نحتاج إلى الاعتصام بالله والمحبة لإنقاذ ماتبقى من أخوة الدين والوطن
الحكمة قدمها الله على العلم الشرعى والأحكام وارد تغييرها بتغير الزمان والمكان
داعية من الأزهر الشريف، يتميز بالحوار الهادف البناء، متمكن من اللغة العربية، يتخير من كلماتها ومعانيها ما يشاء دون عناء، لقى التكريم بالكويت حيث ألقى على منابرها تعاليم الإسلام الوسطى، ولقى الحب والتكريم من أهلها، وأخيرا عاد إلى مصر ليواصل مسيرته الدعوية التى عاش لها ووهب حياته من أجلها.. وفى هذه السطور نتعرف على جانب
يتحدث الشيخ محمد الزغبى عن أسرته، وكيف كان أجداده يقول : كان جدى إماما فى المذهب المالكي، وخرج الكثير من أهل العلم وكان رجلا وليًا وكان له حال مع الله؛ حيث كان يختم القرآن كل ثلاث ليال، وكان ليلة الجمعة يختم القرآن من العشاء إلى الفجر وله من الكرامات والمناقب ما له. وقد شهد له الناس بذلك، وقد كتب المصحف بيده، وكان خطه يتوازى مع خط الكمبيوتر؛ إن لم يكن أفضل وقد حفظت على يدى والدى ألفية بن مالك، ومتن أبى شجاع وقد كان عملاقا فى الفكر والثقافة لا يتحدث إلا العربية ولا يتلعثم فيها أبدا..
ثم درست على يد المشايخ فى مصر وفى الخليج وفى غيرها.. وحصلت على إجازات وأسانيد كبرى من علماء كبار من السعودية والكويت ومن باكستان.. وقد حصلت حتى الآن على 182 درع من دول عدية كهولندا وبلجيكا وأسبانيا ومن دول عربية كثيرة كالكويت التى حصلت فيها على جائزة الدولة الأولى فى سائر الأمور الشرعية فى الفقه والخطابة والبحث والشعر وحصلت على المركز الأول فيها جميعا.
ـ كيف تقارن بين طريقة حفظك للقرآن الكريم وطرق اليوم التى يستخدمها الجيل الجديد؟
حفظى لكتاب الله كان الفضل الأول فيه لجدتي، ولأبى ثم لعمى الشيخ أحمد على شاور، الذى كنت أدرس عنده فى الكتاب والشيخ نعيم شار ثم الشيخ على أبو الإمام. ولكننى ركزت مع الشيخ على شاور الذى كان له أسلوب شيق وممتاز لم أره فى هذه الأيام على الإطلاق فقد كان يقرأ الشيخ الربع أولا؛ وأردد خلفه ثم أقرأه ويصحح لي؛ ثم يأمرنى بحفظ الربع كاملا؛ وأنا عنده ولا أذهب إلى البيت إلا إذا حفظت الربع كاملا وسمعته له كاملا صحيحا دون أخطاء.. وكنا كمثل الذى يركب ناقة نتمايل أثناء التلاوة ممتزجين معها امتزاجا كاملا. وكنت أحيانا أحفظ فى اليوم الربعين والثلاثة. والمراجعة كانت جزأين إلى خمسة أجزاء. ولكى نعود إلى النهضة فى حفظ القرآن الكريم فنحن فى حاجة إلى الرجوع للكتاتيب مرة أخرى؛ وكذلك نحن فى حاجة إلى الارتباط بالجيل الجديد لأن بيننا وبينه حلقات سقطت فصرنا نغرد فى واد.. والجيل الجديد يغرد فى واد آخر، وتلك الفجوة موجودة واقعا لأن الشبكة العنكبوتية غيرت الكثير والكثير حتى صار السواد الأعظم من الأطفال شيخهم النت؛ ولذلك علينا أن نفهم عقول الجيل الجديد لأن عقليات الجيل الجديد مختلفة وكنا نخوف من الله فنخاف.. لكن الجيل الجديد مطلع على كل ملل الدنيا ولا مانع لديه من البحث فى اللادين وليس له سقف فى البحث والشبكة العنكبوتية عليها كل شيء والعالم كله مفتوح أمامه باتجاهاته ودياناته وملله فهذا الجيل لا بد من أن نعود إلى فكره وعقله حتى نأخذ بأيديهم وندلهم على الطريق الصحيح.ـ هناك من يجعل معلمه الكتاب فقط ولا يتلقى على يد العلماء. ما رأيكم فى هذه الطريقة؟
إن كان هذا الشخص فى مكان بعيد أو ناء فليجتهد ونسأل الله له التوفيق والثبات؛ لكن لن يكون أبدا كالذى تلقى عن المشايخ والعلماء لأن المنهج يقوم أساسا على التلقى وجها لوجه لأن الشيخ أشبه بالطبيب الذى يعالج العلل عند المريض فإذا قرأ عليه لمس فكره وعقله وإذا ناقشه صوب له دينه ومعتقداته ومساءلته المختلفة كذلك إذا كان هناك شطط فى العقيدة وغيرها فإن الشيخ يحضر له حجته والحجة بالحجة والعلم بالعلم أما من يعيش على الكتاب فقط يفوته خير كثير.
ـ الأئمة والخطباء دورهم كبير ويحتاجون الكثير والكثير لكى يوجهوا الأمة بطريقة صحيحة. ما تقييمك لهم فى هذه المرحلة؟ وماذا يحتاجون لكى يؤدون دورهم على خير وجه؟
الخطاب الدينى يحتاج إلى نقطتين: إلى تجديد وإلى عمق. والتجديد ليس معناه تجديد الدين، وإنما تجديد الخطاب الدينى بمعنى أن الخطاب الدينى لابد وأن يقوم على التسامح والعفو والرحمة والنصح والستر حتى تؤتى الدعوة ثمارها إن شاء الله، أما إذا قام الخطاب الدينى على الصدام وعلى الجدال وعلى الكراهية فإنه سيفشل لا محالة لأنه سيصطدم بواقع مرير فضلا عن أن صاحبه ليس من أهل التأثير أضف إلى ذلك أن الله تعالى يأمرنا بتقديم الحكمة على العلم الشرعى فقال الله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن) حيث قدم الحكمة على الموعظة؛ فالرجل يقول قولا ما فى وقت ما على نحو ما والعالم لابد أن ينظر إلى الوضع الحالي.. وأن ينظر إلى الأحكام وأن يعلم أن الأحكام على قسمين ثابتة لا مجال للخوض فيها على الإطلاق لكن لا بد من الإذعان أما الأحكام المتغيرة فتتغير شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله؛ ولذلك الإمام الشافعى كان له فقها فى بغداد فلما جاء إلى مصر كان له فقه آخر وسمى بالفقه الجديد وسمى فقه بغداد بالفقه القديمـ فيما نعيشه من أحوال ما الموضوعات التى يجب أن يتناولها الأئمة والخطباء للتأثير الصحيح فى المجتمع؟
أول شيء صحة المعتقد وسلامة المنهج ثم التصالح والعفو والمحبة لأن المجتمع يئن الآن من خطاب الكراهية وكذلك يعانى انقساما حادًا حتى فى الأسرة الواحدة؛ وربما نرى رجلا هو فى واد وزوجته فى واد؛ أو نرى الرجل على رأى وأولاده على رأى آخر ونرى المشاكسة والنزاع والخلاف المذموم فى الشارع وفى السوق؛ وفى كل مكان والله جل وعلا يقول (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان(
ـ الخلافات التى دبت فى المجتمع أثرت على سير الحياة مع الجميع. كيف يمكن جمع قلوب الناس مرة أخرى؟
يتم لم الشمل بالخطاب الذى يدعو إلى الاعتصام والمحبة والوئام ولا يتحقق ذلك إلا بالعفو الذى هو أجره عظيم عند الله تعالى وعلى الوعاظ أن يلفتوا نظر الأمة إلى ذلك ساعتها سيعفو المظلوم عن الظالم ولو عفا المظلوم عن الظالم وتاب الظالم إلى الله جل وعلا وتوقف عن ظلمه لتحول المجتمع إلى مجتمع محبة ووئام وسلام وربنا يقول (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ويقول النبى صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ويقول أيضا: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا فأنا أرى لابد من الصفح ولابد من العفو ولابد من المحبة والوئام ورسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أروع الأمثلة فى ذلك ليس مع المسلمين بل مع المشركين والملحدين.ـ لكم دراسة فى حل مشكلة البطالة من منظور إسلامي. ما هى فكرة هذه الدراسة؟
ركزت الدراسة على معالجة البطالة وقلت أن البطالة تنقسم إلى قسمين بطالة اختيارية وبطالة إجبارية البطالة الاختيارية تكون من اختيار الفرد وهو بيده التخلص منها وللمجتمع دور كبير فى إعانته على ذلك ليتخلص من بطالته أما البطالة الإجبارية فهى التى تفرض على الناس وليس لهم دخل فيها بسبب ظروف اقتصادية ومجتمعية تفرض بالواقع وهنا يأتى دور الحكومات ووزارات الإقتصاد والقوى العاملة للخروج من تلك المشكلة لأنها تجتاح عدد كبير من أفراد المجتمع وفى المجمل فإن الإسلام حض على السعى والكد وطرق أبواب الرزق والأخذ بالأسباب سواء كان ذلك على مستوى الفرد أو المجتمع أو الحكومات وفى حال تكاتف الجهود فإن المشكلة لن تدوم طويلا والقرآن والسنة ومواقف النبى الأعظم والسلف الصالح فيها الكثير مما يروى ظمأنا فى هذا المجال حيث أمر القرآن بالعمل والسعى والحض عليه وأثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على الرجل الكاد المجتهد صاحب اليد الخشنة؛ وقال: هذه يد يحبها الله ورسوله وأمر صاحب المسألة بالعمل حينما أرسل معه قدوما؛ ليحتطب ويبيع حطبه ليكون صاحب مهنة ويتحول من صاحب مسألة إلى صاحب عمل بل أمر النبى الكريم بإتقان العمل حيث قال: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.
احكِ لنا إحد المواقف التى لاتنساها كنت قد تقدمت لمسابقة فى البحث فى إحدى مسابقات دولة الكويت فوضعت لجنة التحكيم خطا أخضر تحت بعض الجمل ولم يحصل البحث على المركز الأول؛ فأعطيت نفس البحث لأحد تلاميذى ليدخل به نفس المسابقة وقد حصل به على المركز الأول وكانت هذه المسابقة هى الوحيدة التى لم أحصل فيها على المركز الأول.
ـ مكثت فى دولة الكويت عشر سنوات كاملة فيها مذا قدمت؟
كان هدفى فى مرحلة الكويت أن أتعلم وأن أعلم.. فحصلت فيها والحمد لله على الكثير والكثير من العلم، ومن الجوائز أيضا وقد جعلونى إماما فى الكويت منذ أول لحظة وصلت فيها وجعلونى موجها فى المكتب الفني، ثم صرت ثابتا فى دورات الأئمة ثم التثقيف وفى إذاعة القرآن الكريم بالكويت، وكان لى ساعة يوميا على الهواء مباشرة.. ألتقى فيها بالمستمعين فضلا عن جريدة الوطن التى كنت أكتب فيها مقالات ثابتة؛ وكان لى فيها باب للفتاوى.. وكنت أذب عن حمى الإسلام والمسلمين فى الصفحة الدينية أضف إلى ذلك أننى كنت ألقى درسا بعد الفجر فى الحديث؛ ودرسا بعد الظهر فى اللغة وكنت أشرح فى قطر الندى وبعد العصر كنت أشرف على حلقات قرآن كريم وبعد المغرب كنت ألقى درسا للجمهور؛ وبعد العشاء درسا خفيفا ثم درس فى الديوانية فى مكتبتى لطلاب العلم المتميزين جدا.. ولله الحمد وبفضله أخذنا وأعطينا على قدر المستطاع ونسأل الله القبول.
الإسلام حض على السعى والكد وطرق أبواب الرزق والأخذ بالأسباب
الاسم: محمد بن عبد الملك محمد متولى الزغبى وينتهى النسب للحسين بن على رضى الله عنه
من مواليد الرابع من يوليو عام 1964م.
ختم القرآن الكريم فى العاشرة من عمره على يد عمه الشيخ أحمد على شاورحصل على إجازة حفص عن عاصم من جدته رحمها الله
حصل على الإجازة العالية من كلية اللغة العربية جامعة الأزهر
حصل على الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف من الجامعة الإسلامية فى فقه الوصية دراسة مقارنة.عمى ألزمنى بحفظ ثلاثة أرباع فى اليوم ومراجعة خمسة أجزاء وجدى كان إماما للمذهب المالكي
الشيخ محمد الزغبى:نحتاج إلى الاعتصام بالله والمحبة لإنقاذ ماتبقى من أخوة الدين والوطن
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة