حوار: أحمد الجعبري
لصوص الثقافة نهبوا التراث العربي..والنقاد الجدد قلّدوا الغرب بحجة الحداثة ولم يقدموا جديدًا
نقابة الإنشاد الديني والمبتهلين تسعى لحماية حقوق أعضائها وتحسين ظروفهم المالية وأنشأنا مدرسة لتعليم فنون الإنشاد
أ.د/ أحمد عادل عبد المولى..
* ناقد وفنان ومنشد مصري ، متزوج، وله ابن (زياد).
* أستاذ البلاغة والنقد الأدبي المساعد بكلية اللغات والترجمة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.
* صوليست بالفرقة القومية العربية للموسيقى بدار الأوبرا المصرية.
* وكيل نقابة الإنشاد الديني والمبتهلين، والمتحدث الإعلامي لها.
* له العديد من الدراسات والأبحاث النقدية، منها:
- بناء المفارقة – دراسة نظرية تطبيقية – أدب ابن زيدون نموذجًا.
- الأسلوبية التطبيقية: التشكيلات اللغوية والأنساق الثقافية في الشعر العذري نموذجًا.
- الشَّفَاهيّة المصريّة في شعر البهاء زهير.
- بلاغة الاستدعاء عند «أبو همام» في «مقام المنسرح».أكد الأستاذ الدكتور أحمد عادل أن الإنشاد الديني يأتي في قمة الزخم الفني للفنون الأخرى كالغناء والمسرح، وليست العبرة بكثرة ما يُقدّم، بل العبرة بصفوة ما يقدّم، والنقابة تعمل على على الارتقاء بمستوى أعضاء النقابة المهني وعلى من يجد لدية الموهبة أن ينضم إلينا. ويجب أن نقيم التواصل بين الأصالة والمعاصرة، فنأخذ من الماضي ما توافرت فيه شروط الصلاحية، ونقتبس من الوافد الغربي ما تقبله ثقافتنا العربية.
- كيف كانت نشأة الأستاذ الدكتور أحمد عادل، وما أثر هذه التنشئة على مسيرتكم الفنية والأدبية؟
نشأت نشأة دينيّة معتدلة، وكنت الابن الوحيد لوالدي اللذين غمراني بكل الحب والعناية والرعاية، وبرغم كوني الابن الوحيد فلم أكن مدلَّلا بالمعنى الفاسد لمفهوم هذه الكلمة، بل ولله الحمد كانت لي شخصيتي المستقلّة التي أسهم والديّ في إثرائها وتنميتها، وأبديا كل ترحاب بميولي الفنيّة وشجعاني عليها، وكان لهذا أكبر الأثر في تميزي الفني والعلمي، فبدأت بالقرآن الكريم وتلاوته، وكنت دائما ما أفتتح الإذاعة المدرسيّة – وكنت في مدرسة آمون الزيتون- بتلاوة القرآن الكريم، وكنت ألحن بعض الأناشيد من نصوص اللغة العربية، ولا أنسى حين طلبت من والدي وأنا ابن 7 سنوات تقريبا أن يشتري لي عودًا لأعزف عليه، فما كان منه إلا أن اشتراه لي على الفور، وعلّمني عليه كما علمني أصول الغناء جدي لأمي رحمه الله، وهو الحاج عبد الفتاح رأفت، وهو أحد ضباط القوات الجوية سابقًا.
وعشقت اللغة العربية منذ صغري لحبي تلاوة القرآن الكريم، وقراءة الكتب الدينية ولاسيمّا قصص الأنبياء، فقررت أن ألتحق بكلية الآداب جامعة عين شمس في قسم اللغة العربية، وبالفعل تفوقت فيه، فكنت الأول على دفعتي، ثم حصلت على الماجستير بتقدير ممتاز، والدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى، وعملت بكلية اللغات والترجمة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وأنا الآن على درجة أستاذ مساعد في البلاغة والنقد الأدبي.
- ما آخر الأعمال الفنية والأدبية لكم، وهل ننتظرألبومات فنية قريبا؟
آخر أعمالي، هو كتاب قيد النشر بالهيئة العامة للكتاب بعنوان: "ثقافة النص، دراسات نقدية في الأدب المصري"، وأعد لنشر كتاب آخر بعنوان: "أصداء الخطاب- بحوث تطبيقية في المقارنة الأدبية".
أما آخر الأعمال الفنية فهو المشاركة في مهرجان نقابة الإنشاد الديني والمبتهلين في دورته الثانية منشدًا ومقدّما.
وأما عن أعمالي الفنية والإنشادية فقد قدمت عددًا من الابتهالات والمدائح النبوية التي قمت بتلحينها وإنشادها، منها:
* كليب «البارئ». من كلمات: د. هشام محفوظ، وإنتاج: قناة الشارقة.* فواصل برنامج «أسماء الله الحسنى» بقناة النيل التعليميّة، تقديم الدكتور مبروك عطية.
* فواصل برنامج «الرحلة المباركة» عن رحلة الحج، بالقناة المصرية الأولى من تقديم فضيلة الدكتور علي جمعة.
* البردة، للإمام البوصيري.
* كل القلوب إلى الحبيب تميل.- ما مشكلات النقد الأدبي في مصر.. والعقبات أمام النقاد الجدد، وكيف نطور الكتابة النقدية للنصوص؟
أهم مشكلات النقد الأدبي في مصر تتمثل فيما عبّر عنه أستاذنا الدكتور محمد عبد المطلب من قبل هو أن النقاد الجدد نقلوا الثقافة الغربية كما هي فأنتجوا ما أنتج، بدلا من تحقيق الإضافة النقدية الحقيقية، فرددوا مقولات باختين وبارت وتودروف، فأحدثوا قطيعة مع جيلهم السابق، ثم مع تراثهم، وحاولوا لَيْ عنق النصوص قهرا وقسرا لتوافق مقولاتهم النقدية الوافدة بحجة الحداثة والتجديد، ومواكبة العصر، ولو تركوا النص يخرج لهم أسراره لأفاض عليهم بفيوضاته التي ربما وجدوا من خلالها تعديلا أو إضافة على ما نقلوه من الثقافة الوافدة، ولصوص الثقافة نهبوا التراث.
وليس معنى ذلك أن نعكف على القديم دوما ونبكيه ونقول ليس في الإمكان أبدع مما كان، ولا أن ننقطع عن تراثنا بحجة الحداثة والمعاصرة، فكل قديم كان جديدًا في عصره، والحكمة أن نقيم جسر التواصل بين الأصالة والمعاصرة، والتليد والطريف، فنأخذ من الماضي ما توافرت فيه شروط الصلاحية، ونقتبس من الوافد الغربي ما تقبله ثقافتنا العربية، ويرتضيه النص العربي دون تكلّف.لماذا تأخر إنشاء نقابة الإرشاد الديني والمبتهلين، ومتى تُحول نقابةً مهنية؟
تأخر إنشاء نقابة الإنشاد الديني والمبتهلين لهذا الوقت؛ نظرًا لأن الإنشاد الديني كان فرعًا من فروع نقابة المهن الموسيقيّة، وقد سعى لاستقلال المنشدين بنقابة لهم فضيلة الشيخ ياسين التهامي، وأكمل مسيرته ابنه الشيخ محمود وسعى لها حتى أقامها الله على يديه، والحمد لله رب العالمين، وستحوّل مهنية بإذن الله بعد انتخابات مجلس النوّاب إن شاء الله؛ لأنها تتطلب موافقته.
- رحل عنا منذ أيام قليلة الأديب الكبير الأستاذ الدكتور أبو همام، ورأينا كيف كان الحب بينه وبين تلامذته، كيف أثر فيكم الدكتور أبوهمام وفي مسيرتكم العلمية والفنية، وهل هناك مقترح أو خطط للحفاظ على تراثه الكبير؟
أبو همّام لم يكن لي مجرد شاعر أو أديب أو ناقد، بل كان لي أبا بمعنى الكلمة، وقد فجعت في وفاته، وكانت صدمة كبيرة لي برغم علمي بمرضه، لكني كنت أتعلل بأماني شفائه، وكان لقائي الأول به في الإذاعة المصرية منذ عشر سنوات تقريبًا، وكنت وقتها أعدّ لرسالتي للماجستير وكنت أراجع نشرة دار الكتب لتحقيقه لكتاب: "حدائق الأزاهر" لابن عاصم الغرناطي، وحين التقيته في الإذاعة كانت خير صدفة لي، وشرفت بأن ناقشني في الدكتوراه، وكان دائم التشجيع لي ولأعمالي، وشرفت بأن صاحبته في خمسة أعمال، هي فضلا عن حدائق الأزاهر السابق ذكره حيث صاحبته محققًا: بلاغة الاستدعاء عند أبو همام في مقام المنسرح، وهي دراسة نقديّة لعدد من قصائد ديوانه "مقام المنسرح" فصاحبته شاعرًا، وهو مقامه الأثير، والأندلس في المسرح بين عزيز أباظة وأنطونيو جالا، وفيها صاحبته مترجمًا لأنطونيو جالا في مسرحه الأندلسيّ، ثم صاحبته شاعرًا مرة أخرى، لكن هذه المرة باللحن والغناء، حيث لحنت له قصيدتين هما: (الخوف من المطر)، و(عندما يذوب الجليد).
أما عن مقترحي للحفاظ على تراثه، فأرى أن تجمع كل أعماله التي طبعت في حقيبة تسمّى بحقيبة "أبو همّام"، على أن يعاد طبع الأعمال التي نفدت ككتابه: في الحديث النبوي رؤية أدبية، وكذلك جمع كل ما لدى محبيه من تسجيلات إذاعية أو برامج تليفزيونيّة أو مناقشات علميّة، لأن هذا الرجل كنز من كنوز لغتنا العربية، رحمه الله. وأن ينظر تلاميذه إلى تراثه الكبير ويجتهدوا في قراءته قراءات نقدية متأنية فهو من عمالقة الأدب العربي.
-- ما الفرق بين الإنشاد والابتهال والتواشيح؟
- أما عن الفرق بين الإنشاد والابتهال والتواشيح، فهي كلها ألفاظ من حقل دلالي واحد للدلالة على الغناء الديني، الذي اصطلح على تسميته الإنشاد الديني عند المسلمين، كما اصطلح على تسمية نظيره عند المسيحيين بالترانيم الكنسيّة، وغلب اصطلاحًا على الابتهالات الدينية والمدائح النبويّة.
- ما الخدمات والحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي تقدمها النقابة لأعضائها؟
تهدف النقابة إلى حماية حقوق أعضائها والدفاع عن مصالحهم، وتحسين شروط وظروف العمل، والدفاع عن حقوق الأعضاء، ورعاية مصالحهم، ونشر الوعي النقابي، وروح العمل الجماعي، بما يكفل تدعيم النقابة وتحقيق أهدافها، والعمل على الارتقاء بمستوى أعضاء النقابة المهني والفني والكفاءة الإنتاجية والمشاركة في وضع وتنفيذ خطط وبرامج التدريب، العمل على رفع مستوى الأعضاء، وتقديم الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية للأعضاء وعائلاتهم. والعمل على تسوية المنازعات الفردية والجماعية المتعلقة بالأعضاء، وإجراء المفاوضة الجماعية وإبرام عقود واتفاقيات العمل الجماعية. إقرار وتنظيم حق الأعضاء في الاحتجاج والإضراب دفاعا عن مصالحهم وحقوقهم، وإنشاء الصناديق اللازمة لمجابهة الأعباء المالية لدعم هذا الحق.
وكذلك أيضًا إنشاء وإدارة المؤسسات، والجمعيات، والصناديق، والنوادي الثقافية، والعلمية، والاجتماعية، والتعاونية، والصحية، والائتمانية، والترفيهية؛ لتقديم الخدمات للأعضاء وعائلاتهم، وتكون لهذه المؤسسات الشخصية المعنوية، وتشكيل اتحادات مع غيرها من المنظمات المماثلة، على مستوى المهنة أو الوطن أو الدولي، والانضمام إليها، لرعاية المصالح المشتركة لأعضائها، والإعلاء من شأنهم وإنشاء صناديق ادخار وزمالة لتمويل الأنشطة الاجتماعية والصحية والثقافية والترفيهية، وإنشاء النوادي الرياضية والمصايف، وتكوين الجمعيات التعاونية لتقديم الخدمات للأعضاء، تفعيل المشاركة المجتمعية بين النقابة من ناحية، وهيئات الدولة ومؤسساتها المختلفة من ناحية أخرى. وإقامة ندوات وعقد مؤتمرات علمية على المستوى المحلى والإقليمى والدولى.
- ما شروط الانضمام للنقابة؟ وكيفية الانضمام إليها؟
على كل من يرغب في الانضمام لعضوية النقابة أن يقدم طلبا على النموذج المعد لذلك، ويعرض على لجنة القيد للموافقة ثم يعتمد من مجلس الإدارة، والشروط بسيطة مثل أن يكون مصريّ الجنسيّة، وأن يكون كامل الأهليّة، وألا يقلّ سنّه عن 21 سنة ميلاديّة كحد أدنى، ويمكن قبول عضوية من يقل عمره عن 21 سنة إذا توافرت فيه موهبة الإنشاد الدينيّ شريطة موافقة وليّ أمره كتابيًّا، واعتماد الموافقة من النقابة، وأن يكون مجيدًا للقراءة والكتابة، وألا يكون قد سبق الحكم عليه بعقوبة مقيدة للحرية في جناية أو جنحة مخلة بالشرف.
- ما دور النقابة في تنمية الفنون الدينية ( الابتهال – الإنشاد – المديح ) وتدريب شباب المنشدين عليها؟
أنشات النقابة مدرسة الإنشاد الديني لتنمية كل المواهب الإنشاديّة في تعلمهم أصول الإنشاد الصحيحة، من خلال دراسة عدد من المقامات المهمة، وحفظ عدد من القصائد والمدائح، كما أتشرف بتدريس علوم اللغة في هذه المدرسة من أهم قواعد النحو والصرف، وسنضيف العروض بإذن الله في المستويات المتقدّمة، والمدرسة قائم عليها رجال أكْفاء من أمثال الشيخ إيهاب يونس مدير المدرسة، والشيخ طه الإسكندراني، والشيخ حسام صقر، والشيخ طه حسين، وغيرهم.
- أين موقع الفنون الدينية الآن من الزخم الفني للفنون الأخرى كالغناء والمسرح والرقص؟
أرى أن موقع الإنشاد الديني يأتي في القمة، وليست العبرة أبدًا بكثرة ما يُقدّم، بل العبرة بصفوة ما يقدّم، ونحن لا نفتقد الجمهور والحمد لله، فما من مهرجان أو أمسية أو احتفال إلا نجد جمهورًا رائعًا نفتخر به، وخير ما في هذا المجال أنه لله ولرسوله.
- أين شباب المنشدين من التواجد الإعلامي، وكيف تعمل النقابة على الحفاظ على ظهورهم حيث لا تظهر سوى الأسماء الكبيرة فقط؟
- شباب الإنشاد والحمد لله موجودون، وقد أقامت نقابة الإنشاد الديني احتفالا لتخريج أول دورة تدريبية من مدرسة النقابة، وتمت تغطيتها إعلاميًّا، ونحرص في المهرجانات أن تكون لهم فقرة خاصة بهم، صحيح أن الإعلام لا يسلّط عليهم الأضواء كغيرهم، أو يسلّط عليهم الأضواء في المناسبات الدينيّة، لكننا لا نعدم وجودهم، والحمد لله صارت الآن قنوات فضائية لهذا الغرض خالصة للإنشاد والمنشدين، لكنها مازالت في حاجة لدعم وشهرة أكبر، وأخبرني الشيخ محمود التهامي نقيب المنشدين بأنه ستدشن قريبًا قناة التهامي الفضائية ومن خلال الفتح اليوم أدعو كل صاحب موهبة في الإنشاد الديني أن ينضم إلينا.
أبو همام كنز من كنوز لغتنا العربية يجب الحفاظ على تراثه
الأستاذ الدكتور أحمد عادل أستاذ البلاغة والنقد الأدبي ووكيل نقابة الإنشاد الديني:
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة