المصريون يهربون من مواجهة المرض..والتساهل وراء الإصابة بفيروس سي
الدواء الجديد للكبد ثمنه 28 ألف دولار.. ونريد منظومة عادلة تضمن وصوله للفقراء
وصف الأستاذ الدكتور محمد المنيسي، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد والمناظير بالقصر العيني عدم قيام معظم المصريين بفحوصات دورية بأنه خطأ وهروب من مواجهة؛ وقد يدفع المريض للندم حيث لاينفع ،
وقال إن مصر تعتبر الدولة الوحيدة التي تطبق نظام العلاج المجاني للكبد، وهو ما يعطي الأمل للمواطن البسيط في الحصول على العلاج الجديد، الذي يحقق نسبة شفاء تصل إلى 98%. وسوف يتم توفيره للفقراء قبل الأغنياء بدعم الدولة إلى 2300 جنيه وهناك شركة مصرية ستوفره بثمن 8000جنيه فقط .. تفاصيل أخري عن النشأة والتربية ورحلة التعلم يرويها في الحوار :
ـ هل عدد أطباء الباطنة والكبد في مصر كاف لعلاج أعداد المرضى من الشعب المصري؟
لا يجوز أن نضع طبيبا لكل مريض،ويجب النظر إلى الموضوع على أنه نسبة وتناسب لذلك هناك خلل في هذه المنظومة الطبية، وللأسف لاجديد لدينا في تلك المنظومة، فهي المستشفيات الطبية لوزارة الصحة، والمستشفيات الجامعية ثم ظهرت شركات التأمين الخاصة.. وكل هذه الحلول لم ولن توفي وقد تأخرنا في منظومة الطب حتى حدث الخلل، وظهرت المستوصفات التي لم يأخذ الناس فيها الرعاية الطبية السليمة. أما الحل للمشكلة الطبية في مصر فيتمثل في رفع مستوى الطبيب المصري في كل التخصصات ولا نكتفي بالشهادة الأولى سواء أكانت من الداخل أم الخارج..ويجب أن يجدد الطبيب شهادته مرة كل عشر سنوات، حتى يستمر في المهنة وكل شهادة يدرسها تكون في الجديد في الطب حتى يوائم ويلائم أحدث التطورات العلمية في مجال الطب وبناء عليه يجب أن نقوم بعمل كادر طبي لكل عشر سنوات حيث سيرتبط ذلك الكادر بالدراسات المتجددة للأطباء وكل من يحصل على شهادته الدراسية الجديدة يحصل على الكادر الجديد.. وهكذا ويجب أن تمثل الدولة شركة التأمين الكبرى التي تنفق على الأطباء الذين يواكبون التقدم لعلاج المرضى ثم لابد من التوسع في إنشاء مستشفيات عالمية على مستوى عال بمواصفات عالمية على أن تكون الدولة شريكة فيها ويجب أن تتواجد السياحة الطبية بقوة داخل مصر وذلك مصدر مهم من مصادر الدخل.ـ ما العادات السيئة التى تؤدى إلى أمراض الكبد، وتود أن تصرخ فى الناس ألا يمارسوها ؟
يجب على الجميع أن يعلم أن هناك عدوى تنتقل عن طريق الدم فلا داعي لاستخدام أدوات الغير وعلى الجميع أن يستخدم أدواته فقط، حتى أدوات الأسنان أصبحت رخيصة الثمن ولا يجب أن يستخدمها أكثر من شخص.
ـ ما نسبة الإصابة بفيروس C في مصر مقارنة بدول العالم؟ وما سبب انتشاره في مصر؟
نسبة الإصابة بفيروس C كان 9% ثم ارتفع إلى 12% ثم ارتفع إلى حوالي 15% من الشعب المصري وهذا بشهادة التقرير العالمي.. وهذه النسبة تشمل الفيروس النشط وغير النشط ومن المعلوم أن 33% من المرضى يظل الفيروس لديهم غير نشط ولكن هناك تقارير أخرى من داخل مصر متضاربة للأسف بالرغم من أن الدولة تبنت العلاج بالإنترفيرون منذ عام 2005م حتى الآن لم تنجح سوى في علاج 350 ألف حالة فقط من ملايين الحالات الموجودة ولعل الدواء الجديد الذي سيكون أقراص سببا في خفض النسبة بشكل كبير. أما سبب انتشار الفيروس فهذا المرض لاينتقل إلا عن طريق الدم والعادات السيئة وعدم التعقيم أو التساهل فيه واللامبالاة وهي عادات شخصية في المقام الأول.ـ غالبية الشعب المصري لا يقومون بفحوصات دورية ويرجعون السبب إلى خوفهم من اكتشاف أمراض كامنة تؤثر على معنوياتهم.ما رأيك في موقف هؤلاء؟
عدم قيام معظم المصريين بفحوصات دورية هو هروب من مواجهة؛ لأن هناك خشية من المجهول وهنا يفضلون عدم المواجهة وهذا خطأ ولو قام بالفحوصات ربما يكتشف مرضًا خطيرًا وهنا لن يندم على مواجهة المرض مبكرا، لكنه إذا أهمل وانصرف من الممكن أن يجد مفاجآت وساعتها لاينفع الندم..وموضوع إجراء الفحوصات ليست مسألة توعية بقدر ما هي قبول شخصي والشعب المصري يحتاج إلى تغيير الفكر الطبي لديه ولعل التعليم يفيد في حل هذه المشكلة .
ـ القولون العصبي منتشر بين أفراد الشعب المصري. ما هي الأسباب وما طرق العلاج؟
ليست كل أعراض القولون أعراض خاصة بالقولون العصبي وكثير من الناس يفهمون هذا الموضوع بشكل مختلف وهنا يكون التشخيص خاطئ لأن القولون العصبي من صفاته أنه لابد من استبعاد جميع الأمراض الأخرى المناعية وغيرها. والقولون العصبي ليس سببه ضغوطات الحياة، ولا يمكن وضعه في هذا البند وحتى الأمراض النفسية كالفصام والتوتر والاكتئاب وغيرها هي مجرد مقولات نتوارثها لكن الحقيقة أن مرض الاكتئاب مثلا يصيب 7% من أي مجتمع ومرض الفصام يصيب 1% من أي مجتمع وعموما أمراض التوتر تصيب 17% من أي مجتمع أما مسمى عصبي فهو مترجم من الإنجليزية (متلازمات القولون المتهيج) وأما اسم القولون العصبي فلا وجود علمي لهذا الاسم.. واعتقدنا أن سببه تعصب الإنسان وانفعاله. وأما العلاج لمريض القولون في الابتعاد عن اللبن بجميع مشتقاته والنعناع والتدخين ممنوع تماماـ الحكومة قالت أنها ستوفر علاج فيروسC لكل المصريين، بنسبة 95%ما تعليقك على الخبر؟
الخبر صحيح والدواء في طريقه للتواجد داخل مصر، لكننا نريد منظومة تضمن توزيع الدواء بشكل مناسب حتى يصل الفقراء والطبقة الكادحة.. ولا نريد أن يحدث التقصير مرة أخرى كما حدث مع الإنترفيرون، وهذا دواء مختلف فهو عبارة عن أقراص تؤخذ بالفم ونتمنى أن تحدث التغيير المطلوب إن شاء الله.
ـ هناك من رفض تسعير العقار الجديد لأنه سيزيد عن 8 آلاف جنيه، ولن يكون في متناول الفقراء وقد يصل ثمنه إلى 15 ألف جنيه. وأن الدواء للأغنياء فقط ماردك؟
هذا الدواء سوف يتم توفيره للفقراء قبل الأغنياء وسوف يصل ثمنه بدعم الدولة إلى 2300 جنيه وهناك شركة مصرية ستوفره بثمن 8000جنيه والدواء المستورد سوف يطرح في الصيدليات بثمن 15000 جنيه تقريبا مع العلم أن ثمن علبة الدواء بالخارج 28000 دولار لكن ما نأمله أن يصل الدواء بالكميات التي تغطي عددًا كبيرًا من المرضى حتى تحدث الطفرة المطلوبة بالرغم من ذلك فإن مصر تعتبر الدولة الوحيدة التي تطبق نظام العلاج المجاني، وهو ما يعطي الأمل للمواطن البسيط في الحصول على العلاج الجديد، الذي يحقق نسبة شفاء تصل إلى 98%.هناك من يلجأ لتناول الهرمونات الذكرية لرفع القدرة الجنسية ؟
هذه الهرمونات تسبب تجمعات بؤرية في الكبد، والقولون، وارتفاع ضغط الدم والسكر وتؤثر بالسلب على قوة عضلة القلب، أما القدرة الجنسية اثبتت نتائج التحليل التي أجريت على الهرمونات الذكرية أنه يؤدي إلى ضعف القدرة الجنسية وضمور في الخصية والمكملات الغذائية والهرمونات الموجودة لا علاقة لها بالصحة العالمية بالمرة.
ـ كيف تصف واقع المصريين؟
مصر بدأت طريق جديد، وعلى الجميع أن يتكاتف لنجاح هذا الوطن مصر.. ولهذا الوطن فقط يجب أن تعمل وليس لأشخاص.. وأهم الثوابت التي يمكن أن تجمعنا كلمة مصر وعلينا أن نعمل لارتقائها ونصيحتي لكل مصري أن يعمل وينجح على مستواه الشخصي وفي موطن عمله لينجح الوطن.ـ القدوة من أهم أسباب النجاح. من قدوتك ؟ وماذا تعلمت منه؟
رزقني الله تعالى بوالدي الذي كان مثالا وقدوة لي، فكنت أنظر له كشخصية قوية ناجحة، وإن لم أكن في نفس عمله.. لكن شخصيته أعجبتني فقد أحببت فيه ( الطيبة والقوة والرأفة ) وتعلمت من حبه النجاح والرغبة في الحياة مع طلب معالي الأمور.
ـ ماأهم المحطات فى حياتك ؟
المحطة الأولى كانت الثانوية العامة حيث حصلت على الثانوية العامة الإنجليزية بأكثر من 100% وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى،وكانت المحطة الثانية هي كلية الطب.. أما مرحلة ما بعد التخرج فقد حصلت على ماجستير الأمراض الباطنة من أمريكا، ويرجع الفضل في هذا لأحد أصدقائي بالقصر العيني، وقد سهل لي الأمور في أمريكا وهو الدكتور محمد البحيري.. وبعد الحصول على البورد الأمريكي رجعت إلى مصر وشهادة BHD في العلوم الأساسية للطب، وكانت محطة من أهم المحطات
ـ شخصيات أثرت فيك إيجابيا ؟
من الأسماء التي تركت لدي أثرا إيجابيا كبيرا الدكتور أحمد عبداللطيف أبو مدين،رئيس أقسام الأمراض المستوطنة في القصر العيني.. حيث مقر عملي ولقد ساعدني كثيرا في عملي وتعلمت منه الكثير، وكذلك الدكتور حسام وافي أيضا كان له معي دور إيجابي في حياتي المهنية وأثناء حصولي على شهادة الماجستير.
ـ أصعب موقف واجهته في حياتك؟
الصعوبة في الحياة دائمًا ذروتها عند الحصول على شهادات النجاح؛ لأن التفوق يحتاج مجهود كبير خاصة في المجال الطبي، فيوم الامتحان هو أصعب أيام حياتي،كما أن الشهادات التي حصلت عليها منها شهادات أمريكية وبريطانية.. وهذا يمثل صعوبة أخرى لكن النجاح كان يهون كل الصعاب؛ ولذلك فالشهادات الأجنبية فتحت أمامي الكثير من مجالات العمل في دول كثيرة خارج مصر، وجاءتني كثير من العروض من الدول العربية. لكن السبب الأهم في النجاح هو الأخذ بالأسباب.
“إنترفيرون” عالج 350 ألف مصري فقط في 10 سنوات
الاسم: محمد المنيسي
المولد: مطوبس بكفر الشيخ..
المهنة : أستاذ واستشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير بالقصر العيني بالقاهرة، وعضو بالكلية الملكية ببريطانيا.
حصل علي عدة شهادات علمية منها شهادة الكلية الملكية والبورد الأمريكي و شهادة BHD في العلوم الأساسية للطب ورسالة الدكتوراه المصرية عام 2003م
الدكتور محمد المنيسي : المصريون يهربون من مواجهة المرض..والتساهل وراء الإصابة بفيروس سي
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة