تعالى أن يظهر الحق على لسانه. ونحن للأسف إذا دخلنا حوارا نظن أن من أمامنا هو على الباطل ولا يمكن أن يكون على الحق لذلك قال الإمام الشافعي: رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب. هذه الاحتمالية هى التى تجمعنا وتقرب المسافات بيننا وأرجو الله أن يهدينا للتأدب والتقارب بيننا.

- دروس الحياة كثيرة.. ما أكبر درس تعلمه الدكتور إبراهيم أمين فى الحياة حنى الآن؟

الآن أقول لك ندمت كثيرًا على أى حديث من حديث النبى صلى الله عليه وسلم لم أتمثله ولم أعمل به لأنى وجدت فى البعد عنه خسارة فادحة ومؤذية لنفسى وجسدى وتفكيرى ولمن حولى وهذا هو الدرس القاسى الذى أمر به الآن.

د ابراهيم 9

- الآن تموج الأجواء بمجموعة من الفتاوى الغريبة. ما تفسيرك لتلك الظاهرة؟

- السبب فى الفتاوى الغريبة هم أصحاب القنوات والصحف الذين لا يخافون الله فمنهم من يحب أن يتبنى أصحاب القلاقل ليكون سببا فى زيادة الدخل والإعلانات.. وقد لقيت بعض هؤلاء ويعف لسانى أن ينطق اسمه ووجدت أمامى شيطان يتحدث ووجدته مغرر به ويساق من هؤلاء. وللعلم هذه الظاهرة قديمة فكل فترة نجد المستشرقين فى مصر يخرجون بمثل هذه القضايا الفرعية وربما قد تراجع شيخ أو فقيه عن رأيه فى مسألة معينة لكنهم يعودون ويفتحونها مرة أخرى ليشككون الناس فى دينهم فأين المسئولون والمؤسسات والحكومات من هذا وأين المسلمون المعتدلون. أما آراء العلماء إذا كانت غريبة يرد عليها من العلماء أيضًا والحجة تقابل الحجة والفكرة ترد بالفكرة والدليل يقابل الدليل وقد اختلف العلماء الأربعة فى الحرام والحلال ولم يرد ببالنا أن ننسب إليهم ما يسوؤهم.. فهلا ناقشنا علمهم وليس منصبهم وهلا ناقشنا فكره وليس شخصيتهم.

- هناك من أثار التهم والشكوك حول صحيح البخاري. فماذا يقول الدكتور إبراهيم فى ذلك؟

د ابراهيم 2

- لا يجوز أن يكون الإمام البخارى عرضة للتشكيك، وهو صاحب أصح كتاب بعد القرآن الكريم وكيف لا نسمح أن يسب مسئول فى الدولة ولا نمنع من يخطئ فى أئمة الإسلام الثقات الذين حملوا إلينا ديننا، وقد ورثنا عنهم القرآن والسنة. أما البخارى فقد كان قامة وقيمة حيث كان يحفظ مائة ألف حديث صحيحة ومائتى ألف حديث خطأ وخرج كتابه الصحيح من بين ستمائة ألف حديث وأكثر، قال: وما تركت من الأحاديث الصحيحة أكثر ثم يعرض صحيحه على الإمام أحمد بن حنبل والإمام أحمد بن حنبل شيخ البخارى.. وقد كان يحفظ مليون حديث ولما قرأ الإمام أحمد صحيح البخارى قال: كل ما جاء فى صحيح البخارى صحيح إلا أربعة أحاديث والقول فيها للإمام البخاري. لأنه هو الذى روى وهو الذى كتب سبعة آلاف حديث فى صحيحه. فإذا كانت شهادة صاحب المليون حديث فى صحيح البخارى أنه كله صحيح فكيف يخرج علينا من يشكك فيه.. فما علمه وكم يحفظ من القرآن ومن مشايخه الذين أجازوه.. وما ذاكرته فى الحفظ، ولو بحثنا لوجدناه لا شيء فى حين أن كل أئمة العلماء أذعنوا للبخارى فى قوة الحفظ والتقوى والورع وخشية الله فى نقل العلم عن أهل العلم. وكتابه أصح كتاب بعد القرآن الكريم لأن الشروط التى وضعها الإمام البخارى فى أخذ الحديث عمن أخذه عنهم شروط نادرة الحدوث فقد اشترط الزمان والمكان واحتمالية اللقيا ومعايشته لسلامة النقل والورع والزهد وقوة الذاكرة وغيرها من الشروط.

- هناك خلاف فى سماع الأغانى وأصبح الناس فى حيرة من أمرهم. فما حكم الشرع فى سماع الأغاني؟

الأغانى حلالها حلال وحرامها حرام وهى تتبع أثرها فإذا أثارت الشهوات ودعت إلى المنكر وتهدم المجتمع والمبادئ فهى حرام وإذا أزكت حب النبى والرسول والوطن فهو حلال كنشيد طلع البدر علينا ونشيد بلادى لك حبى وفؤادى التى أبكى كلما استمعت إليها والأغانى الوطنية والدينية تهزنى جدا. أما عن غناء المرأة أتحفظ عليه ولا أحبه حتى ولو كانت أغانى وطنية وغناء المرأة للنساء لا شيء فيه.

- تنقلات العلماء كثيرة داخليا وخارجيا. إلى أين كانت سفريات الدكتور إبراهيم أمين؟ وماذا كان الغرض منها؟

كانت سفرياتى كلها إلى أوربا ودعيت للسفر إلى أمريكا وقد كانت سفرياتى إلى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من دول أوربا من خلال مجموعة من المراكز الإسلامية ولا أتقاضى منهم شيئا ولست ملك أحد ولست محسوبا على أحد وما أنقله من علم قد تعلمته فى الأزهر الشريف.

ما أهم قرار اتخذته فى حياتك؟ ولماذا كان هذا القرار؟

هو قرار الزواج الذى جاء متأخرا وكان لا بد من القطع فيه حيث كنت فى السابعة والثلاثين من عمرى، ومن منطلق تلك التجربة دائما أوجه الشباب إلى المسارعة فى الزواج (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج) وتأخيرى فى الزواج كان سببه اقتصاديا ليس إلا..

د ابراهيم10

-ا لأئمة والخطباء هم مناط التوجيه الأول للمجتمع. كيف تقيم الخطاب الدينى حاليا؟ وما نصيحتك للأئمة والخطباء فى هذه المرحلة؟

الغريب أن الغرب يريدون تجديد وتغيير الخطاب الدينى وهم يهاجمون الإسلام أما الأئمة والخطباء فهم يحتاجون بالفعل إلى تجديد وتهذيب الخطاب الدينى وتطوير الأداء وعليهم أن يتناولوا الموضوعات الهامة للمجتمع والتى يبنى عليها المجتمع دينه وعقيدته ووطنيته الصحيحة وأنصحهم أن يردوا على الشبهات بالعلم وليس بالسباب والشتائم والغضب وعلى الجميع أن يحترم الجميع وإذا كان الإسلام يأمر بحسن جدال غير المسلمين والله قال (لكم دينكم ولى دين) وقال (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)

- رسالة مهمة لشخص هام. من هو الشخص وما هى الرسالة؟

الرسالة الأولى لكل من يحكم بين اثنين سواء كان قاضيا أو شخصا: قبل الحكم عليك أن تسمع من الاثنين سواء كان النزاع بين أخ وأخيه أو زوجة وزوجها.

الرسالة الثانية لكل زوج وزوجة: لابد أن يحافظ كل منهما على الآخر بالمعروف وليس بالحقوق فنحن بشر نصيب ونخطئ. ولكل المسلمين (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) فينبغى أن نهتم بالأمة وندعو لها بأن يجمع الله شملها وأن يجمع كلمتها وأن يوجه قلوبنا إلى ما يرضيه.

سفرياتي للخارج هدفها نشر فكر الأزهر الوسطي ورفضت كل أنواع العطايا

ولد عام 1967م

نشأ فى المراغة سوهاج بصعيد مصر.

تخرج فى كلية الدعوة الإسلامية بالأزهر.

حصل على الماجستير فى موضوع (النور في فكر الصوفية)، والدكتوراه كان موضوعها (بركة يد الحبيب محمد على الإنسان والنبات والجماد).

عمل في المعاهد الأزهرية والآن في مجال الدعوة داخل وخارج مصر خاصة في أوربا لتبليغ رسالة الأزهر الشريف.

رزقة الله بثماني بنات وولد، منهم خمسة ختموا القرآن والباقي على وشك الختام وأصغرهم عامان

على الأئمة تطوير الأداء والرد على الشبهات بالعلم وليس بالسباب