القارئ الشيخ/ محمود إسماعيل الشريف :
قلة الخشوع والاهتمام بالنغم على حساب الأحكام يسىء للقراء
قال القارئ الشيخ/ محمود اسماعيل الشريف أنه لابد من تماسك المصريين والتقائهم على ثوابت تجمع ويكون المنطلق من طريق الحب والإخلاص والإصلاح لمصر
واعتبر أن القراء الذين يسافرون للخارج يجب أن يعلموا أنهم سفراء للقرآن وأن يعلموا المعنى الحقيقى لسفير القرآن فهو رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبليغ كتاب الله فى العالم وعليه أن يتخلق بأخلاق النبى صلى الله عليه وسلم وأن يكون قدوة فى كل ما يفعل
سفراء القرآن يجب أن يكونوا قدوة بحق لأنهم رُسُل رسولِ الله
ـ كيف حفظت القرآن وما الفرق بين الطريقة التى تعلمت بها والطرق المستخدمة اليوم؟
كنت أحفظ بطريقة الألواح وكنت كلما انتهيت من لوح حفظت غيره فى نفس اليوم وكنت أحفظ ليلا ونهارا وكان لدى طمع ونهم فى حفظ القرآن الكريم وطبيعة الحفظ كانت توجب وتحتم علينا الإتقان مع الحفظ لأن أسلوب المحفظين كان شديدا وعقابهم كان أليما وولى الأمر كان يعطى كل ما لديه من جهد ومال لكى يحفظ ابنه القرآن الكريم وكان نظام الكتاتيب موجود بقوة وهو أسلوب ناجح وممتاز وعدم وجوده فى هذه الأيام مشكلة كبيرة لأن معلم القرآن الذى يأتى للمنزل اليوم غير متقن وغير متابع بدقة والحل لهذه المشكلة هى رجوع الكتاتيب مرة أخرى
ـ متى وكيف كانت أول مواجهة للجمهور؟ وكيف ارتدت الاحتفالات والمناسبات بعد ذلك؟
أول مواجهة للجمهور وكان جمهورا كبيرا فى عزاء شيخى الشيخ عبدالمقصود عبدالسميع الذى حفظنى القرآن وقد كانت له شهرة كبيرة فى البلاد المجاورة وكنت وقتها فى الحادية عشر من عمرى وفوجئ الجمع الجماهيرى الكبير بأننى أعتلى كرسى التلاوة والمفاجأة الأكبر أن الجميع أصيبوا بالدهشة والإعجاب بصوتى الذى يستمعون إليه للمرة الأولى و كنت متماسكا ولم أرهب الموقف ويرجع ذلك لثقتى فى نفسى وحفظى الجيد وأخذت بكل الأسباب والحمد لله كان التوفيق حليفى فى هذه المواجهة الجماهيرية التى كانت انطلاقة مهمة بالنسبة لى حيث أننى بعد تلك التلاوة دعيت لاحتفالات ومناسبات أخرى فى قريتى وفى القرى والمراكز المجاورة وفى إحدى المناسبات دعيت للتلاوة وفوجئت بالقارئ الإذاعى الكبير الشيخ عبدالعزيز على فرج وقد طلبوا منه الاستماع لصوتى فقدمنى وبعد أن انتهيت من التلاوة وكان مستمتعا بها قال لأصحاب المناسبة: لم يكن هناك داعى لدعوتى وأنتم لديكم هذه الموهبة الممتازة ثم ذاع صيتى فى الشرقية والمحافظات المجاورة.
ـ تقدمك للإذاعة عام 1977م حمل الكثير من المفاجآت. كيف كان ذلك؟
تقدمت للإذاعة عام 1977م فجاء رد الإذاعة ليلة رأس السنة الهجرية باستدعائى للاختبار غدا فاتصلت بفضيلة الشيخ أحمد محمد عامر الذى سبقنى للإذاعة فى الستينات وقد كان يحفزنى على ذلك فقال: لابد وأن تذهب وأنت كامل الاستعداد حتى تجتاز الاختبار بنجاح فهل أنت جاهز؟ فقلت له:أحتاج لعدة أيام فقال: أرسل تلغراف للإذاعة بالاعتذار وتأجيل الامتحان ففعلت ولم ترسل لى الإذاعة خطاب لللإختبار إلا بعد عامين فى شهر أبريل عام 1979م وكان فى يوم أربعاء وتحدد الإختبار يوم الأحد القادم فلم أنم طوال الأربعة أيام المتبقية على الاختبار وظللت أراجع وأراجع حتى ذهبت إلى الإمتحان مرهقا وقد نصحنى بعض زملائى الذين جاءوا لإعادة الإختبار وقال لى: مع بدايتك اصعد للجواب مع الإتقان واستخدم كل طبقات صوتك ولا تضيع الوقت فى الإعادة ودخلت على لجنة اختبار الإذاعة وكان رئيسها الشيخ محمد مرسى عامر رحمه الله وكان الشيخ رزق خليل حبة رحمه الله عضو وكذلك الشيخ عبدالعزيز السحار بها وألقيت عليهم السلام فقال لى الشيخ رزق خليل حبة: هل هذه أول مرة لك فى الإختبار فقلت له:هى أول مرة وآخر مرة إن شاء الله.فلفت ردى وثقتى فى نفسى نظر اللجنة وانتظروا تلاوتى فدخلت إلى ميكروفون الإختبار وكنت فى قمة التعب والإرهاق وبمجرد بداية التلاوة نسيت كل مالدى من تعب وتذكرت نصيحة زميلى وأخذت بها وإذا بفتح من الله سبحانه وتعالى جعل أعضاء اللجنة ينظر كل منهم للآخر بفرحة لمستوى الأداء الذى قدمته وكلما رأيت فى أعينهم نظرات الإعجاب كلما شحنت بالحماسة والقوة والروح المعنوية ترتفع ولم أعرف النتيجة إلا بعد يومين بشرنى بها فضيلة الشيخ أحمد محمد عامر وقد حصلت على الإمتياز والحمد لله. ثم سجلت نصف ساعة للإذاعة وأجيزت ثم سجلت عدد من التلاوات مدة كل تلاوة 15 دقيقة وكانت ست تلاوات لتذاع بالإذاعة والحمد لله أعجب الجميع بالأداء
ـ ما تقييم فضيلتك لواقع حفظة وقراء القرآن فى مصر؟ وما هى النصيحة المهمة التى تحملها لهم؟ ومن الذى أعجبك فى الجيل الجديد بالإذاعة؟
الجيل الجديد من القراء للأسف يهتم بالنغم والصوت والمقامات على حساب الأحكام والإحساس والمعايشة لآيات القرآن الكريم وللأسف كثير شباب القراء يجعل من نظر الناس وإعجابهم به وبصوته هدفا لهم وهذا لا يجوز وهو من أكبر عوامل الفشل لأن ذلك يتنافى مع الإخلاص ومع الإتقان للتلاوة وأحكامها وهذا لايمنع أن منهم عدد من المخلصين لكنهم أقل ونتمنى أن يكثروا وأنصحهم أن تكون التلاوة أولا تكون خالصة لوجه الله ثم الأخذ بالأسباب. وقد لفت نظرى بالأداء الطيب والجميل من الجيل الجديد للإذاعة الشيخ حجاج الهنداوى وهو صاحب أداء متميز وأحكامه سليمة ولديه صوت مؤثر.
ـ ما هى أهم المحطات فى حياة فضيلة الشيخ محمود اسماعيل الشريف؟
من أهم المحطات فى حياتى أول تلاوة وكانت بث مباشر على الهواء من مسجد السيدة زينب بالقاهرة فى صلاة الفجر وكانت التلاوة من سورة القصص عام 1988م وكانت بفضل الله انطلاقة كبيرة ومحفزة وكنت أستشعر أن العالم كله يستمعون إلى فاستجمعت كل فكرى وأعصابى فى التلاوة والحمد لله كان التوفيق حليفى وقد أخبرنى بعدها الشيخ محمد الطوخى أنه بعد أن استمع لتلاوتى ذهب للدكتور كامل البوهى ليشيد له بتلاوتى وأدائى وقد حكى لى ذلك فيما بعد حينما التقينا على متن الطائرة القادمة إلى مصر من نيجيريا. كذلك من أهم المحطات إذاعة أول تلاوة مسجلة بالإذاعة فى مارس عام 1980م وكانت من سورة النور (الله نور السماوات والأرض) والأهل والأحباب وأهل القرية منتظرون التلاوة وكنت معهم فى انتظار الساعة التاسعة موعد إذاعة التلاوة حيث قدمت التلاوة وبعدها كان رد الفعل عظيما لدى الناس فى القرية والعائلة والحمد لله.
ـ موقف إيجابى كان يحمل لك السعادة. ما هو ذلك الموقف؟
فى إحدى سفرياتى لأمريكا أسلم شاب وشابة أمريكيين وأرادا أن يتزوجا وكنت أنا صاحب الحظ الوفير فى عقد قرانهما على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبحت الفرحة أفراح بإسلامهما وزواجهما وكان احتفالا عظيما ومبهجا وكنت قد سافرت إلى كينيا فى ممباشة كان هناك معنا رجل أعمال يمنى اسمه محمد بوازير وهو من عدن وهو رجل أعمال أقام فى كينيا عدد كبير من المدارس والمؤسسات وكان سميع من الطراز الأول وحينما استمع لتلاوتى طلب منى المزيد وكلما انتهيت طلب المزيد وكان لا يتركنى إلا إذا أشبع شىء من رغبته وحبه للقرآن رغم استماعه فى كل مرة لوقت طويل من التلاوة هذا الرجل كان يدخل على البهجة والفرحة لحبه لكتاب الله وكان يسعدنى بسعادته بكتاب الله
ـ السفريات القرآنية لها طعم خاص. ما هى سفريات فضيلتكم كسفير للقرآن الكريم. وما هى أهم ذكرياتك فيها؟
سافرت والحمد لله إلى دول عديدة كسفير للقرآن بدأتها برحلتى إلى سيراليون عقب التحاقى بالإذاعة بعام واحد وكان ذلك عام 1980م والحمد لله كانت رحلة موفقة ثم سافرت إلى كينيا وقد كانت سعادتى غامرة هناك حين أسلم أربعة من الكينيين بعد استماعهم للتلاوة. ثم سافرت بعدها إلى باريس فى رمضان عام 1986م والتى استمتعت فيها برد الفعل لتلاوات القرآن وتجمعت الجاليات العربية والإسلامية حولنا كقراء للقرآن وكانو يقدمون لنا كل الإحترام والتقدير ثم سافرت بعد ذلك إلى جزر المالديف عام 1988م والتى كان رئيسها مأمون عبدالقيوم الذى كان يحضر وهو التلاوة يوميا هو وأعضاء حكومته ثم كان يلقى كلمة بعد كل تلاوة لأنه كان خريج جامعة الأزهر وذلك بالمركز الإسلامى على المحيط الهندى وكان القرآن كاملا منقوش على حوائط المركز وكنت أقرأ يوم ورفيقى الشيخ حمزة الحلوانى يقرأ يوم ودرس الرئيس يومى حتى نهاية شهر رمضان ثم سافرت إلى كينيا سنتان متتاليتان ثم استراليا وألبانيا وأسبانيا مرتان وأمريكا واستراليا كل منهما ثلاث مرات ثم كندا وإيطاليا وموريشيوس والبرازيل وغيرها
ـ التكريم من النقاط المضيئة فى الحياة. ماهى التكريمات التى حصلتم عليها؟ وما أثرها عليكم؟
الحمد لله كل دولة كنا نذهب إليها كانوا يستقبلوننا استقبل على أعلى مستوى وفى بعض الدول استقبلونا كاستقبال الرؤساء والوزراء وكنا نكرم فى معظم الدول فى نهاية كل رحلة من الرحلات وكانت تكريمات رسمية من رؤساء ووزراء فى دول كثيرة مثل الرئيس مأمون عبدالقوى رئيس جزر المالديف
ـ ما هو الحصاد القرآنى الخاص بفضيلة الشيخ/ محمود اسماعيل الشريف حتى الآن وما تقييمكم لذلك الحصاد؟
الحمد لله لدى الكثير من التسجيلات بالإذاعة المصرية بمدد مختلفة وكذلك بالتليفزيون المصرى والتليفزيونات والإذاعات العربية والإسلامية وكذلك مجموعة كبيرة من السفريات القرآنية سجلت خلالها عدة تسجيلات إضافة إلى تلاوات الهواء والاحتفالات والتلاوات الرم ضانية والصلوات وعدة لقاءات بالإعلام المصرى والعربى والإسلامى وذلك بالإضافة إلى عدد من أشرطة الكاسيت التى قمت بتسجيلها قبل التحاقى بالإذاعة والحمد لله معظم الحصاد تم توثيقه وهو موجود الآن فى عدة مواقع على الإنترنت والحمد لله رب العالمين.
ـ ما هى أمنية فضيلة الشيخ/محمود اسماعيل الشريف؟ وماذا تفعل لتحقيقها؟
أتمنى أن يعيد الله سبحانه وتعالى مصر لصدارتها مرة أخرى وأن ترجع لها قوتها المعهودة وكلنا رجاء فى وجه الله أن تكون مصر آمنة كما أرادها الله
ـ واقع المصريين يضج بالخلافات والاختلافات. كعالم من علماء الأمة فى مجال القرآن الكريم. ما المخرج وكيف ننهى تلك الاختلافات وكيف يمكن لم الشمل؟
لابد من تماسك المصريين ولن يأتى هذا التماسك إلا إذا التقينا على ثوابت تجمع الجميع وإذا كانت هناك خلافات فى وجهات النظر فى أمور فهناك اتفاق فى أمور أخرى وعلينا أن نلتقى عليها وأن نترك مساحات الخلاف لأنها لا تأتى بخير فالجميع يتفق فى حب مصر فلماذا لا نعمل على هذا الأساس ونتعامل عليه ويكون هو المنطلق ويجب أن نتكاتف على إصلاح ما تم إفساده وكفانا خلافات وكفانا شتات وليكن الجميع فى طريق واحد هو طريق الحب والإخلاص والإصلاح لمصر وهذا كفيل لعودة مصر مرة أخرى إن شاء الله وعلى الجميع أن يترك المصلحة الخاصة ولنتجه جميعا للمصلحة العامة وهى مصلحة الوطن التى تهم الجميع وأرى أن القرآن هو العامل الذى يتفق عليه الجميع ولن يرفض الناس الالتفاف حوله وسوف تكون الوحدة من خلاله وهنا ندعو العلماء بأن يقوموا بدورهم بجمع وتوحيد الناس من خلال القرآن واتباع تعاليم القرآن والسنة النبوية المطهرة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)
ـ كثير من الناس يسلموا بسبب سماع القرآن. كيف ترى دور القراء بالخارج؟ وما المطلوب لزيادة رقعة انتشار القرآن الكريم فى العالم؟
القراء الذين يسافرون للخارج يجب أن يعلموا أنهم سفراء للقرآن وأن يعلموا المعنى الحقيقى لسفير القرآن فهو رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبليغ كتاب الله فى العالم وعليه أن يتخلق بأخلاق النبى صلى الله عليه وسلم وأن يكون قدوة فى كل ما يفعل وفى كل ما يقول لأنه هو واجهة القرآن فى الدولة التى يرسل إليها. أما بالنسبة لانتشار القرآن فوسائل نشره كثيرة ومتوفرة خاصة فى ظل التقدم التكنولوجى ووسائل التواصل والإنترنت
محمود إسماعيل على الشريف
قارئ بالإذاعة المصرية
ختمت القرآن فى الثانية عشر من عمري
درست التحفة والجزرية والشاطبية
عينت مقيم شعائر بالأوقاف 1965م
مواليد 16 يونيو 1943م بالهجارسة مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية
متزوج ولدى أربعة أبناء الأول أحمد وهو صيدلاني، ومحمد ويعمل فى وزارة البترول، وفاطمة، وصفاء وهى طبيبة بيطرية، وأحفادى تسعة.
أمنيتى أن يعيد الله إلى مصر الأمن والصدارة ولن يتماسك المصريون إلا إذا التقوا على الثوابت والقرآن أهمها
القارئ محمود إسماعيل: قلة الخشوع والاهتمام بالنغم على حساب الأحكام يسىء للقراء
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة