القارئ الشيخ السيد متولى: المصريون يحبون القرآن

حوارات
طبوغرافي

أجرى الحوار/ أحمد عبد العاطي

الشيخ السيد متولى عبد العال قارئ القرآن الكريم بالإذاعة المصرية

سيد 11

قال- رحمه الله- فى حواره مع الفتح اليوم :
إن عودة نظام الكتاتيب ضرورة ملحة تحت إشراف وزارة الأوقاف لأنها تضمن للأولاد التحصيل والمداومة والاستمرار فى حفظ كتاب الله. وأكد أن لجنة القراء بالإذاعة المصرية صمام أمان ضد تجاوز  البعض فى التلاوة والمغالاة حيث تراقب أداء كل القراء وبدقة .
وإن أهل مصر يحبون القرآن وأهله والصعيد يحيون الأفراح بالقرآن لأنه يدخل عليهم السرور وكانوا فى العزاءات يستمعون القرآن عدة ليالى تصل إلى سبعة

  • تعريف مختصر
  • ولد يوم 26/7/1947م
  • بقرية الفدادنة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية
  •  تزوج عام 1969م
  • ورزقه الله بالذرية الصالحة فقد رزق ولدين
  • هما د/ محمد : طبيب بيطرى ود/صلاح :طبيب بشرى و ستة بنات كلهم تعلموا بالتعليم العالى وكلهن تزوجن وعدد الأحفاد ثلاثة وثلاثون حفيدا وقد حفظتهم القرآن والحمد لله لأن القرآن نور القلب والعقل
  • توفى فى 16‏/07‏/2015 - عن عمر يناهز  68

 ـ كيف كانت النشأة وحفظ القرآن؟

التحقت بكتاب الشيخة مريم رزيق  حيث أخذنى والدى إليها وكانت شيخة الكتاب وكانت كفيفة لكنها كفاءة وكانت وقتها تبلغ من العمر خمسة وعشرون عاما كان ذلك عام 1952م وقد حفظت أجيالا كثيرة حتى بلغت التسعين سنة وتوفيت عام 2007م وكان الأولاد الكبار يساعدونها كعريفة لتحفيظ الأولاد الصغار وكانت تحفظ الكبار وتشرف على تحفيظ الصغار وحينما بلغت السادسة من عمرى التحقت بالمدرسة بالصف الأول الابتدائى وكنت أذهب إلى المدرسة فى الصباح وإلى الكتاب فى المساء وظللت على هذا حتى الصف الخامس الابتدائى حيث ختمت حفظ القرآن الكريم ثم انقطعت عن المدرسة بعد الصف السادس لأتعلم أحكام التلاوة عند شيخى الشيخ أحمد الصاوى عبد المعطى رحمه الله وأتممت قراءة حفص عن عاصم ثم ذهبت إلى شيخى الشيخ طه الوكيل بقرية العرين وتلقيت عنه قراءة ورش وقالون عن نافع وأثناء ذلك كان الناس يدعوننى لإحياء الليالى عندهم فى المناسبات المختلفة

ـ من كان قدوتك فى الصغر ؟

سيد 3
كنت أستمع إلى الرعيل الأول فى الإذاعة لكن حينما بدأت التلاوة لم أقلدهم ولكن الحمد لله صنعت أسلوب وطريقة خاصة بى وكان والدى رحمه الله ذواق فى الأصوات وكان صوته جميل رغم أنه كان لا يقرأ ولا يكتب وكان يستمع لى قائلا لا تقلد أحد وتحت إشرافه كانت هذه الطريقة المستحدثة التى أقرأ بها.

ـ التحقت بالإذاعة متأخراً بعدما  ملأت تلاواتك العالم الإسلامى ؟

لم أكن أنوى الالتحاق بالإذاعة وكنت أكتفى بحفلاتى وجولاتى فى جميع أنحاء مصر وكنت أقوم بتسجيلات كاسيت كانت تنتشر بسرعة البرق فى كل أنحاء العالم ولكن بعض المقربين طلبوا منى وألحوا فى الطلب للإلتحاق بالإذاعة فى الخمسين من عمرى فتقدمت وبفضل الله أجازونى من الاختبار الأول وقد كان فى لجنة التحكيم عمالقة كالشيخ رزق خليل حبة والشيخ محمود برانق والشيخ أبو العينين شعيشع ومن الموسيقيين الأستاذ عبد العظيم محمد والأستاذ فؤاد حلمى ورئيس اللجنة كان الأستاذ كمال النجار رئيس شبكة القرآن الكريم رحمهم الله جميعا.وكان الموقف صعب وحينما تلوت عليهم سبع دقائق كما طلبوا منى طلبونى للذهاب إليهم وناقشنى كل منهم فى مجاله واحدا واحدا وقد وفقنى الله فى الإجابة وبعد نجاحى سجلت ستة أرباع ساعة للإذاعة اختارها لى رئيس الإذاعة ثم سجلت أربعة أنصاف ساعة وأجيزت كل التلاوات لأكلف بعدها بالخروج فى تلاوات الهواء فى صلاة الفجر والجمعة وغيرها من الاحتفالات الخارجية وكان ذلك كله فى سنة واحدة

ـ ما رأيكم فى أسلوب حفظ القرآن اليوم وهل من الأفضل الرجوع لنظام الكتاتيب؟

سيد 8
للأسف معلمو المنزل اليوم معظمهم لم يكمل تعليمه ولم يحصل على إجازات القرآن الكريم ومستواه متدنى وفاقد الشيء لا يعطيه وبالتالى لا نجد المستويات المرجوة وهذا يكون سبب أساسى فى تأخر الأولاد وعدم تمكن الجيل من القرآن الكريم كما ينبغى ، أما نظام الكتاتيب فهوة ضرورة ملحة ولابد من رجوعه تحت إشراف وزارة الأوقاف لأن الكتاتيب فيها من العلم ومن التنافس ما يضمن للأولاد التحصيل و المداومة والاستمرار ولا يجب التوقف عند الحفظ ولكن يجب دراسة القراءات وعلم التجويد لأن عدم قراءة القرآن بدون تجويد يحمل صاحبه إثم.

ـ من قارئ القرن العشرين من وجهة نظركم ولماذا؟

الجيل الأول للقراء كل منهم يستحق أن يكون قارئ كل القرون وليس القرن العشرين فقط لأنهم هم أعلام القرآن وقد قرأوا القرآن بأمانة ورهبة من الله وهم المعلمون إلى قيام الساعة.

ـ ما رأيكم فى جيل القراء الجديد ومن يعجبك منهم؟

سيد 7
لو التزم قارئ القرآن ولم يتبع هواه يفلح ،ودائما لجنة الإذاعة تحذر من الأخطاء بل وتعطى من وقت لآخر وقف لبعض الشيوخ بسبب التجاوز فى التلاوة والمغالاة وأنا أعتبر أن لجنة الإذاعة صمام أمان فى هذا الأمر لأنها تراقب أداء كل القراء وبدقة فى أداء التلاوات من حيث الأحكام والصوتيات وعدم المغالاة لأن المغالاة منتشر أكثر فى الجيل الجديد وإذا ترك الحبل على الغارب ستقترب تلاوة القرآن من الغناء الذى لا يليق به وهو كلام الله سبحانه وتعالى ولذلك فأنا أنصح الجيل الجديد من القراء بعدم المغالاة فى تلاوة القرآن وعليهم أن يستشعروا أنه كلام الله تعالى.

ـ مدرستكم ذات طابع خاص..كيف كوّنت مقاماتها ومن ساعدك فى هذا؟

فى بداية القراءة حتى سجلت أول شريط كاسيت لى عام 1984م وكنت قد بلغت من العمر السابعة والثلاثين وقد سجلت سورة يوسف وقصار السور و لم يكن عندى أى دراية بالمقامات الصوتية ولكن قرأت بالتفاعل الفطرى مع القرآن فالآية هى التى تحدد لى طريقة القراءة سواء كان بالفرح أو بالحزن وغير ذلك والحمد لله الذى وفقنى فى ذلك وقد طبقت ونفذت كل المقامات ولم أعرف أسماءها وحينما تقدمت للإذاعة كان لابد من مجالسة من يعلمنى أسماء المقامات وقد كان اللقاء مع بالفعل مع الحاج محمود الأبونيه بمدينة فاقوس رحمه الله، وقد تعلمت أصول المقامات واكتشفتها كأننى كنت أعرفها منذ زمن.

ـ ما هو الموقف الذى لا تنساه فى حياتك وقد كان سبب كبير فى نجاحك فى عالم التلاوات؟

سيد 5
والدتى عليها رحمة الله هى صاحبة الموقف الأول فى حياتى حيث وهبتنى للقرآن وأنا لازلت فى بطنها وقد أخذتنى من يدى وأنا ابن خمس سنوات إلى الكتاب ثم كانت المتابعة الجادة فى كل وقت لكى أكون متقنا لحفظ القرآن وتجويده والحمد لله الذى لم يضيع جهدا تم بذله من أجلى فى طريق القرآن الكريم

كثيرون باتوا يشكون من ضعف خريج الأزهر فى تجويده للقرآن.. بم تنصح؟

الطالب فى الأزهر يدرس عدد من المواد الدراسية والقرآن الكريم مادة منها وهو يدرس نصوص مختلفة من القرآن فى سور مختلفة بخلاف المنهج التتابعى للقرآن لكن الاهتمام الكمى والكيفى ضعيف لذلك لابد لطالب الأزهر من إتمام تعلم القرآن على يد شيخ خارج المعهد الدينى الأزهرى

ـ بانتشار التكنولوجيا ،ذهب عهد شريط الكاسيت الذى أشهر عظماء دولة التلاوة ، برأيك هل أفادت القراء؟

سيد 10
لانستطيع أن ننكر التقدم والعلم والمقارنة شاسعة وفارق كبير جدا بين زمن الكاسيت وزمن الإنترنت ففى زمن الإنترنت تضاعفت سرعة الانتشار بشكل رهيب وسريع جدا إذا لا مجال للمقارنة بين زمن الكاسيت وزمن الإنترنت فالعالم الإسلامى كله يستمع للجميع الآن للصغير والكبير والمواقع والصفحات عبر الإنترنت توصل بشكل سريع جدا وكثير من القراء لم يلتحقوا بالإذاعة يسافرون بعثات للخارج للتلاوة لأنهم قد عُرفوا عن طريق الإنترنت  

ـ كيف تقيم دولة “السميعة” اليوم سماعا وحفظا وعلما وعملا؟

مستمع القرآن يختلف من بلد لآخر فهناك من يستمع بصمت وهناك من يفرح لسماع القرآن ويعبر عن ذلك بكلمات الإعجاب أما الصعيد فيحيون الأفراح بالقرآن لأنه يدخل عليهم السرور وكانوا فى العزاءات يستمعون القرآن عدة ليالى تصل إلى سبعة ومصر عموما أهلها يحبون القرآن وأهل القرآن.

ـ رسالة توجهها لقارئ القرآن ؟

سيد 1
رسالتى إلى كل قارئ القرآن الذى يريد أن يحفظ القرآن ويقرأه لابد أن تكون حريص على القرآن وتعلم أحكام تلاوته ولا يتكبر على التعليم وأن حضور الاحتفالات ليس معناه إتمام التعليم على الشباب أن يقرءوا القرآن بأمانة وألا يقصروا فيه فأنا أنصح شباب القراء أن يداوموا طلب العلم وحضور الاحتفالات ليس معناه الانتهاء من التعلم بل هى بداية جديدة

ـ تم تكريمكم أكثر من مرة فى مصر وخارجها..هل هذا صحيح؟

كل مكان كنا نذهب إليه كقراء للقرآن الكريم كنا نُقابل بترحاب وبحفاوة بالغة وما هى إلا كرامة القرآن وفضل القرآن كما تم استقبالنا ومازال فى صالات كبار الزوار وننزل بالفنادق الفاخرة فى كل الدول والتكريم لا أظنه إلا للقرآن الكريم والحمد لله الذى جعلنى سفيرا للقرآن واختارنى لكى أكرم بالقرآن وقد كرمونى بالأوسمة فى معظم الدول التى ذهبت إليها كالعراق وإيران وباكستان وشهادات تقدير من دول أخرى كثيرة.أما عن لقب الشيخ فأنا أعتز به ولا أرضى عنه بديلا فأنا أعتز به لأن الله هو الذى شيخنا بالقرآن و لا أحب أن يسعى قارئ للقب آخر