القارئ الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي: أنتمي لمدرسة إسماعيل وغلوش والبهتيمي..

حوارات
طبوغرافي

تحقيق / أحمد عبد العاطى

 

أكد القارئ الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي أنه لايتصنع في التلاوة،

والقرآن يُزيّن حافظه بالتواضع ..والقراء الجدد مقلدون

ويشعر بكل آية يقرؤها لأن مايخرج من القلب يصل إلى القلب،

وأشار إلي أن الجيل الجديد يختلف عن الجيل القديم في كثير من الصفات كالتواضع واحترام الكبير فبعضهم يتكبر ولا يحترم القدماء، وهناك أصوات جيدة لكنهم مقلدون معتبراً أن الإذاعة فضلها كبير علي القراء لأنها سبب شهرتهم وسبب أكبر لتعلق الناس بالقرآن الكريم

ـ متى حفظت القرآن الكريم، وكيف بدأت الرحلة وأتممتها مع كتاب الله؟

طنطا 6
التحقت بالتعليم الأزهري منذ صغري بعد أن أتممت حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمري حيث التحقت بمعهد المنصورة الديني الأزهري والثانوي ووالدي عليه رحمة الله والأسرة كلها كانوا يحبون أهل العلم والقرآن الكريم فقد ألحقني أبي بكتاب القرية في النسيمية وقد حفظت القرآن في سنتين فقط من الثامنة للعاشرة، وكنت أحفظ يوميًا ولم أتخلف يوما واحدا وكنت أحفظ يوميا ربعًا كاملًا، وأراجع ربعين كاملين وكان شيخي الشيخ صلحي محمود متقنا للقرآن الكريم وكنت أحفظ في البداية تلقينيًا بدون أحكام وبعد إتمام الحفظ بدأت في دراسة أحكام التجويد.

ماذا عن دور الوالدين ؟

 متابعة والدي كانت دائمة في كل مراحل حياتي وكذلك والدتي وكان أبي يستخدم معي الثواب والعقاب في المتابعة، ولم أكن مدللا لقد أراد أن يصنع رجلا حافظا لكتاب الله وبالفعل صنع والحمد لله،وما أنا فيه من خير سببه والدي رحمه الله.
وقد أكملت دراسة التجويد أيضا عند الشيخ صلحي محمود رحمه الله الذي أتم لي القراءات. وفي تعليمي بالأزهري تخرجت من الثانوية الأزهرية بالمنصورة، ثم التحقت بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، وبعد انتهاء الدراسة عينت بالوعظ تبع وزارة شئون الأزهر وكانت تختلف عن وزارة الأوقاف،ثم ألغوا وزارة شئون الأزهر وانضم الوعظ لمجلس الوزراء ولازلنا كذلك.

ـ إلى من كنت تنظر وأنت صغير على أنه قدوة حياتك، وتريد أن تكون مثله في المستقبل؟

طنطا 4
كنت أستمع إلى جميع العظماء في الإذاعة مدققا في تلاواتهم من حيث الأداء الصوتي والتجويد والوقف والابتداء وكنت أنظر إليهم نظرة المتعلم المتأمل؛ لذلك تطلعت لهؤلاء الكبار.. وأنا أنتمي إلى مدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ راغب غلوش.. والشيخ عبدالعزيز حصان، والشيخ كامل يوسف البهتيمي.. وغيرهم.

ـ دائما أول مواجهة للجمهور لاتنسى. كيف ومتى كانت ؟

كانت هناك مواجهات مبكرة للجمهور في المرحلة الثانوية بالمنصورة، وكانوا في قريتي يأتون بالقراء المشاهير، وكنت أقرأ معهم في حفلاتهم حتى عرفت ونضجت وأصبحت أحضر المناسبات لأحييها منفردا بفضل الله.

ـ كيف جاءت فكرة التحاقك بالإذاعة ومن كان صاحب الفكرة؟

تقدمت للإذاعة وأنا طالب بالجامعة، ولم أوفق وكانت محاولة للطرق على الأبواب، وبعد تخرجي وتعييني بدأت مرة أخرى في التقديم للإذاعة وفي هذه المرة أكرمني الله سبحانه وتعالى ونجحت في الاختبار، وكان ذلك عام 1986م وكنت في التاسعة والثلاثين من عمري..

ـ هل تتذكر المرة الأولى التي قرأت فيها على الهواء مباشرة وأين كانت تلك التلاوة المهمة؟

طنطا 9
كانت في قرية شنيسة في محافظة الدقهلية وكانت في صلاة الجمعة، ولم تتم هذه التلاوة حيث ذهبنا للمسجد في العاشرة صباحا فوجدناه فارغا ولم أجد طاقم الإذاعة فسألت عن عدم مجيئهم فقالوا لأن شبكة التليفونات سقطت، فكان سقوط الشبكة سببًا في عدم إتمام تلك التلاوة وقد دخلت القرية ليلا حتى لا يراني أحد؛ لأنهم كانوا ينتظرون تلاوتي في صلاة الجمعة ثم كلفتني الإذاعة بتلاوة الجمعة التي بعدها، وكانت في مسجد أرض الجولف بمصر الجديدة.

ـ هناك من القراء من يعتذر عن تلاوة الإذاعة ليحضر حفلة خاصة نظراً للمقابل المادي؟

القارئ الذي يعتذر عن تلاوة الإذاعة ليحضر حفلة خاصة يرتكب خطأ كبيرًا لأن الإذاعة فضلها كبير علينا؛ لأنها سبب تعلقنا بالقرآن الكريم وسبب شهرتنا وهي التي تعلم الأجيال القرآن الكريم من خلال القراء فهي تدل على الخير دائمًا..وهي دائما موجودة في البيوت وفي السيارات وفي كل مكان يستمع لها الناس بكل أعمارهم وأجناسهم.. والإعلام له قدره الكبير وقراءة الإذاعة لها رونقها الخاص حيث تنشر كتاب الله ويسمعك المليارات على مستوى العالم فلا يجب أن يقدم أي احتفالات على الإذاعة.

ـ الإعلام الديني له دور كبير في نشر القرآن الكريم. ما تقييمك للإعلام الديني والقرآني حاليا؟

إذاعة القرآن الكريم تقوم بدور كبير في نشر القرآن الكريم وعلومه وعندي تحفظ على الفضائيات وعلى التليفزيون حيث أن مدة هواء الجمعة وصلاة الفجر قليلة حيث قلت مدة التلاوة إلى دقائق معدودة وفي إحدى المرات جلست أمام الكاميرا مستعدا ولم أقرأ سوى خمس دقائق فقط وكان في شهر رمضان في صلاة الجمعة فأرجو من التليفزيون أن يهتم بالقرآن أكثر وأن يفرد له وقتا يناسبه ويناسب قدره

ـ من أصدقاؤك من قراء الإذاعة؟

طنطا 5
الدكتور عبدالفتاح الطاروطي الذي أكن له كل حب واحترام يتصل بي بعد كل تلاوة ويمدح آدائي ويبادلني التلطف والأسلوب الجميل في الحوار فهو صاحب أدب وعلم ولديه ذوق كبير أما أستاذي الشيخ أحمد محمد عامر فهو أستاذي الكبير وأنا أقبل رأسه وقدميه لأنه علمنا الكثير.

ـ الجيل الجديد فيه سلبيات وإيجابيات عديدة. ما رأيك في جيل القراء الجديد؟

الجيل الجديد يختلف عن الجيل القديم في كثير من الصفات كالتواضع واحترام الكبير فبعضهم يتكبر ولا يحترم القدماء، وهناك منهم أصحاب أصوات جميلة لكنهم مقلدين ولم يضيفوا جديدا لأن القرآن يحتاج إلى تواضع ممن يحمله.

ـ بصراحة من من القراء الجدد يعجبك ؟

للأسف معظمهم يشبه بعضهم البعض لكن يعجبني منهم المجتهدين كالشيخ طه النعماني والشيخ حجاج الهنداوي والشيخ محمود الخشت.

ـ كأحد مشاهير القراء. كيف تقيم استقبال المجتمع اليوم للقرآن الكريم والتفاعل معه؟

إذا وجدت المجتمع مقصراً في القرآن الكريم فإن التقصير عند القراء لأن أهم باب في علوم القرآن هو باب الوقف والابتداء ولو التزم به القارئ سيصل لقلوب الناس وسيؤثر فيهم ويقرب لهم المعنى، ولقد رأيت مواقف غير لائقة من بعض القراء والسبب عدم المهارة في الوقف والابتداء وهذه مشكلة كبيرة في حامل القرآن الكريم وعليهم الاهتمام بهذا الأمر.

ـ الحياة مليئة بالمواقف. ماالموقف الذي أدخل عليك السرور؟

 قيل لي أكثر من مرة على لسان بعض من استمعوا إلي.. حيث قال لي أكثر من مستمع: لقد كنت مريضا وشفاني الله باستماعي للقرآن الكريم بصوتك ففرحت لذلك كثيرا.. والحمد لله أنا لا أتصنع في التلاوة، وأشعر بكل آية أقرؤها وما خرج من القلب يصل إلى القلب.. وأنا والحمد لله ما يخرج على لساني من القرآن مصدره قلبي لأنني أشعر به ومتعايش معه، وأعرف معناه جيدا.

ـ إلى أين كانت سفرياتك وماذكرياتك فيها؟

طنطا 1
سافرت إلى معظم دول العالم لتلاوة القرآن الكريم والحمد لله.. وقد كانت أول سفرية إلى كينيا ثم سافرت إلى أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية، ومنها بنما وفنزويلا ثم إلى آسيا سافرت إلى إيران والإمارات عدة مرات، ومعظم دول أفريقيا وأوربا كهولنداوفرنسا.. وغيرها. وفي كينيا حدث موقف طريف حيث كانت هناك بعثة الأزهر وطلبوا مني إلقاء خطبة الجمعة وهم هناك يتكلمون اللغة الساحلية وقد عينوا مترجمًا يترجم لي الخطبة. ومن الدول التي لا أنساها سوريا وإيران لأنهم يستقبلون قارئ القرآن الكريم استقبال الفاتحين ويحترمونه ويجلونه وحمص أهلها يحبون القرآن ويتعاملون مع القارئ كأنه قد أتى من الجنة.

ـ كواعظ وكعالم ترى ما يحدث في المجتمع من خلافات وانقسامات. ماالحل ؟

أدعو الشعب المصري بالتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن فيهما الخيرية والنجاة من كل مشاكل الدنيا وفيهما النجاح والفلاح بإذن الله تعال، وأمنية حياتي أن يرجع المجتمع كما كان متآخيا دون اختلاف ينتشر بينهم الحب والإخاء ونصل الرحم ونتزاور ونخلع كل دخيل علينا.

ـ رسالة أخيرة لمن ترسلها وماذا تقول له؟

أوجه رسالة للشيخ السيد محمد عبدالوهاب الطنطاوي “ابني” ولكل جيله: عليك بالقرآن عليك بالقرآن عليك بالقرآن.. أيضا أقول لهم: من حفظ القرآن حفظه الله وعليكم بالتواضع والخضوع في طريق القرآن الكريم؛ لأنه من تمسك به نجا وهدي إلى صراط مستقيم وطريقه طريق الهدى والنور والنجاة والطمأنينة وهو طريق إلى الجنة وطريق لرضا الله تبارك وتعالى.

دول العالم تتعامل مع قارئ القرآن كأنه من الصالحين وتستقبله استقبال الفاتحين

  • الاسم:محمد عبدالوهاب الطنطاوي
  • المولد : في الثالث من أكتوبر عام 1947م..بقرية النسيمية، مركز المنصورة
  • الأسرة : أربعة من الأولاد وثلاثة من الإناث،وجميعهم بالتعليم الأزهري ما عدا اثنين منهم.